الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يكره السوريون أمريكا

عمران ابراهيم

2011 / 5 / 7
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تمت مناقشة هذا الموضوع على نطاق واسع على نحو أشمل مما جاء في العنوان: نحو لماذا يكره العرب أمريكا او لماذا يكره المسلمون امريكا وحتى لماذا يكره العالمثالثيون أمريكا. وكان دوما مثار استغراب الباحثون ومراكز الدراسات المختلفة هناك هذا الكره المتأصل في الفكر الجمعي لدى الشعوب. بينما يسعى الافراد بمن فيهم صفوة المجتمعات بمختلف. طبقاتهم الغنية والفقيرة وحتى النخبة الحاكمة الحصول على تأشيرة دخول الى الاراضي الامريكية لتأمين مستقبلهم ومستقبل اولادهم. هذا التناقض لم يجد مفكرو الغرب تفسيرا له
انني هنا أحاول الإجابة على هذا التساؤل لان الاحداث السورية الراهنة أوضحت الصورة بجلاء وما عاد الامر يحتاج الى بذل الجهد لاثبات وجهة النظر التي سأعرضها هنا والتي قال بها الكثيرون قبلي
ووجهة النظر هذه تتلخص ببساطة شديدة جدا بأن هناك حلف غير مقدس بين الادارات الامريكية المتعاقبة البراغماتية البنية وبين اسرائيل من جهة والانظمة الديكتاتورية المتحالفة بدورها مع معظم الطبقة الغنية في المجتمع هذه الطبقة مكرهة بدورها على التحالف مع طبقة غنية طارئة فاسده هي الوجه الآخر للأنظمة الديكتاتورية وكل له أسبابه والهدف الاساسي لهذا الحلف الغير المعلن الذي يعرف فيه كل طرف دوره دونما اتفاق هو ابقاء الفرد السوري والعربي والاسلامي العادي في هذه المنطقة من العالم مهمشا بالكاد .يقدر على تلبية احتياجاته الاساسية طبعا ليس حبا بذلك و رغبة بقهره وانما للحفاظ على وضع ستاتيكي دائم . والكل مجمع على ابقاء الوضع متجمدا عند هذه النقطة ما استطاعوا الى ذلك سبيلا والى ابعد نقطة تاريخية ممكنة وأي خروج عن هذه القاعدة يكون لأسباب خارجة عن ارادة هذا الحلف غير المقدس و انما بحكم السيرورة التاريخية والتطور العلمي الذي هو جزء بنيوي من النظام الاقتصادي العالمي الذي لا يمكن التحكم به بشكل كامل و يتم معالجة هذه التغييرات الطارئة كإدارة أزمة وليس كأزمة لها أسبابها وحلولها
هذه الرغبة ليست نابعة عن تكوين نفسي سادي لعناصر هذا الحلف لقهر الشعوب لمجرد القهر وانما تنبع عن مجموعة معقدة من مصالح متشابكة تلعب دولة اسرائيل دورا محوريا فيها لان وجودها بالاصل هو وجود شاذ خارج السياق التاريخي والاجتماعي للمنطقة وأحد انعكاسات هذا الوجود الشاذ هو هذا التحالف الشاذ بدوره وغير المعلن بين انظمة ديمقراطية وديكتاتوريات كاريكاتورية علما بأن جميع أطرافه يخجلون من الجهر به ولكل أسبابه
لقد اظهرت الأحداث السورية هذا الأمر بأقبح تجلياته فالنقد الخجول الذي يفرضه تكوين المجتمع المدني الامريكي و ليس الادارة تجاه الحكومة السورية بخلاف الانظمة التي كان من المفترض انها اقرب الى الولايات المتحدة الامريكية مثل النظام المصري أثبت للشعب السوري مدى تواطؤ الإدارة الامريكية عليه مع قامعيه لذلك ليس اسهل من اخراج مظاهرة تشتم امريكا وتوابعها في سورية و مثل هذه المظاهرة تعبر فعلا عن مشاعر مكبوتة عدائية ضد امريكا واللاشعور الجمعي هنا , وهذا خطأ , لا يفرق بين ادارة ومؤسسات مدنية دون ان يكون لمثل هذه المظاهرة اي كلفة بل على العكس قد تخفف من شدة القمع وتعتبر مجاملة للسلطة كما يتخيل البعض حتى لقد أصبح من المثير للشفقة ان يبدأ أي معارض حديثه بلازمة شتم امريكا حتى ينال صك غفران من المجتمع
باختصار لا مصلحة لأي من أركان هذا الحلف غير المقدس بقيام دولة ديمقراطية في سورية ولكل دوافعه. وتتفاوت درجة المقاومة من طرف الى آخر. حيث يبدو حتى الآن ان. الأكثر مقاومة هي السلطة واسرائيل . اسرائيل تتكفل بأمريكا والسلطة تتكفل بمعظم الطبقة الغنية في المجتمع السوري وهذا لا ينفي ان السلطة لا تأمن غدر هذين الطرفين. التي خبرته في مواضع كثيرة وهذا يفسر حساسيتها من الخارج والمؤامرات الخارجية
وما اسهل الاستفراد بالدخل
ماذا يمكن ان نستنتج من كل ذلك وهل يمكن التنبؤ بمصير هذا الحراك الشعبي المبارك في رأيي انه لا يمكن التنبؤ و التساؤل يجب أن يكون : هل يصبر الشعب على الكلفة العالية من أرواح أبنائه التي تفرضه السلطة بمسميات مختلفة. من أجل تغيير في بيئة معادية خارجية. وبيئة داخلية تمثلها الطبقة الوسطى التي تقف متفرجة و تنتظر اللحظة المناسبة لتحدد خياراتها قبل أن تغامر بضياع كل شيء للدرجة التي يجبر الداخل والخارج الى الالتفات اليه وأخذ رأيه بالحسبان الصبر والمصابرة هذه ثمنها الكثير من الدماء والأرواح . أم ستساعد أمريكا النظام على اعادة تأهيله باصلاحات شكلية ولكنها تجعله أكثر قابلية للاندماج في المجتمعات المعاصرة التي انقرض فيها امثاله كما انقرض قديما الديناصور لعدم مقدرته على التكيف رغم ضخامته وبذلك تديم عمره سنوات اخرى. ولا بواكي حينها للشعب السوري اعني لبسطائه ومثقفيه الذين يحلمون بأن يتمتع الشعب السوري العظيم بما تتمتع به شعوب الارض بالحد الادنى
والموضوع مفتوح للنقاش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح