الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الاول من ايار، المنتدى التنويري يسلط الضوء على دور النقابات العمالية الفلسطينية الوطني والمطلبي

أبو زيد حموضة

2011 / 5 / 8
الحركة العمالية والنقابية


تقرير ابو زيد حموضة
على شرف عيد العمال العالمي الذي يصادف الاول من أيار من كل عام، نّظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطني ( تنوير ) جلسة ثقافية بعنوان (دور النقابات العمالية الوطني والمطلبي ) تحدث فيها النقابي نعيم جاموس أمين سر المنتدى، والنقابي محمد قاسم جوابره سكرتير جبهة العمل النقابي التقدمية، وباستضافة العائد المبعد الكاتب وديع سوداح بعد غياب قسري عن الوطن ناف عن 31 عاما قضاها في ألمانيا.

تحدث جاموس عن البعد التاريخي للحركة العمالية الفلسطينية التي تلت الحركة العمالية المصرية في المبادرة عام 1919 الى تأسيس أول نقابات عمالية في الوطن العربي، حيث تركز التنظيم النقابي في فلسطين على التجمعات العمالية في سكة الحديد ومعسكرات الجيش البرطاني والتي تضاعف أعدادها بعد الحرب العالمية2. لافتا المتحدث الى البعد الوطني لهذه الحركة في مساهمتها الفعالة في ثورتي 36 و39 من القرن المنصرم بحيث قدمت الكثير من الشهداء على مذبح القضية الفلسطينية.
وذكر المتحدث جاموس أن التنظيم النقابي العمالي في تلك الفترة بلغ الأوج بحيث ناهز عدد العمال المؤطرين في النقابات 45 ألفا مما دفع قادتها وفي مقدمتهم سامي طه الى تاسيس حزب سياسي لتمكين الحركة العمالية من المزاوجة بين النظال المطلبي والسياسي، وذكر المتحدث جاموس أن تلك التجربة لم يكتب لها النجاح لاغتيال سامي طه عام 1947.
ثم عرج المتحدث على الوضع النقابي بعد نكبة عام 1948 حيث حاول قادة الحركة النقابية العمالية في الضفة والقطاع من اعادة بناء التنظيم النقابي، وكان على راسهم النقابي أبو ماهر اليماني الذي أسس في نابلس نقابة عمالية. وبعد الدمج القسري للضفة الغربية للاردن غدت النقابات العمالية تابعة لاتحاد نقابات العمال في الاردن والتي أصبحت فرعا لها بعد العام1967.
ثم أردف المتحدث أنه بعيد الاحتلال الاسرائيلي للضفة أعلن قادة الحركة العمالية عن قيام الاتحاد العام لنقابات العمال وعلى راسه القائد النقابي العمالي زكريا حمدان كأول أمين عام له والذي ابعده الاحتلال بعد أقل من سنه على توليه المنصب. وأضاف أنه في ثمانيات القرن الماضي بلغ قوة الاتحاد التنظيمية والاجتماعية والسياسية والوطنية الأوج، وكان في مقدمة المؤسسات التي اعترفت في منظمة ت. ف. كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، عدى عن خوضه انتخابات المجالس البلدية في 1976 التي تكللت في الفوز الكاسح لمرشحيه في مدن نابلس وبيت لحم.

المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات هي أولوياتنا النضالية
المتحدث جوابره تحدث بشيء من التفصيل عن العمل النقابي في وقتنا الرهن، ذاكرا انه في هذا العام انعقد المؤتمر النقابي الفلسطيني الأول لمقاطعة إسرائيل وتشكيل (الائتلاف النقابي لمقاطعة إسرائيل ائتلاف النقابات العمالية والمهنية والاتحادات الفلسطينية من أجل مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها) وبما ينسجم مع النشاط النقابي العالمي لعمال العالم الذي يعرب عن تضامنه بمقاطعة دولة الاحتلال كما حصل في اتحاد نقابات جنوب افريقيا والبرازيل وبريطانيا وغيرها.
لماذا في غزة تمنع الطبقة العاملة من الاحتفاء في عيدها؟
واستنكر جوابره ما حدث في غزة يوم عيد العمال قائلا: نرفض ما جرى في قطاع غزة، حيث اقدمت حكومة غزة على منع الكتل النقابية من تنظيم مسيرات الاول من ايار، ونعتبر ذلك تعديا على الحريات العامة، وحق التظاهر، وتعديا على العمل النقابي.

الطبقة العاملة الفلسطينية والحركة النقابية الفلسطينية
ثم فرق جوابره بين الطبقة العاملة الفلسطينية والحركة النقابية الفلسطينية. معتبرا الحركة العمالية الفلسطينية تشمل كل مكونات الطبقة العالمة الفلسطينية من حيث بنيتها وتركيبها والقوى السياسية التي تتبنى فكر هذه الطبقة وتعبر عنه في برامج واليات عمل تصب في خدمة الطبقات الاكثر فقرا وتعرضا للقهر والاستغلال مضافا اليها كافة التشكيلات النقابية الفلسطنية والتي بمجلها تسعى الى تغيير النطام السياسي والاجتماعي بمجمله الى النظام الاشتراكي الاكثر عدالة ومساواة في توزيع الدخول وثروات المجتمع بين أفراده. وعرف المتحدث الحركة النقابية الفلسطينية على أنها جملة البنى والهياكل النقابية التي ينشأها العمال للدفاع عن مصالحهم وتحسين اوضاعهم المعيشية من خلال تحسين شروط وظروف العمل.

أرقام واحصاءات عن العمال الكادحين
ذكر المحاضر جوابرة بعض الارقام والاحصاءيات التي تتعلق ببنية القوى العاملة الفلسطينية ذاكرا أن القوى العاملة تمثل 41.5% من الفلسطينيين القاطنين في الضفة وغزة. ويبلغ عدد العاملين فعليا في الضفة وغزة (901 ألف شخص موزعين؛(686 ألف) في الضفة و (315 ألف) في غزة. وبلغت مشاركة الذكور 67.2% مقابل 15.3 للإناث
وبلغ معدل البطالة في الضفة وغزة 23.4% حيث بلغ عددهم (234 ألف) شخص منهم (116 ألف) في الضفة و (118 ألف) في غزة ويمثل قطاع الخدمات الأكثر استيعابا 42.2%. ويعمل في المستوطنات وفلسطين المحتلة عام 48 79 ألف ) عامل وعاملة وهم موزعين على : (30 ألف) يعملون بتصاريح رسمية . (17 ألف) بدون تصاريح .

الفقر والبطالة والاستغلال وتدني الاجور والفصل التعسفي آفات تهدد مصير العمال
وخلص المتحدث الى ان المشكلة الاكبر التي يعانيها عمالنا في البطالة والفقر والتي تعرضهم لكل اشكال القهر والاستغلال من قبل الاحتلال وراس المال المحلي الفلسطيني حيث تدني الاجور وحرمان العمال من حقوقهم الاساسية المنصوص عليها في قانون العمل الفلسطيني الذي لم تطبيق بعد. مشيرا الى راس المال المحلي الذي استغل بعض الثغرات في القانون وخاصة المادة (41) التي شّرعت الفصل التعسفي كما حصل مع العاملين في البنك الاسلامي الذي فصل 33 موظفا وعاملا بحجة اعادة تنظيم العمل .

هل حقا معدل النمو الاقتصادي يزيد عن 8%؟!
ثم تطرق جوابرة الى مجمل السياسات الاقتصادية للسلطة التي لا زالت عاجزة عن معالجة البطالة والفقر بشكل ملموس وتنموي قائلا : لا يمكن ان نقبل التصريحات التي تشير الى أن معدل النمو يزيد عن ال 8% في الوقت الذي لا زال فيه عمالنا يجبرون على العمل في المستوطنات رغم كل ما اتخذ من قرارات واجراءات لوقف هذا الظاهرة باتجاه توفير بدائل لهؤلاء العمال دون جدوى بل ان كل المؤشرات تؤكد زيادة في عدد العاملين فيها.

الانقسام والهيمنة وعدم وضوح البرنامج والاهداف تهدد مصير الطبقة العاملة
وأشار المتحدث جوابره الى المشاكل التي تعاني منها الحركة النقابية الفلسطينية فهي ؛الانقسام والتشتت وخلاف حاد على البرامج والتوجهات العامة الامر الذي خلقه طبيعة بنية هذه الحركة المبنية على توافقات سياسية وصولا الى فرض حالة من التفرد والهيمنة بداخلها بعيدا عن اعطاء دور للعمال حتى يقرروا وينتخبوا قياداتهم بشكل ديمقراطي وحر.

الاتفاقات الموقعة مع الهستدروت والتطبيع خناجر سامة في خاصرة الحركة النقابية الفلسطينية وتوجه واعي ومقصود لتذويبها بمؤسسات الاحتلال.
هل نقاباتنا غدت جزءا من الهستدروت؟
وركز جوابرة على الخطر الحقيقي الذي يواجه الحركة النقابية في فلسطين قائلا:
ان ابرز اوجه الخلاف داخل الحركة النقابية الفلسطيني هو الاتفاق الموقع بين الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين والهستدروت الذي تضمن معالجة مستحقات مالية يدفعها العمال الفلسطينيين للهستدروت رغما عنهم وهي تقارب ال1% من مجمل راتب العامل حيث تم الاتفاق على ان يتم تحويل نصف الاموال الى الاتحاد العام ويبقى النصف الاخر لدى الهستدروت على ان يصرف كخدمات للعمال الفلسطينيين الامر الذي لم يتم حتى الان كما تضمن الاتفاق اقامة انشطة وبرامج مشتركة وقد تم في هذا الاطار؛
أولاً:- وجود مندوب عن قيادة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في المؤتمر السنوي للهستدروت في صيف 2008- والذي انعقد تحت شعار "تيكفا"، أي "الأمل" بالعربية، وهو أيضاً اسم النشيد الوطني الإسرائيلي، وجاء انعقاد المؤتمر في سياق احتفالية إسرائيل بالذكرى الستين لتأسيسها، والتي هي الذكرى الستين لنكبة الشعب الفلسطيني.
ثانيا: اتفاقية اتحاد عمال البناء (أيار 2009)- وهي اتفاقية بين نقابات النقل الفلسطينية والاسرائيلية هدفت إلى تدريب عمال فلسطينيين (داخل "الخط الأخضر") على أعمال البناء في المعهد التقني الإسرائيلي، ومن ثم يتم منحهم تصاريح للعمل في مشاريع البناء الإسرائيلية. وقد وقع هذا الاتفاق بعد ثلاثة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة وتم وقفه عن التنفيذ بسبب عدم توفر تمويل له.

ثالثاً: اتفاقية اتحاد النقل-"الخط الساخن" (تموز 2007)- وهي اتفاقية يفترض أن تكون فيها لجنة مشتركة من رؤساء نقابات النقل الفلسطينية والإسرائيلية، بالإضافة إلى تدخل من قوات والجيش واجهزة الامن الإسرائيلي، بهدف تسهيل عبور عمال النقل على الحواجز.
أما المطلوب وطنيا :
وأضاف المتحدث جوابرة مستغيثا الغيورين على تثبيت العمال في وطنهم ولتلافي تفتيت قوتهم وحركتهم ونقاباتهم داعيا الى العمل على انشاء صندوق وطني لاستثمار الاموال التي تم الحصول عليها لتوظيفها بما يخدم مصالح العمال، ثم العمل على تشكيل مرجعية وطنية عليا لمحاسبة ومسائلة كل من يتورط في التطبيع وعقد الاتفاقات مع مؤسسات الاحتلال .

خطوات عملية:
وذكر المتحدث جوابرة على الرغم مما تقدم فان عمالنا الفلسطينين بدأوا يشقوا طريقهم نحو بناء نقاباتهم بشكل مستقل بعيدا عن الاطر الرسمية للعمل النقابي، وغدو يخوضون نضالهم النقابي بكل عزيمة واصرار، الامر الذي يؤشر الى قدرتهم على التعبير عن ذاتهم لاخذ مكانتهم الحقيقية على صعيد النضال الوطني والمطلبي.

المتحدث الأخير كان الكاتب وديع سوداح الذي تحدث باقتضاب عن غربته وعن الوضع العمالي في ألمانيا ، ُمعرفا على نفسه بأنه أديب ومترجم ودارس في الجامعة. معتبرا أنه لا يوجد طبقة عاملة اليوم في ألمانيا في المفهوم الكلاسيكي، وأن دورها قد انتهى، وأن الموجود هو طبقة فنية عالية الاجور تكسب معاشات تفوق معاشات الاطباء، مشيرا الى أن عامل مصنع الدبابات، التي يناهز سعرها عن 6 مليون يورو، هذا العامل لا يمكن أن يتحالف مع بائع فلافل في فلسطين والذي يخوض مرحلة تحرر وطني.عدى أن ألمانيا بعد الحرب الثانية أحضرت العمال من تركيا وايران وروسيا واليونان لتعويضها القوة البشرية العاملة لاعادة البناء ولكنها اليوم لا تريدهم .
لكن سوداح حمل الطبقة العاملة الالمانية جرائم النازية، جرائم الحرب، ولم يغفر لهذه الطبقة التي تحافظ على الكلاب والديمقراطية فيما بينها مساهمتها في جرائم النازية. وذهب أبعد من ذلك في تحمل هذه الطبقة مسؤولية مأساة الشعب الفلسطيني واشراف قادتها النازيون كايخمان وهملر على تسهيل هجرة وتسليح اليهود والزامهم بالتوجه الى فلسطين وخاصة الاغنياء منهم الذين جرى اختيارهم بدقة، اما مباشرة أو غير مباشرة، في الوقت الذي رفضت فيه بريطانيا اعطاء فلسطين للصهاينة واقترحت عليهم جنوب أفريقيا و.

فلسطين المحتلة – نابلس
8/5/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الغابون السابق يضرب عن الطعام احتجاجا على -تعذيب أسرته-


.. شجار في برلمان جورجيا قبل التصويت على على قانون العملاء_الأج




.. تهديدات غير مسبوقة تطال العاملين في الانتخابات الرئاسية الأم


.. طلاب جامعة كامبريدج يواصلون اعتصامهم رفضا لما يصفونه بتواطؤ




.. النقابات العمالية في نيجيريا تنظم تظاهرات احتجاجاً على ارتفا