الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ندوة (مؤسسة السياب) حول - اثر الترجمة في عالمية القصة القصيرة في العراق- وملاحظات لابد منها

جاسم العايف

2011 / 5 / 8
الادب والفن


أقامت مؤسسة السياب للطباعة والنشر والترجمة ومقرها في / لندن/ ندوة تأسيسية على قاعة المكتبة المركزية بجامعة البصرة، تحت عنوان ((أثر الترجمة في عالمية القصة القصيرة في العراق )) وأطلقت عليها، اسم القاص الرائد الأستاذ (محمود عبد الوهاب). تضمنت الندوة ، محاضرتين. الأولى للدكتور فهد محسن فرحان، أستاذ النقد والأدب الحديث في جامعة البصرة /كلية الآداب/ وبعنوان" النص المعرفي الإبداعي - حدائق الوجوه اختيارا ً" .أوضح د. فهد إن كتاب " حدائق الوجوه" للقاص محمد خضير و الذي أصدرته "دار المدى"، هو نص معرفي بامتياز من ناحية البناء والتنظيم، وان مثل هذا النص و من خلال الحفريات المعرفية نجده لدى المتصوفة الإسلاميين، وكذلك في بعض قصائد الشاعر محمود البريكان الذي عمل على " التعرية الزمنية" في بعض قصائده. وأضاف: كما كتب "باختين" فأن الفكرة في النص هي " البطلة" والموضوع هو "شعرية الفكرة"،وهذا ما نكتشفه في كتاب "حدائق الوجوه" وهو كتاب يذهب نحو تقليص حرية المتلقي ، كون إن اللغة فيه تحتوي على الفراغ من جهة ، وإنها أيضاً تحتوي على البياض من جهة ثانية، في ثنائيات منها: الطين/ النار ، الوجه/ القناع، الفراغ/ الامتلاء..الخ. كما قال د. فهد: في كتاب "حدائق الوجوه" ثمة اكتشاف لشعرية الزوال من خلال ثنائية الجمال/ الموت، وقد عمد القاص محمد خضير إلى العمل على الإبقاء على التفكير المتوهج والسرد المتواصل و المتوتر ، في عالم بلا مركز. وكانت المداخلة الثانية للقاص كامل فرعون بعنوان"انفتاح الشكل القصصي العراقي على ذاته- قراءة في المنجز القصصي العراقي". وقد تحدث في بداية الندوة د.صلاح حسن حياوي الذي ذكر انه في هذا الصباح سنشم" رائحة الشتاء" وسنجوب أزقة ودهاليز وسراديب وكوى "المملكة السوداء" وسنتجول بحرية لا حدود وأسوار لها في" حدائق الوجوه"، محلقين مع" رغوة السحاب" باحثين عن" ثريا النص"، مؤكداً على ضرورة تكرار هذه الندوات التي تهتم بالمبدعين البصريين خاصة والعراقيين عامة. وقد أدار الجلسة البحثية د. عامر عبد السعد الذي بين أهمية مثل هذا اللقاء وضرورة الوقوف على كيفية ترجمة القصة العراقية القصيرة إلى اللغات الأخرى، وأكد د.السعد إن لهذه الندوة ميزة أساسية هي حملها اسم القاص الرائد الأستاذ " محمود عبد الوهاب" احد أهم صناع الجمال السردي العراقي الحديث. كما تحدث رئيس المؤسسة " جواد المظفر" الذي أوضح إن المؤسسة تأسست في لندن عام 2007 وبدوافع معرفية- ثقافية ، وإنها تعمل على ترجمة الأدب العربي بجميع أجناسه ، و إن انطلاقتها من البصرة ، كونها تحمل اسم الشاعر (السياب) لان البعد المكاني في هذا العالم قد تلاشى، من خلال اعتماد التكنولوجيا، التي تدعنا نعيش في عالم مقترب وملتصق بحميمية، مع إدراكنا للبعد الجغرافي والذي تقلص كثيراً ، والمؤسسة اعتمدت في عملها طرائق علمية، منها اعتمادها على مستشارين عرب وعراقيين وأجانب متخصصين في حقول الترجمة ، وإنها تقوم على ذلك بالاتفاق مع دور نشر عالمية وعربية رصينة، ولها تاريخ حافل وخبرة متراكمة بالتراجم في جميع اللغات العالمية، وان ميزة هذه الدورة في حملها اسم القاص الرائد " محمود عبد الوهاب" كونه احد أعمدة التحديث القصصي العراقي القصير منذ الربع الأول من العقد الخمسيني ولا زال كذلك. وقد دعي للحديث القاص الأستاذ "محمد خضير" الذي شدد على ضرورة اهتمام المؤسسات الثقافية الرسمية والجامعية بالذات بضرورة تأسيس كليات للغات متخصصة بالترجمة ، و مراكز أبحاث تعمل بطريقة منظمة على ترجمة أثار المبدعين والعلماء العراقيين الأحياء، لقاء حقوق مادية مضمونة وموثقة رسمياً ،من خلال "قوانين وتشريعات تؤمن لهم العيش المناسب والكريم " ، والعمل معهم ومع نتاجاتهم باحترام مناسب ولائق مع مكانتهم الثقافية وتاريخهم الإبداعي والعلمي، وحفظ حقوقهم المادية عبر الاهتمام بطرائق حياتهم الراهنة وهم يواجهون مصاعب عدة، كما دعا الأستاذ القاص " خضير" إلى حفظ تراث الراحلين منهم ، والاتصال بورثتهم والعمل على "ضمان حقوقهم قانونياً وتشريعياً كذلك " كما تفعل أغلب دول العالم . وتخلل الجلسة تكريم القاص الأستاذ "محمود عبد الوهاب" بمنحه "درع المؤسسة"، وتقديم شهادات تقديرية لمجموعة من المبدعين البصريين منهم صالح فاضل الخصيبي ومزهر الكعبي ، و الفنان التشكيلي صدام الجميلي، والفنانة التشكيلية ابتهال الخالدي ، والموسيقي الدكتور ناصر هاشم الذي قدم بعض الأغاني العراقية مع عزف منفرد على آلة العود، والقاص والروائي د. لؤي حمزة عباس ، ود. عادل الثامري وبعض الأساتذة الآخرين. وكذلك المترجمين الأجانب الذين ساهموا في ترجمة مجموعة من القصص العراقية القصيرة ، ومنهم إيرك ونكل، وريمون شخاشيرو، وإلين كلاك، وفرد براغنل. و ختم الجلسة الأستاذ "محمود عبد الوهاب" بحديث عن الترجمة وأهميتها قائلا:" انه مهما كان المترجم بارعاً، في اللغتين ، المُـترجم منها والمُـترجم إليها ، فأنها لا تعدو أن تكون سوى قراءة من القراءات التي هي اقرب إلى الأصل، وليس الأصل ذاته. وأضاف: إن اللغة بمعناها اللساني ، لا تصلح للترجمة شعراً أو نثراً، ما لم تكن لغة تتحكم بنوعية النص، فلغة الرواية لغة سردية وليست لسانية ، و مضمون الرواية لا يعني فناً، ما لم يكن تقنيةً فبالتقنية يتولد المنجز الإبداعي شعراً أو سرداً. وأضاف : نلاحظ أن ثمة عدم دقة في ترجمة بعض العنوانات القصصية والروائية، مثل ترجمة( الشقيقات) لجيمس جويس وصوابها( الأختان)، وكذلك (لمن تقرع الأجراس) لهمنكواي وصوابها (للذين تقرع لهم الأجراس)، وأيضاً عنوان قصة همنكواي ( القتلة) وصوابها (القاتلان) ، إذ ليس في القصة أكثر من قاتلين أثنين، وقد التبس الأمر على المترجم، لكون العنوان الأجنبي جمعاً ، وليس مثنى كما في متن القصة، وهناك عنوانات تفرضها دور النشر تجارياً على المترجم لإثارة اهتمام القارئ كشبكة صيد له.
ملاحظات لابد منها
تقديرا منا لمبادرة (مؤسسة السياب للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة - لندن) بعقد ندوتها التأسيسية هذه في البصرة . لابد من ذكر الملاحظات التالية:
أولاً- كان من المفروض بالمؤسسة أن تكلف احد الباحثين أو النقاد بتقديم دراسة عن أدب المحتفى به، والذي تحمل الدورة اسمه وهو أستاذنا الفاضل القاص الرائد" محمود عبد الوهاب" وهذا ما لم يحصل!؟.
ثانيا- المؤسسة مختصة (بالطباعة والنشر والتوزيع والترجمة) ومقرها الرئيس في لندن،فهي أذن بطبيعتها المُعلنة( مؤسسة تجارية- ثقافية)، وقد قامت بترجمة وطبع ونشر بعض القصص العراقية في كتاب، فمن الواجب القانوني والأخلاقي عليها أن تعمد إلى ضمان الحقوق المادية لمن تمت ترجمة أعمالهم من القصاصين العراقيين ،على وفق التقاليد التي يتم التعامل بها وفي بريطانيا بالذات . ونعتقد إنها قد تعاملت مع المترجمين الأجانب بما يضمن حقوقهم المادية ، إذ من غير المعقول أن تتم الترجمة من قبلهم ثواباً لوجه الله،أو كرماً منهم لعيون القصة العراقية القصيرة فقط.
ثالثا- جاء في منهاج الاحتفالية ما يلي نصاً:
الجلسة الثانية: الترجمة والقصة العراقية
1 - ا.د كاظم خلف العلي/ " ملاحظات في ترجمة الأدب القصصي في العراق"/ 15 دقيقة
المداخلات/ 10 دقائق
2 – ا. م. د. عادل الثامري/" القصة العراقية والترجمة"/15 دقيقة
المداخلات/ 10 دقائق
القاص نعيم مهلهل/" الترجمة وإيقاع الترجمة والعقل المعرفي العراقي" / 15 دقيقة
المداخلات 10 دقائق
وهذا ما لم يحدث، إذ أن الجلسة الثانية لم تعقد أصلاً!؟. تُرى مَنْ ألزم المؤسسة بهذا البرنامج!؟، والذي لم تنفذه!؟. وما هي دوافع الإعلان عنه !؟. وكيف تعلن المؤسسة ذاتها برنامجاً وفي ندوتها التأسيسية الأولى و لم تلتزم به!؟. أو حتى تعتذر للحاضرين عن تنفيذه!؟. أتمنى أن تؤخذ هذه الملاحظات بحسن النوايا لا غير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز