الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورتنا العنقاء

محمد مراجع العزومى

2011 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لا يُشترط أن يكون التغير سياسى حتى يُطلق عليه إسم ـ ثوره ـ فالثوره تغيير جذرى فى حقول العلم و المعرفه ، كالثوره الصناعيه الفرنسيه التى أحدثت تغييرات على صعيد البنيه الإجتماعيه رافعه شعار ـ حُرية ، أخاء ، مساوة ـ و مثلها الثورة الصينيه و الثوره الروسيه ، إلا فى مصر فكانت الثوره للأطاحة بنظام و رئيس فاسد ، لتموت تاركه نمو مصر بيد رئيسها القادم ، و للأسف نحن لا نحتاج لرئيس آخر بقدر ما نحتاج لمكان تنمو فيه العقول ، نحتاج لقطار التغيير البطئ أن يُسرع ، و بدلاً من أن يكتفى بالسير فوق قضبان الأحلام ، فاليتوقف بنا فى محطة الواقع ، حتى يُدرك كل فرد حقيقة ما يُحيط به .


كم نعشق نظرية المؤامرات ، و الإستخفاف بعقول الناس ، أتمنى لو يُدرك أى من مُرشحى الرئاسه و لو للحظه أنهم يتعاملوا مع أشخاص يعرفون مصر أكثر منهم ، حواريها و أزقتها ، طبيعة شعبها و أرضها ، شعب رقص فى الهزيمه سُخريتاً و حزن يوم الإنتصار لأن أخيه لم يُشاركه إنتصاره ، لا نُريد برنامج إصلاحيــاً من أى منهم ، يقع تحت وطأة الإحتمالات ، ربما ينجح هذا البرنامج فى الإصلاح و ربما يفشل ، و وقتها يسعى لأختيار برنامج آخر يسعى فى تطبيقه ، و نظل هكذا نتحسس الإصلاح من بعيد ، نُريد مُرشح يتعهد بتبنى البرنامج اليابانى التنموى ، الذى نهض باليابان فى أقل من خمسين عاماً ليجعل منها قوة عظمى إقتصاديه و متقدمه جداً تكنولوجياً ، بعد أن كانت أطلال ، مُشكلتنا أننا لا زلنا نتباكى على الأطلال ، على عكس اليابان التى أخذت تُزيل الركام و الحطام لتفجر ثورة التغيير .


أستنكر تماماً موقف مُرشحى الرئاسه من الأحداث الجاريه ، و التى أعتقد أنها دفعتنا لأعتاب فتنة طائفيه ، مُشترك فيها كل شخص منا ، بدايتاً من المجلس العسكرى الذى أفرج عن رؤوس التطرف الدينى فى مصر أمثال ـ عبود الزمر ـ و غيره ، و موقفه المتخاذل الغير مفهوم إزاء من يسعون لهدم نسيج الوطن ، مروراً بالأعلام الذى يصب الزيت ع النار ليزيد لهيبها لهيب ، و صولاً لكل شخص منا تخاذل عن وأد هذه الفتنه ، ليأد بدلاً منها الثوره .


لا بد لنا أن نُدرك جميعاً بأن هُناك أصابع خفيه تتلاعب بنا ، فما المبرر لما يحدث الأن من صراعات بأسم الدين ، إن كانت أصابع النظام السابق ، فالنظام السابق بأكمله داخل السجن ، فهل يتلاعب بنا من داخل سجنه ؟؟!! هل هو قادر على أن يُشعل شرارة الفتنه الطائفيه من داخل المزرعه ؟؟!! فالنفترض ذلك و أنا لا أستبعد أى من الإحتمالات ، فمن المتواطئ الذى سمح له بهم بذلك ؟؟ هل المجلس العسكرى على علم أم إنه غافل ؟؟ إن كان على علم فهذه مُصيبه و إن كان غافل فالمصيبه أكبر ، لكن فى الحالاتين شارك فى موت الثوره .


كلمه أخيره ، الثوره لم تمت ولا تموت ، الثوره كالعنقاء تُبعث من رمادها ، لكن رياح المؤامرات بعثرت هذا الرماد لتجعل منه أكوام ، كوم مسلم و آخر مسيحى ، هذا علمانى و ذاك إشتراكى و الأخر إخوانى و هو كافر و أنا مندس و أنت فلول نظام ... إلخ ، فإذا أردنا لثورتنا أن تشتعل من جديد ، فالنجمع رمادها ، و نُشعل نارها من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كبسة سعودية على أصولها تحضير الشيف عمر ????


.. ا?شهى وا?سرع سندويشات بطريقة الشيف عمر ????




.. قصف وعمليات عسكرية إسرائيلية موسعة في رفح.. ولكن؟


.. القمة العربية في البحرين: هل ينجح -إعلان المنامة- في وقف إطل




.. -حنين إلى موسوليني-.. مجموعات الفاشية الجديدة تنتشر في إيطال