الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمير الظرفاء/ كامل الشناوى يتحدث عن نفسه؟!

حسين عبد العزيز

2011 / 5 / 8
الادب والفن


- الأعصاب مشدوده فالأخبار مازالت تأتى إلينا محزنة؟!! والصورة تتعب القلب والأعصاب؟ والنظر فى الجرائد مجرد النظر فيها يرفع الضغط لذا فكانت فكرة طيبة تلك التى جعلتنى أروح عن نفسى بالسير والنظر والتمتع فى سيرة مبدع لن يوجد به الزمان مرة ثانية.
- حيث كان آخر سلسلة المضحكين الكبار. إنه آخر ظرفاء ذلك الزمن الذى نعيش فيه – إنه كامل الشناوى ولا غير كامل الشناوى الذى ولد فى قرية نوسا البحر. وهى لا تبعد عن قريتى غير كليوات قليلة فى سنة 1908 وبالتحديد فى 8 ديسمبر ان كامل الشناوى كما صلاح جاهين كما صلاح منصور كما السيد بدير كما أى إنسان (تخين) فتجد لديه طاقة خطير على الاضحاك (لي صديق اسمه أيمن العجمى يعمل معى فى جامعة المنصورة لديه طاقة خارقة على الاضحاك وطريقته فى إلقاء النكته أو طريقته فى الحكي تضحك أكثر من النكته ذاتها.. لذا فهو محبوب ومرغوب)
ونجد الأستاذ/ محمد التابعى أمير بلاط صاحبه الجلاله .. يقول .. (نشأنا كلانا فى قرية "نوسا البحر" وكان والده قاضياً شرعياً لمحكمة مركز "أجا" ورأيته يلعب فى الساحة الواسعة أمام منزل خالتى ، وكان زوجها عم والدة كامل الشناوى، كان كامل يرتدى جلبابا وقد أخفى أحد ذراعية داخلها، فبدأ كمة الخالى، وكأن بذراعة شيئاً يحاول جاهدا أن يمسك بهم ويوقعهم على الأرض ويضربهم، وناديته – وكنت أكبره بنحو ثمانية أعوام – وأقبل على بدون تردد ... وإذا به يبادرنى بالسؤال.
- أنت اسمك محمد التابعى.
- قلت: نعم
- قال: عاوز إيه؟
- قلت: لماذا تضرب أصدقائك الأطفال؟
- قال: كيفي كده.
وسكت لحظة وكأنما أدرك أن رده غير مقنع وقال.
- أنا بأضربهم علشان بيعاكسونى ويقولولى يا تخين ضحك وقال: يمكن يفتكروا ذراعى مقطوعة، أو مكسورة أصعب عليهم فما يخدوش بالهم من تخنى.
وكان أول درس صحفى تعلمه كامل الشناوى من حافظ عوض .. عندما لقنه لكامل بقوله (أن الصحافة فن الخبر .. وليس فن الأدب)
وقد لخص كامل الشناوى حياته بكلامات قليلة جداً (... بدأت حياتى الصحفية أدبياً يهوى الصحافة وأنا الآن صحفى يهوى الأدب).
وقد وصف الدكتور لويس عوض كامل الشناوى بقوله (... كان كامل الشناوى محدثا من طراز نادر روايته لا شعار القدامى والمحدثين ونوادرهم لا يشق له غبار حتى لنكاد تقول انه آخر مدرسة الظرفاء الذين حدثتنا كتب العرب أنهم ملئوا بلاط العباسية بهجة ولباقة وحكمة من حكم الشعراء...)
وهنا يجب أن نذكر أن كامل الشناوى كان المتحدث الرسمى لأمير الشعراء أحمد شوقى – أى هو الذى كان يلقى قصائد أمير الشعراء فى التجمعات العامة والخاصة لحلوة صوت كامل واسلوبه فى الالقاء وتشبعه بمعانى القصيدة التى يلقيها.
وكان معروف عن شاعر الشباب أحمد رامى أنه لم يركب تليفون فى بيته ويرفض تماما فكرة تركيب تليفون فى البيت وكانت حجته فى ذلك أنه لا يريد أحد أن يزعجه وهو يؤلف أغانى أم كلثوم – لكن كامل الشناوى علق على ذلك بقوله (إن أحمد رامى يخاف إذا حدثته أم كلثوم فى التليفون أن تعتقد زوجته أنها متيمه فى حبه) وقال أيضا كامل الشناوى ... (ان التاريخ سيذكر فى صفحاته أن شاعرين فقط لم يدخل بيتهما التليفون – أمرؤ القيس وأحمد رامى)
وخلال معركته الأدبية حول الشعر الجديد مع الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى (سوف أذكر تفاصيل تلك المعركة بعد قليل) وصفه بقوله (أصلع غرناطة)
وكان يجاوره فى جريدة الجمهورية كاتب يخرج الصوت من أنفه – بقوله – أخنف نوتردام) وكان له صديق سريع الخطوبة – سريع الفسخ – فأطلق عليه "اسماعيل الفسخانى" وقد حلل اسم الشاعر السودانى "محمد الفيتوري" حيث قال: اطلق عليه هذا الاسم – لأنه لا يدفع ما عليه من الفواتير"
وهو الذى أطلق على عبد الرحمن الخميسى – اسم (القديس)
وفى أحد الليالى كان يتناول عشاءه فى محل كبابجى بشارع كلوت بك فوجد اللحم المقدم له صعب المضغ فاقترح على صاحب المحل تغيير اسم المحل من (كبابجى) الى (كلابجى).
وهو الذى أطلق على أم كلثوم لقب (كوكب الشرق) ورأية فى أم كلثوم هو (المعجزة لا تتكرر ولكن أم كلثوم هى المعجزة الوحيدة التى تتكرر كلما وقفت تغنى)
- ووصف الإذاعة والتليفزيون بقوله (الإذاعة كالمرأة المعجبة – والتليفزيون كالمرأة السافره).
ووصف العقاد، الشناوى بقوله (الشاعر العصر وأوقع راوية للشعر على الإطلاق)
- وكان يصف حلاقه والاسطى على الفيومى بقوله [انه قمة فى الطيبة والبرودة والاتقان والتلامة]
آه لو كان فعلها
كتب الكاتب الكبير مصطفى أمين [كنت دائم الخلاف مع كامل الشناوى، لأنه قليل الانتاج، فقد كانت المقاله التى لا تزيد عن عامود، تستغرق منه عدة ايام، وكنت أدهش لأنه رواى ومحدث ومبدع فى الحياة وسط الناس وكثيرا ما فكرت فى أن استأجر له شخصا يمشى معه ويسجل ما يقوله، وأنشره موقعا بأمضاء كامل الشناوى]
- أن التخيل هنا مطلوب .. حيث يجب أن نتخيل لو أن مصطفى بيه أمين اقدم على هذا الفعل وسجل لكامل الشناوى كل ما يتفوه به فى جلساته مع القديس ورفاقه المضحكين الكبار لكان لدينا .. تحفه ثانية اسمها .. أغانى العصر الحديث فكما فعلها أبو فرج الاصفهانى وسجل كل ما كان يدور فى عصره. ومن هنا وجدنا لدينا الأغاني بعكس ما حدث فى عصرنا حيث حرمنا من أن نجد منن يقوم بتسجيل ما يدور فى جلسات السعدنى والخميسى والشناوى ونجيب محفوظ ويوسف أدريس وأم كلثوم .. ان جيلنا حرم من متعه ثقافية واجتماعية كان يمكن أن يحصل عليها لو كان فعلها مصطفى أمين وأرسل وراء كامل الشناوى من يسجل كل ما يتفوه به ومن ثمة نجد من كان يؤرخ لجلسات الكبار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟