الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد اسقاط المشير

مجدي جورج

2011 / 5 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



هذا النداء الجديد والغير منتظر على الاطلاق صدر اليوم من الاقباط المتظاهرين امام ماسبيرو احتجاجا على الاعتداءات التى وقعت عليهم بالامس فى امبابة ونتج عنها استشهاد حوالى 12 شخصا واصابة اكثر من مائتين اخرين حيث تم الاعتداء بالامس على كنيسة مار مينا بشارع الاقصر بالبصرواى بامبابة وحرق كنيسة العذراء بشارع الوحدة عن اخرها مع محاولة الاعتداء على كنيسة مار مرقس لولا حماية الاقباط لها. كل هذا كان مترافق طبعا مع حرق وتدمير لمنازل واملاك الاقباط وقد وصلت الخسائر حسب اخر التقديرات الى 6 مليون جنية مصرى وهذه كلها تقديرات مؤقتة.
ما حدث بالامس كان نتيجة طبيعية لعدم محاكمة الجناة الذين هدموا كنيسة صول ونتيجة طبيعية لاجبارهم والذين الاقباط على نقل كنيسة القمادير بسمالوط ونتيجة طبيعية لتراخى الدولة وتجميدها لقرار تعيين محافظ قبطى بقنا نيجة اعتراض السلفيين على ديانته وماحدث كان نتيجة الى.......عشرات الاعتداءات التى تعرض لها الاقباط دون محاسبة ودون ردع مما فتح شهية هؤلاء السلفيين للاعتداء مجددا على الاقباط.
فى تدمير كنيسة صول باطفيح كانت حجة السلفيين الارهابيين وجود اعمال سحر فى الكنيسة كما خرج واعلن ذلك زعيمهم محمد حسان على التلفزيون المصرى.
وفى حصار كنيسة مارمينا وحرق كنيسة العذراء كانت حجتهم وجود فتاة مسلمة خطفها الاقباط وخبئت بالكنيسة وهذه كذبة فندها احد شيوخ السلفيين من سكان المنطقة الذى نفى هذا الامر نفيا تاما كما جاء بصحيفة اليوم السابع.
وفى حصار مصر كلها وايقاف الحياة كلها فى هذه البلد كانت حجتهم استرداد اختهم الاسيرة كاميليا شحاته ورغم خروجها الاعلامى مرتين مرة من خلال التلفزيون المصرى ومرة من خلال قناة الحياة الا انهم رفضوا كل هذا بل اعتبروا هذا بمثابة اعلان حرب من الكنيسة على المسلمين كما قال زعمائهم .
حجج ومبررات لاتنتهى ولن تنتهى طالما ظلت الايدى الممسكة بزمام الامور فى البلاد ايدى مرتعشة .ايدى رخوة. ايدى حانية ومطبطبة على هؤلاء السلفيين .
عندما قامت الثورة فرحنا جدا وشاركنا بدمئنا كاقباط فيها كان كل املنا ان نتخلص من نظام اضطهدنا وكتم انفاسنا عن طريق جهاز امن الدولة وتوسمنا خيرا فى الثورة والثوار والجيش وعصام شرف ولكن للاسف خرجنا من مطب لنقع فى حفرة واكثر من حفرة فهى هوة عميقة .
صدقنا الصحافة وفرحنا بجيشنا عندما كتبت الصحافة بعد سقوط مبارك ان الجيش عارض استخدام القوة ضد المتظاهرين فى التحرير مع العلم ان اى جيش فى العالم ما كان يستطيع استخدام القوة ضد ملايين محتشدة بالتحرير وبكافة ميادين وساحات مصر لان هناك حدود لاستخدام القوة ولان التكنولوجيا الحديثة من انترنت وفضائيات وغيرها قادرة على فضح اى ممارسات للاستخدام العنيف للقوة وتقديم مرتكبيها للعدالة مهما طال الزمان. كذلك فان الجيش المصرى عندما رفض استخدام القوة كما قيل خدمة لمبارك لم يكن سباقا فى هذا الامر فمعظم الجيوش تفعل هذا واخرها الجيش التونسى الذى رفض استخدام القوة خدمة لبن على.
ما قصدته ان المشير واعضاء المجلس العسكرى الحاكم موجودين بمراكزهم اليوم هذه بمحض الصدفة التاريخية ونيجة تضحيات الثوار وكانت امامهم ولازالت (اذا كانت لديهم الرغبة فى ذلك) الفرصة فى التحول بمصر من دولة ديكتاتورية الى دولة مدنية عصرية حديثة ولكنهم للاسف وكما هو واضح للان فانهم يسيرون بنا عكس هذا الاتجاه .
الجيش يملك القدرة على فرض النظام وتحقيق الامن والامان للمواطن الذى هو حجر الاساس لدوران عجلة الانتاج ولكن الجيش غالبا لايريد ذلك ربما لغرض ما فى نفسه . فترك المواطن فريسة للبلطجية وترك الاقباط فريسة للسلفيين ربما كان الهدف منه تلميع الاخوان واظهارهم بالوجه المقبول لدى الاقباط ولدى الغرب لانهم البديل الافضل للسلفيين وربما ان الجيش ارتاح لهذا الحل لسببين وهما :
- انه سيتخلص بسرعة من الحكم ويلقى بالمهمة الى القوى الوحيدة الجاهزة فى نظره لها وهم الاخوان.
-ان هناك قوى اخوانية داخل الجيش تدفع بهذا الاتجاه .
ياسادة قاومنا كلنا مبارك فى الماضى لانه قمعنا بامن الدولة ولكن دولة الاخوان واخوانهم السلفيين القادمة ستقمعنا بالدين . واذا كانت هناك وسائل للتعايش مع سطوة امن الدولة ومقاومته ومن ثم اسقاطه فان مقاومة المتمسحين بالدين سيعتبروها ردة عن الدين وربما ينفذون بسببها الحدود فى المقاومين.
ولكن الان هناك نسبة ليست قليلة من الشعب تترحم على ايام مبارك وتتمنى عودتها رغم فسادمبارك الكبير .لان الفساد يمكن مقاومته او التعايش معه او تجنبه بينما فقدان الامن والامان يعنى نهاية لكل حياة طبيعية وما سبب فشل الدول المسماة بالفاشلة التى حولنا كالصومال وافغانستان والعراق وغيرها الا غياب الامن والامان.
الاقباط رغم قلتهم العددية فى مصر الا انهم كانوا دائما السباقين فى اشياء كثيرة ومنها خروجهم على نظام مبارك وتشجيعهم لباقى قوى الثورة للحذو حذوهم ومن ثم اسقاط النظام والان هاهم يسبقون الجميع وينادون باسقاط المشير الذى لم يوفر لهم الامن والامان ولم يحميهم من ايدى البلطجية والسلفيين والرعاع الذى خطفوا بناتهم وحرقوا ودمروا كنائسهم ونهبوا بيوتهم دون ان يقدم اى منهم للمحاكمة .فالجيش لم يقدم اى متهم سلفى للمحاكمة العسكرية بتهمة الاعتداء على الاقباط فى الوقت الذى قدم اقباط ابرياء للمحاكمة العسكرية ارضاء للسلفيين كالاستاذ علاء رشدى المحامى وغيره وكانه اسد على الاقباط وحمامة وديعة فى مواجهة السلفيين.
على المشير ان يطل علينا من عليائه فهو ومجلسه هم الحكام الفعليين للبلاد وحكومة شرف مجرد منفذة لقرارته وعليه ان يبين لنا هل سينقل المشير ومجلسه البلاد من الحكم الديكتاتورى الى الحكم الديمقراطى العصرى ام سينقلنا الى الدولة الدينية التى يهفو اليها الظلاميين ؟
على المشير الا يكتفى ببعض البيانات العسكرية التى لاتطفئ ظمأ احد ولا تقنع احد بل عليه ان يتحدث الى الشعب يبين لنا ما يجرى ويقول لنا هل نحن كاقباط مازلنا مواطنين كاملي المواطنة ببلادنا ام اننا لازلنا كما كنا ايام مبارك مواطنى درجة ثانية بل ربما اسوأ مما كنا ؟ على المشير الا يسير فى نفس سياسة العناد التى كان يتبعها مبارك وعليه ان يستمع الى نبض المواطن فى الشارع الذى يطالب بالامن والامان والعدالة والمساواة حتى لايأتى وقت لن يسمع فيه المشير الا عبارة "الشعب يريد اسقاط المشير" هادرة وصادرة من حناجر الملايين اقباطا ومسلمين فى كل انحاء مصر لان املهم خاب فى المشير ورجال المجلس العسكرى الحاكم .
مجدى جورج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المؤامرة تكتمل
عماد عبد الملك بولس ( 2011 / 5 / 10 - 21:11 )
لم يكن الزج بالجيش و تمجيده عبثا منذ البداية، مع اعترافي بوقوف الجيش مع الانتفاضة الشعبية

هل يستطيع صنيعة نظام لمدة اكثر من 50 عاما أن يتغير في أيام؟
هل يوما ترضي القوي الكبري الحقيقية التي تحكم العالم أن تتحرر مصر أو أن تُحكم بالحق؟
هل يصدق أحد ان ظهور و تلميع و تمكين الإسلاميين صدفة او نتيجة طبيعية؟
هل لاحظ احد سرعة الإفراج عن الإسلاميين المحبوسين بينما ما زال بعض شباب الانتفاضة (لا اسميها ثورة) محبوسين؟
هل لاحظ أحد شيوع الخطاب الديني في الإعلام الرسمي بالتقية الواضحة المتفق عليها؟
هل مسموح لمصر أن تعمل و أن تنتج و ان تقوي اقتصاديا؟

مسموح فقط لمصر ان تلغو وان تتوه و ان تسكر بالتفاهة و الهوامش و ان تنسي قوتها الحقيقية في اتحادها و في اتجاهها للعمل


2 - الخطوة القادمة - تحذير
عماد عبد الملك بولس ( 2011 / 5 / 11 - 07:41 )
الجهة المنظمة الوحيدة في مصر الآن هي (الفلول) و هذا مسمي خاطئ، فهي جيش منظم قوي كامل العدة و العتاد و الخطة، و الفلول الحقيقية هي نحن: كل شعب مصر

بدأت الدعوة لمحاكمة سيدنا البابا شنودة، و هي حتي و إن كانت ثغاء و لغو فالبيئة مناسبة
لاتباع كل لغو فارغ

بعد خطف الإناث و حرق الكنائس يأتي مهاجمة الرموز

بعد هذا ينتشر التأجيج المنظم لشبكة أحداث امتهان الأقباط لتغطي مصر كلها، فقد بدأت بالعشوائيات و سوف تطال الأحياء المكتظة بالمسيحيين (شبرا علي القائمة بعد هجوم أو اثنين مكثفين للتأجيج، يأتي دورها) و بعد هذا الأحياء الشبه راقية ثم الأحياء الراقية

الخطة تسير بنجاح و بدون مقاومة، الخزي و العار لكل من يحكم مصر الآن

اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟