الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الفلسطينية هل تقود الى قيام الدولة

حسن محمد طوالبة

2011 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


صفحات سوداء سجلها في تاريخ الشعب الفلسطيني خلال السنوات الأربع الماضية, انقسام حاد بين حركتي فتح وحماس , انسحب على أبناء الشعب , تولدت حزازات وأحقاد . و حماقات وقسوة غير معهودة بين أبناء الشعب الواحد . , اعتقالات في الضفة والقطاع لأنصار الطرفين المتناحرين . حرب كلامية بينهما وصلت حد التشهير الشخصي واللا أخلاقي في بعض الأحيان .أثرت تلك الصفحات سلبا على مسار القضية الفلسطينية الأم .وصار الانقسام ذريعة لدى حكومة نتنياهو بان لا سبيل لمفاوضات بين أحزاب متناحرة .
لقد فشلت مصر حسني مبارك في إبرام اتفاق المصالحة بين الطرفين خلال السنوات الماضية. لأكثر من سبب يخص كلا الطرفين الفلسطيني بشقيه ( فتح وحماس ) ومصر. وقبل أيام بارك العرب والفلسطينيون والأصدقاء ومحبو السلام الاتفاق الفلسطيني ـ الفلسطيني.
نجح الفلسطينيون في انجاز الاتفاق ولم ينجحوا بالأمس لأكثر من سبب ودافع واعتبار:
1 . في الجانب الفلسطيني .وصلت السلطة الفلسطينية إلى طريق مسدود في مباحثاتها مع الجانب الصهيوني . ولم تحرز أي تقدم على طريق إقامة الدولة الفلسطينية, ولم تتمكن من إيقاف بناء المستوطنات في الضفة وفي القدس حصرا.
كما تمادت حكومة نتنياهو في الاستهتار بالفلسطينيين والعرب ,ولم تعر بالا للمطالب الغربية التي كانت تنادي بإنجاح المباحثات بين الطرفين على طريق إيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية . فقامت بالإعلان عن بناء مئات الوحدات السكنية حول القدس , وطرد مئات الفلسطينيين من ديارهم وأخيرا طرد أبناء عشيرة الصرايعة الذين يقدر عددهم ب 400 فرد تمهيدا لبناء المزيد من الوحدات السكنية فوقها .
في ضوء هذا التعثر في المباحثات مع حكومة نتنياهو برزت حالة من التململ بين أبناء الشعب الفلسطيني والمناداة بالعودة إلى الكفاح المسلح , وهذا التوجه يلتقي مع حماس في غزة .
وعلى وقع الانتفاضات العربية في أكثر من قطر عربي, انتفض الشعب الفلسطيني يطالب بالمصالحة ومقاومة الفساد في إدارة السلطة الفلسطينية. وعلى اثر هذه التطورات أعلن محمود عباس عزمه التوجه إلى قطاع غزة من اجل فتح باب جديد للمصالحة مع حماس.
2 . أما حماس فقد جاءت معظم الظروف العربية في صالحها , وأبرزها الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك , الأمر الذي ترتب عليه فتح معبر رفح الواصل بين القطاع ومصر بصورة دائمة , وهذا القرار فك الحصار المفروض على القطاع منذ سنتين .واعتقد أن قادة حماس كانت احرص على إرضاء القيادة المصرية في العهد الجديد لضمان فتح المعبر بصورة دائمة , وبه بتعزز دور حماس , وتزداد قوة مادية ومعنوية .
إن قيادة حماس باتت مقتنعة أنها نجحت في صمودها في ظل الحصار الجائر الذي فرضته حكومة نتنياهو, وحققت تأيدا جماهيريا اكبر في القطاع وفي الضفة الغربية .
وان المصالحة سوف تكسبها المزيد من الرصيد الجماهيري في المستقبل , ويمنحها فرصة الفوز في أية انتخابات مقبلة على مستوى الرئاسة أو على مستوى رئاسة الحكومة .
3 . وعلى الصعيد العربي فقد أثرت الانتفاضات العربية على الشعب الفلسطيني, ودفعته إلى الانتفاض أيضا مطالبين بالمصالحة والإصلاح السياسي والاقتصادي.
ويبدو أن الانتفاضة في سوريا لها حسابات أكثر جدية , ولا سيما أن قيادة حماس في دمشق .
ما يحدث في سوريا خطير لان سيناريو العنف يتكرر فيها, ورغم مرور خمسة أسابيع فان النظام مستمر في القتل والاعتقال بالمئات من معظم المدن السورية.
ولا يبدو في الأفق بوادر إصلاح حقيقي يرضي أبناء الشعب, الذي انتقل في مطالبه من الإصلاح إلى إسقاط النظام.
الأحداث في سوريا ـ اعتقد ـ أنها عجلت بالمصالحة , إذ ستتيح لحماس الانتقال من دمشق إلى غزة أو إلى أي عاصمة عربية أخرى , وأكثر الظن أن قيادة حماس ستنتقل إلى غزة أو الضفة الغربية , وقد يدخل خالد مشعل الانتخابات الرئاسية ,وعندها سيقيم في رام الله شاءت حكومة نتنياهو أم رفضت .
المهم أن المصالحة تمت , وهدأت الفرحة , وجاء الجد لتنفيذ بنود المصالحة بروحية رفاقية عالية بعيدة عن الأنانية والتحزب , والنزاهة في اختيار الكفاءات لتشكيل الحكومة المقبلة من المستقلين , وان يكون التنافس في الانتخابات التشريعية والرئاسية تنافسا نزيها يقوم على البرامج العملية التي تحقق أماني الشعب الفلسطيني في التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ارض فلسطين , مطلوب ردم الهوة التي تعمقت خلال سنوات الانقسام , مطلوب تضميد الجراح , وتعويض المتضررين , وارجاع حقوق من اغتصبت حقوقهم .
لقد أزعجت المصالحة حكومة نتنياهو , وصدرت تصريحات عصبية من وزير الخارجية ليبرمان , وعادوا جميعا يتباكون على قرارات اللجنة الرباعية , التي قتلوها بأيديهم ,في حين يرى بعض المحللين الصهاينة أهمية أن تخطو حكومتهم باتجاه الحوار مع حماس .
وبغض النظر عن موقف الحكومة الصهيونية , فان المصالحة منحت الفلسطينيين فرصة العمل السياسي الجاد في المحافل الدولية , وبالذات في الأمم المتحدة في دورتها المقبلة في أيلول المقبل ,ودعوتها للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967 , واعتقد أن الدول الغربية مهيأة لقبول هذه الفكرة , ولا سيما بعد افتضاح حكومة نتنياهو في شان المستوطنات , وإصرارها على حصار قطاع غزة , والجريمة التي ارتكبتها ضد قافلة الحرية . ان الجميع بانتظار التطبيق النزيه والعملي للاتفاق بين الطرفين . كتب في 8/5/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب