الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لازلت في المانيا/قصة قصيرة

ماجدة غضبان المشلب

2011 / 5 / 9
الادب والفن


لازلت في المانيا
الباب الموارب بدا وكانه يدعوني للدخول وتراقصت امام عيني جذوة اللحظة الاخيرة وهي تهفت باذعان متمسكة دون جدوى بقطاف ما نضج من الدهر وما شاخ منه.
سمعت الصوت من جديد متأهبا للحظة غزلتها احلام غربة تتكيء على ما مضى ولا تعبأ اين ستكون ركائز اللحظة القادمة.
مطر اذار يبللني ويحوط جسدي بقشعريرة برد وارتباك،ترددت اكثر...هل اطرق الباب؟
اي نوع من الكلمات تلك التي لا يعتريها الخجل وانا اقف امامها حسيرا مرتعشا لا تطيق قدماي النهوض بجسدي المثقل وراسي المعلب بصفائح ذكريات اكلها الصد؟
الهدوء يعم المكان لا صراخ الصبية الصغار ولا صوتها موبخا اياهم ،كدت اعود مؤمنا انني استند الى جدار غريب واحاول التمادي اذ اطرق بابه
مر شاب نظر الي بامعان وقال:_
*امر ... خدمة؟
*لا شكرا انا فقط التقط انفاسي
اجتاحت نظرات الشاب وجهي وكانها تعريه من قناع ابذل جهدا كبيرا لاحافظ عليه ، خشيت ان يكرر سؤاله الا انه دخل مطأطيء الراس مجتازا الباب المجاور.
ومكثت في الشارع هامسا،مرتجفا،مبللا بمطر اذار اللذيذ.،تصاعد توتري..ترددت اكثر..،هل اطرق الباب؟..ماذا سأقول؟،كيف ابرر اختفائي لاكثر من ثلاثة عشر عاما؟..هل انا عند باب بيتها؟،لم كل هذا الهدوء؟..، اين الاطفال الصغار..وصخبهم ..ولعبهم..،؟.
اه تذكرت..لابد انهم اصبحوا الان رجالا،ربما تزوجوا ..وغادروها وحيدة..ربما!..،ربما انا الذي اصبحت وحيدا،رغم ان المكان لم يتغير،كأن الحرب لم تقع؟.
من انا لاطرق الباب؟،او لاتساءل حتى..؟
(كم عاما في الصحراء امضيتها دون ان ترسل رسالة او اشارة تدل على وجودك حيا..،اي كلام يوازي انتظارها لك؟، وهل حقا انها لازالت تنتظر)..
بضع نقرات على الباب..وينتهي هذا العذاب المضني..بضع نقرات..هيا افعلها!!
اربعة رجال اشداء ظهروا فجأة من خلف الباب.... وابتعد وجهها وصوتها المرافق لهم حتى كأني لم ارها ولم اسمعها قط ...واخذ الرجال يرطنون بلغة... لا اعرفها..... يقتربون.... وانا اتحرك للخلف.
*ضوية!
ناديتها مستنجدا
جاء جوابها سريعا..،ولكن اية لغة هذه التي تكلمت بها؟ اني لاافقه حرفا..، اشقاؤها بدوا صغارا..انهم يرطنون ايضا..يا للهول ..اين انا؟؟!!.
كانت تهز جسدي بعنف وترشق الماء على وجهي،وقالت بلغة المانية واضحة بالنسبة لي:ـ هل عاودتك كوابيس العراق مجددا؟،لقد ايقظت الطفلين بصراخك!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس