الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب في زمن الموت..

محمد المراكشي

2011 / 5 / 9
كتابات ساخرة


كيف يمكن أن نحب في هذا الزمن الأغبر؟ ! نبدو و كأننا فقدنا رومنسيتنا الأولى التي مارسناها أيام الثانوي و الجامعة..حينها كان كل شيء بسيطا للغاية ،حلمنا بين أيدينا نمارسه دون أي معاناة..نحب كما نشتهي و نرمي بأنفسنا و دموعنا التي تهطل كالمطر بين أحضان حبيباتنا ! يربتن على أكتافنا مثل أمهات صغيرات ،و نمضي !
يبدو أننا لم نعد نقرأ الشعر ،لا نزار أصبح يأخذ منا دقائق كي يلقي فينا ديكه الذي لا يترك دجاجة تهدأ ! و لا ريتا درويش عادت تأخذ مكانها بين عشقها الأبدي و بندقية ايامنا !
فعلا الأمر صعب ! لا احد يقدر في هذه الأيام أن يمارس حبه دون خجل ! نخجل من دموع المحبين العاشقين الذين هجروا غرامهم الجميل إلى مخابئ مصراتة أو شوارع عدن ! أو حتى محل بقال الحي ! لا يمكنك ان تكون محبا حالما كما كنت في السابق ،لا تستطيع ان تشتري اسطوانة أو كاسيت لفيروز تهديه لصديقتك ..فالحال غير الحال و الزمن غير الزمن ! وتصور لو أنك فعلت ،لكنت أخف مسخرة في تاريخ العرب !
ستاتيك هي فرحة بنوستالجيتك و قدم تفكيرك.. تهديها الكاسيت ،فتؤنبك لأنك لا تعرف أن أسعار الكهرباء زادت ،و صراخ الأب كل شهر يزداد كذلك ! و تمنت لو أتيتها بجهاز الم بي تري أو الأيفون و لم لا !؟ لا غال من اجل الحبيب الأول...
تعود إلى واقعك ، فتجد ان الحال تبدلت كثيرا منذ خرجت من كهفك ،لم تعد قيمة ما كان كما كانت..و تسال عن قيمة الايفون فتجدها توازي راتبك ! أنت الذي سبق و اسكتت حبيبة قديمة بقصة حب مجوسية !
حتى أن العبارات التي أدمنت كتابتها في سابق عهود الحب عندك ،لم يعد لها مكان مع لغة الاسميس..و لم تعد لها حروف تعرفها مثلما خبرت مفاعيلك المطلقة !
لا احد يستطيع ان يحب كالسابق ، فالمكان اليوم في بلداننا لمذلة العيش ،ماتركت جيبا إلا ثقبته و لا كرامة إلا أنزلت أنفها أمام بائع ينتظر مرورك كل يوم كي يسمم صباحك بتذكيرك بدينك !
لا أحد يستطيع أن يحب كما أحببنا فلسطين و كأنها امرأة جميلة رشيقة حالمة و أسقطنا حبها على أي امرأة نصادفها أولا..و اخطأنا كثيرا حين اكتشفنا أن بعض اللواتي صادفناهن لا يستطعن التفريق بين غزة و عزة !
لا نستطيع العشق و لو استطعنا إليه سبيلا ،فقاموس الحب عندنا استبدلته انظمتنا بقاموس آخر جعلنا نهوى الشارع اكثر من صدور أمهاتنا و حبيباتنا..جعلنا نبكي زمنا ذهب إلى غير رجعة بعد أن شوهت الحروب و الكروب معالم الحياة فينا..وفيه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر