الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بغداد الى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- الحلقة السابعة

عبدالكريم صالح المحسن

2011 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


روت صحيفة "هيرالد تبيون" الأمريكية تفاصيل هذا الاجتماع في حينه قائلة : إن "الفرسان" توافدوا على الاجتماع، وقد ارتدى كل واحد منهم ملابس كهنوتية سوداء، يزينها صليب أبيض مزدوج الأطراف، ورأس الجلسات "الأستاذ الأعظم" الذي يقود المنظمة، وهو اسكتلندي سبق أن عمل في حقل التدريس، اسمه اندروبيرتي (60 سنة) وهو أول بريطاني يرأس المنظمة منذ عام 1277م، كما أنه الرئيس رقم الثامن والسبعون للمنظمة منذ تأسيسها، ويحمل رتبة "كاردينال " ، ويرأس مجلسًا يتألف من ستة وعشرين "فارسًا" يساعدونه على تسيير شؤون المنظمة وتدعمه أمريكا بقوة .

الغريب أنه أصبح لهذا التنظيم أو منظمة "الفرسان" علاقات دبلوماسية مع خمسين دولة منها دول عربية ومسلمة كمصر والمغرب وتشاد ، كما أن مقرهم الرئيسي "قصر مالطا في روما" له بعض الامتيازات كدولة الفاتيكان، إذ إن لهم محاكمهم الخاصة وجوازات سفرهم الخاصة، بل ويصدرون طوابع بريد خاصة أيضًا.
ويقدر عدد أعضاء منظمة فرسان مالطا بحوالي عشرة آلاف فارس وسيدة كما تقول المواقع المخصصة لهم على الانترنيت (www.orderofmalta.org) ، بينما يقدر عدد المتطوعين الذين يعملون معهم بحوالي نصف مليون شخص، منهم زهاء مائة ألف في فرنسا وحدها، ومثلهم في ألمانيا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وغير المتطوعين في الولايات المتحدة وحدها ألف وخمسمائة فارس، وقد انضم إلى عضويتها عدد من أصحاب الملايين خصوصا أن نشاطهم الحالي خيري ويختص بالمستشفيات مما يغري بالتبرع لهم .

وهم مهتمون بإقامة علاقات دبلوماسية مع مختلف الدول يقول رئيسهم " فرا أندرو بيريتي Fra Andrew Peretti" : "إن الدبلوماسية بحد ذاتها ليست من أهدافنا ولكن إقامة علاقات مع الدول تساعد في تسهيل أعمالنا والحصول على الأدوية والمواد التموينية ونقلها إلى المناطق المنكوبة ، ولا ينفي تاريخهم الصليبي إذ يقول : "نحن لا نخفي شيئا، فنحن منظمة دينية قديمة، ولنا تقاليدنا وشعائرنا، لذلك فالجانب البروتوكولي والدبلوماسي في غاية الأهمية بالنسبة لنا، ونحن نبذل جهدنا لتقديم العون للمحتاجين، والقسم الأكبر منا رجال دين وقساوسة".

والملفت أن دولة الفرسان الجديدة تعتمد في دخلها على تلقى التبرعات بحجة إنشاء المستشفيات وعلى بيع طوابع بريدية خاصة بها ، وتستفيد أيضا من الشهرة التي تجنيها من خلال توزيعها تبرعات كبيرة على المستشفيات وسيارات الإسعاف والأدوية على الدول المختلفة المحتاجة .

ومع أننا لا نستبعد أن يكون هذا الموقف الجديد للصليبيين الجدد "أي التركيز على العمل الخيري فقط " هو وليد الظروف الدولية المعاصرة وقيام غيرهم من الغربيين بحمل السلاح لإبادة المسلمين نيابة عنهم ، فالمؤكد أنهم – باعترافهم – لا يتنكرون لتاريخهم الصليبي القديم الذي لا يزالون يفخرون به حينما حاربوا المسلمين ونهبوا قوافلهم في البحار .

وبالتالي فخطر الفرسان الحالي ليس أقل خطرا من الماضي ويكفي أن نعرف أن منظمات الإغاثة الصليبية التبشيرية في مناطق ملتهبة مثل جنوب السودان كانت ولا تزال تشكل عنصر الدعم للمتمردين على الحكومات العربية ، وهم الذين فصلوا "تيمور" عن أندونيسيا الإسلامية ، والأخطر أن دورهم التبشيري لا ينفصل عن الدور الخيري ، والاموال لا تُدفع بغير مقابل تبشيري .

لقد ظهر فرسان مالطة في مصر عندما أصبح لهم سفارة في القاهرة عام 1980 ويذكر دليل البعثات الدبلوماسية الخاصة بوزارة الخارجية المصرية أن بعثة فرسان مالطة بالقاهرة مكونة من شخصين السفير ومستشار للسفارة ، ولا يذكر الدليل شيئا عن وجود بعثة دبلوماسية مصرية لدى الفرسان ، ولم يعرف كيف استطاع فرسان مالطة الحصول على حق التمثيل الدبلوماسي في دول عربية مثل مصر والمغرب وحتى تشاد الإفريقية ، وعلى مستوى السفارة، وإن كان الأمر مفهوما في ظل وجود دول أخرى صغيرة لا تذكر مثل الفاتيكان وميكرونيزيا التي تؤيد إسرائيل على طول الخط رغم أنها جزيرة صغيرة عدد سكانها بضعة آلاف .

والواضح أن نشاطهم الخيري ، ومزاولة عملهم من دول عظمى مثل أمريكا أعطى لهم جواز المرور للدول الأخرى باعتبار أنهم صاروا – الآن- هيئة خيرية .
يرجع الفضل في استمرار هذا الوضع إلى بعض الدول الأوروبية بالإضافة إلى الفاتيكان ـ حيث مقر الفرسان الآن ـ فقد أحاطوا الفرسان بالحماية بعد طردهم من مالطة، ومنحوهم بعض الامتيازات، ومنها حق التمثيل الدبلوماسي وذلك حفاظًا على "الرمز التاريخي" الذي يمثلونه، ودورهم البارز في العلاقات بين الشرق والغرب في العصور الماضية..ليست سفارة الصهاينة بالقاهرة هي الجريمة التاريخية الوحيدة، فهناك "فرسان مالطة" القادمون من قلب العصور الصليبية إلى قلب القاهرة ربيبة صلاح الدين الذي أذل فرسانهم ، وهزم ملوكهم وأسرهم في يوم حطين المجيد .

جرى في قصر رغدان العامر مراسم تقبل أوراق اعتماد عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى البلاط الملكي الهاشمي كما نشرت إدارة الإعلام بالديوان الملكى الهاشمي في 8 آذار 2004م،فقد تقبل جلالة الملك عبد الله الثاني أوراق اعتماد كل من السادة رادو اونوفري سفير دولة رومانيا وعبد القادر الزاوي سفير المملكة المغربية وحسين ديرويز سفير الجمهورية التركية ويوسف عبد الله العنزي سفير دولة الكويت وكرونسولاف فاسيلي سفير البوسنة والهرسك وويبون خوساكول سفير مملكة تايلاند ومسعود عزيز سفير جمهورية بنغلادش الشعبية والفرد مويسيوه سفير جمهورية البانيا وسيزار فيرير بوري سفير جمهورية الاورغواي وبوفولك جونسون ثوتي سفير هيئة فرسان مالطا.

وفى 11 كانون الثاني 2007م نشرت وكالة Innovative Media Inc.للأخبار على لسان أندرو برتي المسؤول الأعلى في فرسان مالطا في معرض حديثه إلى ممثلي 96 دولة معتمدة لدى هيئة فرسان مالطا بمناسبة اللقاء السنوي المعتاد الذي المنعقد هذه السنة في روما في تلة الأفنتينو.

قال: "يجب أن يتمتع جميع حجاج العالم بحق الدخول إلى أورشليم"، معلنًا أنه يود أن يقوم هو شخصيًا بزيارة إلى الاراضي المقدسة في أكتوبر المقبل.
وذكر المسؤول الأعلى "بالتفكير المعمق الذي يدور منذ فترة بعيدة بشأن قضية الأراضي المقدسة، مذكرًا بموقف الكرسي الرسولي بشأن أورشليم: مدينة الأديان الثلاث، وفي الوقت عينه أرض مشتركة بين إسرائيل وفلسطين، وجزء من تراث البشرية بأسرها".

وأشار: "يبغي لهذا أن تنال مركزًا قانونيًا خاصًا، محميًا على الصعيد الدولي".

ثم قال: "إن فرسان مالطا – الذين لطالما اعتبروا حماية الاراضي المقدسة إحدى أولويات مهمتهم في رسالتهم في خدمة الكنيسة والنشاطات الإنسانية والطبية – هم على أتم الاستعداد للتعاون مع الحكومات من أجل الوصول إلى حلول عملية، آخذين بعين الاعتبار المصالح الشرعية للشعوب المعنية في هذه الأراضي". وشرح: "والأمر كذلك لأن أورشليم من شأنها أن تكون مكان بحث مستمر عن السلام والمصالحة بين الأديان والشعوب والثقافات".

وتحدث برتي عن الخدمات التي تقوم بها الرهبنة العلمانية الألفية في الأراضي المقدسة وفي مختلف أنحاء العالم. فتحدث عن نشاط فرسان مالطا في نيروبي وفيتنام وصولاً إلى إعصار نيو أورلينز وإقليم دارفور، ورومانيا وباكستان، والكثير من الأماكن المتألمة من الكوكب حيث يلتزم أكثر من 11 ألف عضو من الرهبنة – من أطباء وممرضين ومتطوعين – في خدمة البرص واليتامى والمشردين وجميع المتألمين.

وأوضح برتي أن "الخدمات الإنسانية قد أصبحت أخيرًا أحد أهم مواضيع الساعة، وللأسف، يجري استخدامها غالبًا لأغراض سياسية واقتصادية”، وفي المقابل، غالبًا ما يتحول العمل الإرسالي "إلى نشاط من نوع استثماري معلمن".

تؤكد نفس الوكالة الإخبارية أن عدد أعضاء الهيئة يبلغ 11500 عضو مع 80000 متطوع دائم، وتعاونهم دائرة موظفين من ذوي التخصص العالي يبلغ عددهم 10000 بين أطباء، مرضين، مسعفين ومتطوعين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا