الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب والإسلام-ج4 الأمويون أنموذجا

الاء حامد

2011 / 5 / 10
الارهاب, الحرب والسلام



لازلنا نتحدث عن ماهية الإرهاب والتطرف الإسلامي وقد نوهنا لمبدأ حقيقي: بأن الإسلام كدين سماوي منزها من الإعمال الوحشية والإرهابية ولا توجد في ابسط بديهياته العقائدية والأصولية أي دعوات للعنف والتطرف ولكن التوظيف السياسي له من قبل الولاة والحكام في الحكومات الإسلامية آنذاك جعلته يتمايل وفق سطوتها واستغلته خير استغلال لتمرير مصالحها الذاتية وإغراضها الشخصية لفرض سيطرتها على البلاد والعباد,

وما يؤسف قوله إن أفضل من يجيد استغلال الدين بعض أولئك المتخصصين فيه, وليس العيب في الدين نفسه بأعتباره يحتل مكانة وقدسية في نفوس معتنقيه مما يسهل استمالتهم والتلاعب بمشاعرهم بأسمه, ولا في مستغليه لأنهم فضلوا هذه ألطريقه لتحقيق المصالح وجني الإرباح واستغفال الناس, وإنما العيب فيمن يصغون لهولاء الشياطين.

لهذا استغل الأمويون الأقوام البسيطة والجهلة والمغفلين للقيام بالأدوار الإرهابية المشينة المتمثلة حينها بالعنف السياسي والتطرف الذي ظهر من خلال الفساد الأموي ودعمهم لذلك بإسناد المارقين والخارجين, وسار على نهجهم تباعا كل من العباسين والايوبين ومن ثم أكملها المسلمون من غير العرب كالسلاجقة والعثمانيين والفرس.

فكان زمنهم مليئا بأكثر أنواع الإرهاب والتنكيل واشد خطرا على التأريخ الإسلامي ومستقبله, وكان أساسه السذاجة والسطحية في التفكير مع تطرف شديد في كل ما يظنونه في الموقف الديني , وما بلغ مروقهم عن الدين الإسلامي واجتهادهم الخطير في عقائده وإحكامه وتأويلهم لقول الله : ( إن الحكم إلا لله ) فظنوا ان تحكيم شخص في قضية بين الاثنين شرك بالله تعالى!! وأول مظاهر تطرفهم تكفير خصومهم واستباحة دمائهم وإعراضهم!!1

وقد احتاج الأمويون منذ البداية إلى تبرير سياستهم الجائرة المستبدة العنيفة وارتكابهم الجرائم البشعة وخروجهم عن حقيقة الإسلام ومبادئه السامية إلى سلك طريق هو أقبح واشد من جرائمهم كلها حين عملوا جاهدين الى تأويل الآيات القرآنية بما يفيد الجبر والتسيير , ليبرروا أفعالهم المشينة, وما صنعوه إنما هو قضاء الله تعالى وقدره , فكانوا يصنعون بالإرادة الإسلامية كيفما يشاءون , تارة بالحذلقة السياسية وتارة أخرى بالإرهاب السياسي مخولين في كل ما يصنعون زعمهم شرعيتهم بالخلافة!!!

ذلك الدور الإرهابي الذي مارسه الأمويون هو الذي رفعهم فوق رقاب المسلمين أنفسهم ومنحهم صفة الهيمنة القصرية وصلاحيات التحكم العنيف ,وولاية الأمر دفعت الحياة الاجتماعية لتصبح واقعا مطلقا للجائرين والفاسقين الذين أسرفوا دماء الناس وغيروا من معالم الدين وبدلوا إحكامه بما يتناسب سياسة الرياسة والسلطة وحفظ العرش بأي شكل من إشكال العنف والتنكيل , فلم يعد في ظل هذه السياسات الجائرة لمن امسكوا السيف للإطاحة بالشرعية أي حفظ لسلامة من هو حي.




الإحالات
1-تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي- صائب عبد الحميد ص 63 نقلا عن الكاتب والدكتور محمد محمود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأمويون... علمانيوا زمانهم
سمير خليل ( 2011 / 5 / 10 - 18:16 )
إن الدولة الأموية هي الدولة الأكثر علمانية في عصرها. سحبت امتيازات ما يسمى ال البيت، الذين لا نعرف لهم من مزايا سوى انهم من ذرية علي، و منحوها للناس العاديين، فتفجرت طاقات هذه الأمة و خلقت حضارة لها ما لها و عليها ما عليها. و كلنا نعلم مدى الحسرة التي تولدت في قلوب الناس بعد زوال حكمهم. و لنا أن نتذكر أن بشار بن البرد، و هو غير عربي، كان من أكثر الناس عشقا لهؤلاء الأمويين، و حسرة على زوال حكمهم. و لا ننسى، بطبيعة الحال عبد الحميد الكاتب، و الطريقة الدموية التي قتل بها على أيدي العباسيين الذين كانوا وقتها مضللين بأهواء متشيعة.
و كلنا نعلم عن تلك النقائض ما بين جرير و الفرزدق، و نعلم عن تسامح المروانيين، أصحاب الاّفاق المتسعة، عندما افتخر جرير بانتصارات قبيلته، التي ناصرت عليا- على جند معاوية.
لنا في المقابل-حسب ما نرى على الفضائيات الشيعية من هرطقات تشمل اللطم و التطبير و طقوس الذبح المؤنسنة شيعيا و التي تستمر تقريبا طوال العام- أن نتخيل أي قبح و بشاعة و سفاهة عقل كانت ستصيبنا لو-لا قدر الله- هزم الأمويون و انتصرت ذرية علي؟

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة