الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيقتل المليون

عدنان الاسمر

2011 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



تشهد الأمة العربية مرحلة نوعية جديدة من تاريخها السياسي تتمثل في ثورات الشعوب العربية للتغيير نحو التحول الديمقراطي والحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية وبناء الدولة المدنية الحديثة وإسقاط الدولة الأمنية ويأتي هذا رفضا لبنية سياسية اجتماعية استمرت طوال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أنتجت نخبا حاكمة اقرب للطغمة الاوليغاركية فقد استحوذت تلك النخب على الدولة ومقدراتها وأشاعت الفساد والاستبداد والاستعباد والبطالة والفقر والتخلف العلمي والتقني والثقافي وتفكك مكونات الهوية الوطنية وتعميم ثقافة اليأس والإحباط واللاجدوى وهذا كله لا يمكن أن تتقبله الشعوب العربية وتتقبل استمرار النخب الحاكمة في آن واحد مما يفرض تناقض موضوعي يؤدي إلى نتيجتين الأولى إسقاط النظام رسميا أو شعبيا إذا لم يستجب بمرونة أو بسرعة لمتغيرات الواقع الاجتماعي والثانية إجراء النظام إصلاحات سياسية و اقتصادية واجتماعية بما يؤدي لإعادة إنتاج صيرورة بقاءه مع ضرورة التخلص من فائض البنية السياسية وعصابات الفاسدين التي تشكل عبأ ثقيلا أمام مسارات التجديد والإصلاح أما النظام السياسي الذي لا يستطيع الاستجابة للمتغيرات فانه سوف يضطر لاستخدام أدوات القمع وسيتوسع تلقائيا بذلك مثل القتل، الاعتقال ،فرض الحصار، منع التجول، واستخدام الآلة العسكرية بما في ذلك زج القوات المسلحة لمواجهة الشعب وفي هذه الحالة سيقع النظام تحت اتهام المجتمع الدولي له بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وسوف تتفكك بنيته الرسمية والإدارية وسيضع نفسه في مواجهة المجتمع الدولي ويفقد شرعيته الشعبية ويبدأ ذلك من مجلس حقوق الإنسان إلى مجلس الأمن إلى محكمة الجنايات الدولية وأخيرا فرض العقوبات عليه وبما فيها الإجراءات العسكرية وعندها ينتهي النظام الحاكم وفق أحكام القانون الدولي العام حتى لو بقي يمتلك محليا بعض مقومات القوة العسكرية وسوف تنتقل الدولة إلى خيارات مفتوحة منها الحرب الأهلية أو الاغتيالات والتصفيات أو الانقلاب على الحكم أو فرض قوى المعارضة السيادة على أجزاء من الدولة فإطلاق الرصاص على أبناء الشعب وإراقة الدماء وممارسة إرهاب الدولة ضد المواطنين العزل الذين يطالبون بالحرية والكرامة واحترام إرادتهم لن يطيل عمر النظام وإنما سيقصر من عمره مهما بذل من جهود ضائعة للبقاء في الحكم فالنظام الذي يسفك دماء مواطنيه ويود الاستمرار بحكمهم باستخدام الطائرات العسكرية والمروحيات العسكرية وراجمات الصواريخ وبساطير العسكر وجنازير الدبابات نظام لا يؤسف عليه وليذهب إلى الجحيم ألا يكفي بعض حكام العرب ممارسة الحكم أربعين أو ثلاثين أو عشرين عاما ؟ ولولا تلك الثورات المجيدة لاستمر الكثير منهم في الحكم مدى الحياة أو ورث ابنه وهذا نموذج لا مثيل له في الدنيا منذ الثورة الأمريكية 1779 إلا عند الحكام العرب فالمطلوب من القيادة السياسية في سوريا والبحرين واليمن وليبيا أن تدرك الحقائق الموضوعية للمتغيرات الايدولوجية والسياسية الناتجة عن ثورة المعرفة والاتصال فلا بد من الحوار والانفتاح والاستجابة لمتطلبات التغيير فالعلم الثوري الكلاسيكي اشترط لقيام الثورة وانتصارها وجود حزب ثوري حديدي له دور مركزي وان الثورة تعني انتصار طبقة على الطبقة الحاكمة من خلال ممارسة العنف الثوري بما في ذلك المشاركة العسكرية في الثورة إلا أن المتغيرات الراهنة تجاوزت تلك المفاهيم كليا وبينت أن الثورة الشعبية يمكن أن تنتصر وتحقق أهدافها في إطار بنية الدولة ذاتها دون الإتيان بطبقة حاكمة جديدة وباستخدام أنشطة جماهيرية سلمية كالاعتصام،الإضراب،المظاهرات،الاحتجاجات النوعية والقطاعية شريطة استمرارها وثبات تصاعدها وشموليتها وعندها تتعطل وظائف الدولة المختلفة وتنهار أجهزتها الأمنية،الإدارية،القضائية،الاقتصادية،الخدماتية، والدولية وعندها يتحقق شعار الشعب يريد إسقاط النظام رغما عن حجم ماتمكن النظام من إيقاع القتلى والجرحى من أبناء شعبة وما استخدمه من قوة ومن شبيحة وبلاطجة لقمع الشعب حتى لو تسابقت الأنظمة وصولا لقتل المليون من مواطنيها ومهما تعددت أيام جمع الكرامة والوفاء والتحدي إلا أنه ستأتي أخيرا جمعة السقوط والرحيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل