الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلطة الحداثة

حميد المصباحي

2011 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ظاهريا أن الحداثة مناقضة للتقليد اجتماعيا وحتى سياسيا,بل يمكن القول,أنه حتى دينيا هناك تأويل ديني حديث,وآخر تقليدي,ونمط أسري وعلاقات,فمست هده الثنائية,كل نواحي الحياة,الفردية والجماعية,والمدنية والسياسية,وهي ثنائية جديدة عوضت ثنائية الخير والشر,الرديلة والفضيلة,الوجود والعدم,وكأن العالم لايستطيع العيش دون هده التقابلات,المقبول والمرفوض,العقلاني والأسطوري,المتطور والمتخلف,وعلى هدا الأساس تم تصنيف الدول,والحضارات والثقافات .
وحده العلم بقي في منأى هن هده الثنائيات,لأنه خارج التصنيفوإن اعتبر وليد الحداثة دون أن يعترض أحد على دلك.هناك سلطة ما,تسن التصنيف,لتفرض التراتب كحكم على الأجهزة والأفكار ليمتد إلى الحضارات,وهو يستمد سلطته من مقولة الزمن,كماضي وحاضر,غير قابلة للشك أو التفنيد,لكن ألم تعد الحداثة وفق منطق الزمن هدا ماضيا؟
ألا تحمل قيم الحداثة بقايا من الماضي؟ألا يوجد ما هو مظلم في الحداثة كما وجد المشرق في الماضي كتقليدي وماضوي؟ألم يثبت العلم أن تاريخه,تاريخ أخطاء اعتقد أنها حقائق؟
علينا أن نعترف بأن الحداثة فكرا وسلوكا وسياسة ليست إلا حصيلة تجارب كل الشعوب والحضارات ,حتى تلك التي ترفضها أو تعاديها,ففي تاريخها شيء منها,منسي أو ملغى أو مضمر ومقموع,ولأنها سلطة لايعنيها من ماضيها إلا ما تعتقده هي,فالحداثة الغربة تنكرت لماضيها القرون وسطوي,بنقده والكشف عن اللا عدالة فيهه,لكنها تناست سطوتها هي على غيرها من الشعور والحضارات,وأقرب هده الأحداث ظاهرة الإستعمار,وما خلفه من مآسي لازالت الكثير من الشعوب تعيش تبعاتها السياسية والإقتصادية وحتى الثقافية,والحضارة العربية نفسها تظهر نفسها كمثال للعدل والمساواة وتنسى كيف عاملت السود حتى بعد إسلامهم,وهي رغم كل دلك شيدت نمودجت للبناء العلمي والتفكير الديني كان جديد في وقتهوفرضت ما يفرض عليها من طرف حضارات أخرى.إن الفكر الإنساني المعاصر في حاجة إلى الكثير من التوقفات الثقافية والحضارية لمساءلة نفسه عما يستطيع تقديمه للوجود الإنساني الغائر في التحرشات الفكرية بالماضي ورهانات السيطرة المعترف بها اليوم أكثر من أي وقت مضى,إن الحداثة في تصورها للسلطة الدديمقراطية,تنتقد الشمولية والسلط الدينية المقدسة,لكنها شيدت قداسة مغايرة,جمدت العقل وألهته واعتبرته عقلها الوحيد الممكن,تمن به على العالم,وتفرض عليه اتباعها دون إضافة,وحتى عندما يضيف الآخر قيما أو علما لاتعترف به,بل إنها تحاصر حضارة أخرى وتريد حرمانها من حق البحث العلمي بحجة استخدامه في المجال العسكري كما هو الشأن في التعامل مع إيران وغيرها من الدول الطامحة لبناء داتها بطرق تختلف عن الغير,أو على الأقل تتميز عنه دون أن يعني دلك الإنغلاق باسم الخصوصية واستغلالها للقمع والقتل والسطوة,فالحداثة رغم سطوتها وجبروت قسوتها لن تكون كما كانت النظم الشمولية وتقاليد العقاب وطقوس عبادة الحكام أو تأليههم كما كان في الأزمنة الغابرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية