الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية الصحافة بين الكر والفر والبلطجية تنشد ثورية القصر

زكرياء الفاضل

2011 / 5 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


حرية الصحافة بين الكر والفر
والبلطجية تنشد ثورية القصر
يذكّرني ما تعيشه الساحة المغربية اليوم من ترجيكوميديا تحت عنوان " الملك الثوري" ببرنامج حزب التقدم والاشتراكية الذي يكاد يدفع المطّلع عليه بالتفوّه بعبارة "الرفيق صاحب الجلالة المعظم" وهذا في أيام الملك الراحل الحسن الثاني أي في عهد الرصاص. كثيرون هم من يتحدثون عن الملك الثائر والخطاب الثوري مع أنّ علاقة خطاب 9 مارس بالثورية هي صلة القط بالفأر. فالثورة تكون على القديم من أجل ميلاد الجديد في حين الخطاب المذكور ركّز على تشبته بالنمط التقليدي الموروث من العصور الوسطى ولم يرقى إلى درجة الثورية ولو بدرجة واحدة. وحياة الشعب اليومية، من اقتصادية واجتماعية وسياسية، شاهد عيان على تدحرج المغرب في هاوية الماضي خصوصا بعد تراجع حرية التعبير بالمغرب وذلك من خلال إغلاق الصحف والجرائد الحرة أو ضرب الحصار عليها لحد إفلاسها أو اعتقال ومحاكمة الصحفيين بتهم واهية وآخرها اعتقال ومحاكمة مدير صحيفة المساء رشيد نيني.
إنّ رشيد نيني صحفي تضاربت فيه الآراء وتناقضت حوله المواقف، فهناك من يصفه بعميل المخابرات وهناك من يعتبره صحفيا نزيها وجريئا والحقيقة، كالعادة، قد تكمن بين هذا وذاك أو قد تجمع بينهما. المهم والأهم في قضية رشيد نيني هو اعتقاله ومحاكمته بصفته صحافي مما يعني أنّ مهنة الصحافة الحرة بالمغرب أصبحت ممارستها خطيرة على أصحابها. هذه الحرب، غير المعلنة، على الصحافة الحرة والصحافيين غير الرسميين لها دلالة واحدة وهي دخول المغرب في منعطف نحو الماضي مهما غرد البعض وتغنى بثورية خطاب 9 مارس وثورة صاحبه، ومهما ردّد النظام على مسامعنا نيّته في التغيير ومقاطعة الماضي واعترافه بحقنا في حرية التعبير. فالحكمة تفرض علينا الانتباه للفعل لا الاستماع للكلام المعسول.
لقد انطلقت الاحتجاجات بالمغرب مع 20 فبراير ولاتزال مستمرة في هدوء يميزها عن باقي الانتفاضات بالدول العربية الأخرى، لكن هذه الثورة الهادئة قد تتحول إلى ثابوت يقبر طموحات الجماهير الشعبية إذ أنها، حتى الساعة، لم تحقق شيئا يذكر. فالتعديل الدستوري استحوذ عليه النظام وفرض ما يراه مناسبا له لا للشعب، وحرية التعبير تتعرض باستمرار لهجوماته الغادرة يوما بعد يوم وغير معروف من المستهدف غدا. كل ما هو واضح اليوم أن النظام يستهدف كل قلم تجرأ على فضح ركائزه الملوثة بالفساد السياسي والاقتصادي ويحاول ركوب الحركة الاحتجاجية 20 فبراير للقضاء عليها بتوجيهها نحو الاستسلام. وقد ينجح في مسعاه، مع مرور الوقت، بسبب عدم تناسق الحركة تحت فكر موحد وكثرة راياتها. لذلك من الضروري تجاوز الحجازات الإديولوجية الضيقة ووضع حد أدنى لها والتوصل إلى قيادة موحدة تمثل كل الاتجاهات والقوى المناضلة داخلها. فالأمر ليس بالعسير إن غضّ البعض الطرف عن الجانب السياسي وكرس اهتمامه على الجانبين الاقتصادي والمدني. فالكل يسعى لتحسين الوضع الاقتصادي لشعبنا والكل يطمح لمجتمع ديمقراطي يتمتع بحرية التعبير والفكر. فأين هو الإشكال إذا إن لم تجسده الأنانية والنرجسية السياسية؟
أريد توجيه دعوة لحركة 20 فبراير، التي أنا عضو بها منذ البداية رغم فارق المكان، بخصوص إنشاء طاولة مستديرة على الفيس بوك ندرس من خلالها مستقبل الحركة والحد الأدنى الذي يرضي جميع الأطراف. فالنظام هو جسم واحد موحد بأجهزته القمعية وبلطجيته وأذياله بينما الحركة بها أصوات مختلفة كل منها يريد لصوته أن يعلو باقي الأصوات، الشيء الذي سيؤدي إلى هزيمة سيتكبد ثمنها شعبنا المغربي، لأن أية حركة لا تتمتع بامتلاك استراتيجية معينة وموحدة مصيرها الفشل.
أخيرا أذكر بأن لا أحد يملك الحقيقة المطلقة لكون كل شيء نسبي في الحياة ومشكلتنا في اليسار المغربي أننا لا نقلّ أصولية عن السلفيين. إننا في معركتنا مع خصومنا السياسيين ننسى من أجل من نناضل أي يغيب عن نظرنا المجتمع المغربي وهذا هو منبع العيب فينا وفي التيارات الأخرى الذي يستغله النظام ضدنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف مباني في مخيم جباليا ومدي


.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة




.. لا معابر تعمل لتربط غزة مع الحياة.. ومأزق الجوع يحاصر السكان


.. فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل




.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية