الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجفيف منابع الطائفية

عصمت سليم

2011 / 5 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تجفيف منابع الطائفية فى مصر يبدأ من عنوان عريض هو «مراجعة الخطاب الدينى»، وليس فقط تعيين رئيس جامعة أو محافظ مسيحى، او السماح ببناء عدد من الكنائس فهى كلها مسكنات قد تكون مطلوبة،
ولكن المعضلة الحقيقية فى استعادة مئات الآلاف من الشباب الذين سقطوا ضحايا اللوثة الدينية، والتدين المغشوش،
ينبغى ان لا ندفن رؤوسنا في الرمال ونستمر في تضليل الناس والزعم بأن هناك خيوطا خارجية، وجماعات إرهابية والإيحاء بأصابع الموساد والقاعدة ....الموضوع ببساطة سببة الخطاب التحريضى لرجال الدين من الجانبين ... وهما سبب كل هذا التعصب والاحتقان.....خاصة الفضائيات السلفية الممولة بريالات النفض....والفضائيات المسيحية الممولة بأموال الجمعيات التبشيرية
القضية تحتاج الى مواجهة شجاعة وحاسمة....

مشكلة الأقباط ليست مشكلة تمييز قانونى، انما المشكلة فى لغة خطاب دينى من بعض رجال الدين من الجانبين اساءوا للدين والشعب بخرافات وأفكار متطرفة ومتعصبة، تكرس العزلة وكراهية الآخر وتحول رجال الدين إلى رموز لإنتاج الطائفية، مستغلين الفراغ الذى حدث بغياب وضعف الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى
لقد اتخذت الكنيسة المصرية دائما طابعا وطنيا، تابعنا تجلياته في أكثر من مرحلة تاريخية، أبرزها ما حدث في ثورة 1919. وفي العلاقة الحميمة التي ربطت جمال عبدالناصر والبابا كيرلس السادس، وتجلت في موقف البابا شنودة الثالث في مواجهة السادات ورفضه ما كان مخططا له من توريط مسيحيي مصر في التطبيع مع الدولة الصهيونية،واحترم عمرو (ابن العاص) أملاك الكنيسة ولم يقترف عملا يعاب عليه، فحيا أهل البلاد عهد السلام الديني وإعادة إنشاء الكنيسة الوطنية وأديرة وادي النطرون ودير الأنبا مقار، وجاء الرهبان أفواجا يؤكدون إخلاصهم للقائد العربي
واستقر في الوجدان الوطني أن الكنيسة المصرية تقف مع وطنها ضد الغزاة والمحتلين.
ورفضت الكنيسة المصرية دائما الانضواء تحت أي لواء أجنبي، ديني أو سياسي. وكثيرا ما اندهشت جماعات التبشير من مواقفها النافرة من الوافدين والغزاة، وتفضيلهم لمواطنيهم المسلمين عليهم
واهتزت الصورة، إلي حد كبير، بسبب استقواء جماعات من مسيحيي الغرب، في الولايات المتحدة تحديدا، من ذوي الأصول المصرية بالمنظمات الصهيو غربية. ومنهم من يعمل جاهدا، مع أنصار له في الداخل، علي تحريض الكنيسة في منازعة الدولة سلطانها، وعلي دفعها لتمثيل جزء من مواطني هذه الدولة وانتزاعهم من مكانتهم في الجماعة الوطنية، وتشجيعها علي تحدي سلطة الدولة في وجودها ودورها
ونسي كثيرون أن البابا شنودة الثالث استمد عظمته واحترامه بين الناس، مسلمين ومسيحيين بسبب قوله البليغ، الذي تحول إلي حكمة أكثر بلاغة: مصر ليست وطنا نعيش فيه إنما هي وطن يعيش فينا، وموقفه الوطني العظيم بمنع أتباعه من زيارة القدس، وهي تحت الاحتلال
لم يعدْ خافيًا على المتابعين أن التوتر الطائفي في مصر في السنوات الأخيرة مسئول عنه ثلاثة أطراف رئيسية

الأولى: الكنيسة القبطية بتأليبها الدائم للأقباط ضد الدولة وتغذية الشعور بالاضطهاد لديهم.. والحقيقة أن الكنيسة القبطية حاليا باتت منغمسةً حتى أذنيها في العمل السياسي، وخرجت بذلك عن وظيفتها الأساسية في الإرشاد الروحي والوعظ، وخالفت بذلك تعاليم الكتاب المقدَّس التي دعت بترك ما لقيصر لقيصر، وما لله لله، ثم إصرار رأس الكنيسة المصرية على لعب دور موازٍ ومكافئ لدور رئيس الدولة

الثانية : أقباط المهجر.. الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة طيِّعة في أيدي الآخرين للنَّيْل من مصر.. ونسوا أنهم على أرض مصر نَمَوا ومن خيرها
أكلوا.. وفي مدارسها تعلموا، ومن فرط سذاجتهم تخيلوا أن أمريكا هي الحضن الدافئ الذى يلجئون إليه عند اشتداد الخطوب، وما دروا أن أمريكا لا يحرِّكها إلا مصلحتها فقط! فهي مع الشيعة في العراق، ومع السنة في لبنان!! بل لا تتورع عن التحالف مع الشيطان في سبيل تحقيق مصلحتها
، ولا يتوانى أقباط المهجر عن نشرِ الأكاذيب وترويج الأباطيل عن إجبار الأقباط على اعتناق الإسلام، وخطف البنات المسيحيات من الشوارع وإجبارهن على اعتناق الإسلام!! ومما ساعد على زيادة مساحة الاحتقان أن أقباط مصر لم يصدرْ منهم تكذيب لمثل هذه الافتراءات وهم أعلم الناس بكذبها.

الثالثة: هى الفكر الوهابى الممول بريالات النفط والذى تغلغل فى المناطق الشعبية والعشوائية من خلال الفضائيات الدينية والجمعيات السلفية
فينبغى ان تتم المواجهة والمصارحة والحسم لان مصر فوق الجميع ومصر هى الباقية وكلنا جميعا الى زوال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟