الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان مستمر....

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 10 / 31
القضية الفلسطينية


التقرير الذي صدر يوم 18-10-2004 عن منظمة " هيومان رايتس ووتش " للدفاع عن حقوق الانسان حول العالم ، اشار الى بشاعة عمليات التد مير التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة .وقد جاء على لسان المدير التنفيذي لهذه المنظمة والمدعو كنيث روث بخصوص الممارسات الاسرائيلية في قطاع غزة المحتل :" ان سلوك اسرائيل في جنوب قطاع غزة يقوم على افتراض مؤداه أن كل فلسطيني هو منفذ تفجير انتحاري ، وكل بيت هو قاعدة للهجوم ، وهذه السياسة المتمثلة في تدمير المنازل على نطاق واسع تفضي الى انتهاكات خطيرة للقانون الانساني الدولي الذي يرمي الى حماية المدنيين ." هذه الاقوال فيها ادانه واضحة للادعاءات الاسرائيلية بان جيشها لا يتعرض للمدنيين خلال عملياته العدوانية . وقد جاء تقرير المنظمة تحت عنوان :" تدمير رفح : هدم المنازل على نطاق واسع في قطاع غزة" .... ونجد في صفحاته ال 132 العديد من الشهادات الحية التي جمعها الباحثون في المنظمة من مصدرها الاول ، أي من الاهالي الذين تعرضوا للعدوان والقمع والقتل وهدم البيوت ...مما دفع بمعدي التقرير الى التأكيد الى أن هذه الممارسات تنافي المواثيق الدولية وكافة الاعراف التي من المفروض أن تسري على المناطق الفلسطينية المحتلة .

يشير التقرير ايضا الى أن اكثر من 10 في المائة من سكان مدينة رفح الواقعه في جنوب قطاع غزة قد فقدوا منازلهم من خلال عمليات الهدم غير المشروعة التي مارستها قوات الاحتلال الاسرائيلي في المدينة وضواحيها .واضافت المنظمة في تقريرها هذا " أن الحكومة الاسرائيلية تسعى الى تدمير مئات اخرى من المنازل بغية توسيع المنطقة واخلائها من الفلسطينيين ، .." هذا التدمير العشوائي والبشع لمنازل مواطنين عزل هدفه ابعاد السكان عن المنطقه الحدودية مع مصر من جهة وابعادهم ايضا عن المنطقة الحدودية مع اسرائيل من الجهة الاخرى ، اي في المنطقة التي ربما تتم فيها عملية الانفصال – اذا تمت – وخلصت المنظمة " الى ان الجيش الاسرائيلي شرّد 16000 شخص على مدى السنوات الاربع الماضية ، بغض النظر عما اذا كانت منازلهم تشكل خطرا عسكريا حقيقيا ." واضافت المنظمة ايضا : "ووفقا للقانون الدولي لا يجوز لاسرائيل ، باعتبارها دولة احتلال ، تدمير الممتلكات المدنية ." لكننا نعلم أن قوات الاحتلال الاسرائيلي قد تنكرت منذ احتلالها الاراضي الفلسطينية والعربية الاخرى الى كل قانون دولي او ميثاق دولي وممارساتها في مجال الاستيطان وتغيير ديمغرافية السكان والسيطرة على المصادر الطبيعية من مياه جوفية وغيرها كان وما زال دوسا للحقوق الفلسطينية المشروعة وتنكرا للقانون الدولي . وتشير المنظمة الى ان لدى الجيش الاسرائيلي الوسائل والاجهزه المتطورة التي تمكنه من اكتشاف أي نفق كان دون الحاجة الى هدم البيوت وتدميرها على سكانها في بعض الاحيان مما ادى الى سقوط الضحايا الابرياء وهم في داخل بيوتهم . الامر الذي دفع المدير التنفيذي للمنظمة كنيت كيث الى رفض كافة الحجج الاسرائيلية وتحميل الجيش والقيادة الاسرائيلية تبعة عمليات هدم المنازل وقتل وجرح وتشريد السكان في مدينة رفح وقال بهذا الخصوص :" يسوق الجيش الاسرائيلي طائفة من الحجج المعقدة تبريرا لتدمير رفح ،ولكنها حجج متداعية لا تثبت على محك النظر ، بل تنجلي عن نمط من الانتهاك والتدمير الذي يفتقر لأي مبرر." يضاف الى هذه الادانه الصريحة والواضحة فان التقرير يشير الى عمليات التدمير التي تمت للبنية التحتية لمدينة رفح في شهر مايو / ايار الماضي التي ادت "الى تدمير اكثر من 200 منزل ، يقع الكثير منها في عمق المدينة بعيدا عن الحدود وشقت الجرافات المدرعة طريقها مخترقة الشوارع والمحلات التجارية ، وقامت بتجريف الطرق بصورة عشوائية ، وتدمير شبكات المياه والمجاري ، وحولت حقلين زراعيين كبيرين الى رقع من الارض القاحلة " .

هذه الممارسات الوحشية الاحتلالية التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي ليس فقط في رفح التي تناولها التقرير كمثال لما يجري في المدن والقرى الفلسطينية عامة ، تمت في ظل تقاعس مختلف الدول ووجه معدوا التقرير الانتقاد بهاذا الخصوص :" وقد تقاعست الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية عن محاسبة اسرائيل على امتناعها عن الالتزام بالقانون الدولي ، " وتحث المنظمة هذه الدول أن تقوم بالزام اسرائيل بدفع تعويضات للضحايا عن تدمير منازلهم والخسائر الاخرى التي تكبدوها خاصة وان قوات الاحتلال الاسرائيلي هدمت هذه المنازل على ما فيها من ممتلكات بل واحيانا من سكان ودعت ايضا الى وقف شركة كاتربيلر الامريكية التي تصنع الجرافات التي يستعملها الجيش الاسرائيلي في تجريف الاراضي والاشجار والمنازل الى وقف مبيعاتها من هذه الجرافات او تقديم قطع غيار لها للجيش الاسرائيلي ,

عمليات الهدم والقتل والعدوان ما زالت مستمرة والصمت الدولي والعربي ايضا ما زال مستمرا لكن هذا العدوان والجبروت العسكري لن يتمكن من كسر شوكة الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال