الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بركات السجون!!

سعد تركي

2011 / 5 / 11
الارهاب, الحرب والسلام



مرة أخرى، على الأرجح أنها ليست الأخيرة، يكشف الإرهاب هشاشة أجهزتنا الأمنية. يكشف ضعفها الشديد حتى مع معتقلين ألقي القبض عليهم وأودعوا سجناً يُفترض أنه شديد التحصين. مرة أخرى علينا أن ننتظر نتيجة لجنة تشكلت لكشف حقيقة ما جرى.. لجنة ـ كسابقاتها ـ لن تجرّم أحداً أو تشير بالإهمال لجهة، في حين سيبقى دمنا ودم أحبتنا يراق كل يوم بأياد قادرة على الوصول لأهدافها سواء أكانت طليقة أم مقيدة.
تمتلك الأجهزة الأمنية ـ حالياً ـ عدة وعتادا وعديد أفراد كبيراً جداً، ويُفترض أنها ـ خلال السنوات الثمان ـ اكتسبت خبرة تمكنها أن تفيد كل بلد يعاني من الإرهاب، لكنها ما زالت ـ لغاية الآن ـ هشة ضعيفة تفتقد إلى المبادرة، وتتعامل مع الأخطار المحدقة بها وبالوطن وأبنائه تعامل غرّ يجهل ما يدور حوله..
نسبة كبيرة من المنتسبين تم توظيفهم بعد أن اجتازوا الاختبار الأهم والأكثر حسماً، دفعوا بضعة ورقات خضر من دون أن يتم النظر في أهليتهم وكفاءتهم وقدرتهم وإخلاصهم وحرصهم وولائهم. وأظن الجميع يعلم أن كثيرا من المواقع والمناصب لا يمكن الوصول إليها إلا بعد دفع "المقسوم"، فلكل مكان ومنصب ثمنه وسعره. نسبة أخرى تسللت إلى مواقع قيادية ومهمة في الأجهزة الأمنية ببركات قانون المصالحة الوطنية، فكان احد الضباط من حاز رتبة كبيرة وهو سائق سابق لرئيس النظام المباد والقي القبض عليه مؤخرا بعد ثبوت تعاونه مع الإرهابيين!!
لقد أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية ما كان بعضنا يعرفه من امتلاك الإرهابيين المعتقلين في السجون أجهزة الموبايل وتمكنهم من الاتصال والحديث مع قنوات فضائية وإذاعات محلية، في حين أن بعض الإذاعات المحلية تبث بمعدل يومي اتصالات تتلقاها من معتقلين داخل السجون!! وهذه كارثة كبيرة واستهزاء بدمائنا وحياة أحبائنا التي أزهقها قتلة لم يستطع الاعتقال أن يشلّ أي قدرة لهم على التحرك والقتل ساعة يشاؤون.
نعجز عن فهم ما يجري في المعتقلات والسجون، فبين تقارير تؤكد وجود سجون سرية يتعرض فيها المعتقلون لعمليات تعذيب روتينية لانتزاع اعترافات يتم استخدامها لإدانتهم، فضلا عن سوء المعاملة التي تتضمن ـ بحسب هذه التقارير ـ الضرب والاهانة والاغتصاب أحياناً، وبين ما نسمعه ونراه في سجون أخرى (يتمتع) فيها عتاة المجرمين والقتلة والسفاحون بامتيازات لا يجدونها في فنادق النجوم الخمس. بين الصورتين تثار علامة استفهام كبيرة جداً حول من يطمر بسرية ومن يستمتع ببذخ العلنية.. سؤال ضائع تبقى إجابته في خاطر الغيب وضمير المتحاصصين.. سؤال ضيع جوابه كما أحجمت مئات اللجان التحقيقية عن إماطة أي حدث خلال ثماني سنوات من عمر حرية لم يشعر بها سوى القتلة والفاسدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يوسع استهدافاته.. وإسرائيل تؤكد حتمية الحرب مع لبنا


.. أوامر إسرائيلية جديدة بعمليات إخلاء إضافية لمناطق في شرق رفح




.. الفاشر.. هل سيكون بداية نهاية حرب الجنرالين؟ | #التاسعة


.. للمرة الأولى منذ عقدين.. عاصفة شمسية تضرب الأرض |#غرفة_الأخ




.. كأس الاتحاد الإفريقي.. نهضة بركان يستضيف الزمالك في ذهاب الن