الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مال السلطة في العالم العربي

حميد المصباحي

2011 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


السياسة في العالم العربي,رهينة تصورين,واحد يعتبرها وسيلة للتغيير والتقدم,سواء كانت ممارستها من خلال الدولة أو المعارضة,وتصور آخر يعتبرها أداة لتحقيق الرقي الإجتماعي بها,بعد أن عجز على الإغتناء بالفعل الإقتصادي,والغريب أن موقف السلطة السياسية في عالنا العربي,يتميز بالكثير من الغرابة,إد نجدها تفسح المجال للمتجارين بالسياسة,وتعاقب الساعين لتطوير المجتمعات بها,وهي نفسها تعج بالكثير من المقاولين, المتحولين إلى داعمين لها,بل إن جل رؤساء الجمهوريات العربية يعتبرون من الأثرياء,بل منهم من حول سلطاته السياسيةإلى ريع جديد,يراكم به الثروات وحتى التحالفات الدولية مع مؤسسات محتكرة,لقطاعات استراتيجية مالية,تتحرك بسرية تامة,الغاية من هدا الرأسمال هو توسيع التحالفات وفرضها على المقاولين الرغبين في العمل بدون إكراهات سلطوية معيبة في العالم الغربي,حيث التنافس مفتوح أمام الكل,ورجال السياسة مراقبون حتى لايستغلون نفودهم,لمراكمة الثروات,أو السطو عليها بالتحايل على الأغنياء وتهديدهم ,ربما لهدا السبب تتساهل السلطات مع هؤلاء الساسة الباحثين عن مواقع اقتصادية بالسياسة,لتبدو السياسة كنشاط مدر للدخل,وييأس المجتمع,من خطابات السياسة,ووعود الساسة ويستسلم لسلطة أقوى منهم جميعا,متعالية وحافظة لتوازن السلط,بل حامية للناس من الساسة وطموحاتهم الإجتماعية,وهنا تلعب الملكيات في العالم العربي,دور الحافظ للتوازنات بين القوى المتصارعة,بل حتى الرؤساء في مثل هده الحالات يتحولون إلى ملوك,لتأدية هده الوظائف السياسية الضامنة لاستمرار المجتمعات العربية,بل إن الدلوة تصير سلطتين متوازيتين,واحدو حاكمة وأخرى يحتكم إليها,لتضع حدا لجشع الساسة عندما يتحولون إلى مقاولين,ومستثمرين لرأسمالهم السياسي فيما هو اقتصادي,إن لم يردعوا يفترسون الكل,ويحولون الخصوم والأتباع على السواء إلى مجرد عاملين في معامله التجارية والريعية وحتى السياسية,تلك التي تنتج أبطال التمرد والطاعة وحتى التوسط بين المتصارعين والمتخاصمين على ثروات الأوطان وخيراتها,وحتى لاتتحول هده المنافسات إلى اقتتال,تشتغل المصاهرات لخلق الولاءات واتساعها,مما يشكل أنجع وسيلة للضغط على المتصارعين,فتجد في عالمنا العربي رجال السلطة يمدون قرابات المصاهرة للأعداء السياسيين,بغية السماح لهم باقتسام ريع السياسة,والتخفيف من حدة المواجهة بين الأبناء والأحفاد مستقبلا على السلطة,إنها آليات سياسية تدار بكيفيات تقليدية محددة الغايات,رهانها تحويل السياسي إلى ثري لينخرط بدوره في حماية المصالح,التي يصير له نصيب منها عليه حفظه والمساهمة في تطويره,وإلا اعتبر سياسيا مهددا لنظام الحكم,برفضه لتقاسم الغنائم,وتوزيعها بما يسمح للمجتمع أن يحافظ على توازناته الكبرى,المحددة لتوازنات الدولة نفسها,هكدا نفهم لمادا خزن حسني مبارك كل تلك الأموال,ولمادا أصر بن علي على تحويل المصاهرات العائلية إلى تحالفات اقتصادية عائلية,فقد أدركت السلطة في العالم العربي,أن غنى أتباعها يحصنها ضدهم,ويقويها بهم,فالحاجات غالبا ما تدفع إلى التآمر الخفي,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية