الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حقا بوش كافر ولا يحب الاسلاميين

سمير عادل

2004 / 10 / 31
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قال بوش لا مانع لديه أن تشكل حكومة إسلامية في العراق لو فازت الجماعات الإسلامية في الانتخابات النظيفة والنزيهة المزعوم تنظيمها في العراق في بداية عام 2005 . قبل الخوض في تحليل ما قاله بوش وما هي الرسالة التي يريد أن يبعثها للمجتمع العراقي والجماعات الإسلامية الإرهابية في العالم، نود أن نعلق على بعض ما قاله. فأولا إن السيد جورج بوش نسى انه لم يأت الى البيت الأبيض عبر انتخابات نظيفة ونزيهة في عقر دار النظام الديمقراطي. فالكل يتذكر حجم التزوير والفضيحة الذي حصلت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2000 بين بوش الذي يحكم الآن وبين منافسه آل غور الذي كان يرأس الحزب الديمقراطي. وكشفت تلك الانتخابات المعروفة جدا بديمقراطيتها ونظافتها، إن الكذبة التي كانت يتباهى بها مهرجي وصانعي النفاق السياسي والأفكار المزيفة في العالم الديمقراطي الغربي، ما هي إلا فقاعات صابون تتفجر، ولا يظهر منها إلا أشكال مزخرفة. وظلت تلك الانتخابات لعدد من الأيام ولم يكشف من هو الفائز لان العديد من صناديق الاقتراع أنفضح أمرها وخاصة في فلوريدا. اليوم يريد أن يقول لنا بوش بأن انتخابات نظيفة ونزيهة ستجري في العراق في ظل أوضاع أمنية منفلتة من عقالها لا يستطيع أياد علاوي نفسه من توفير الحماية لموظفيه غير إطلاق التهديدات. وكان أخرها عندما هدد أهالي الفلوجة في حالة عدم تسليم المسلحين إليه فسوف يمطر المدينة بالقنابل، بنسائها وأطفالها ومن لا دخل له في ذلك القتال اللعين، كما كان يفعل صدام حسين مع معارضيه وكما فرض حصارا وحشيا من قبل أمريكا على جماهير العراق لمدة اثني عشر عاما. لان نظام صدام كان لا يطبق القرارات الدولية. وأكثر نكته بعثت على السخرية عندما صرح بوش ومعاونيه، سوف لا تجري انتخابات في عدد من المناطق الملتهبة، ويضيف ليقول لنا ستجري انتخابات نظيفة ونزيهة. وثانيا لم يقل لنا بوش إي نوع من حكومة إسلامية سيقبل بها؟ أهي حكومة إسلامية شيعية على غرار الجمهورية الإسلامية في إيران التي ينص دستورها على المذهب الجعفري أم حكومة سنية على غرار الطالبان؟. فالطريف في الأمر إن أئمة المساجد والجوامع كل منهم أدلى بدلوه حول الانتخابات. فالمساجد الشيعية هددت كل من يقاطع الانتخابات. لان من المعروف عن الأحزاب الإسلامية الشيعية مثل الدعوة والمجلس الأعلى، يشاركان في الحكومة المؤقتة الموالية والمنصبة من قبل الإدارة الأمريكية، التي استطاعت أن تروض جماعة مقتدى الصدر أيضا، وتضمها الى جوقتها بعد حرب مدمرة في المناطق السكنية في الثورة والنجف والبصرة.. أما أئمة الجوامع السنية فكفرت كل من يذهب للمشاركة في الانتخابات التي تجري في ظل سلطة الاحتلال. ويبدو إن بوش يحاول أن يشكل حكومة إسلامية مزدوجة من الشيعة والسنة وتطبق القوانين الشيعية في النجف وكربلاء والقوانين السنية في الرمادي والفلوجة. وليس لان الناس في هذه المناطق يؤمنون أو يؤيدون تشكيل حكومة إسلامية في هذه المناطق بل لان أمريكا أطلقت اليد الطولى لهذه الجماعات في فرض إرهابها على المجتمع ويشاركها الدعم المادي من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران والسعودية وباكستان. وكما اشرنا من قبل الى استطلاع للرأي لمنظمة انتبرايس بأن 65% من الشعب العراقي يطالبون بحكومة علمانية. وشاهدنا على سبيل المثال لا الحصر، هروب العدد الكبير من العوائل من المدينتين الرمادي والفلوجة، خوفا من تزويج بناتهم اللواتي بلغن السن العاشرة بالقوة الى ما يسمى بالمجاهدين حسب الفتوى الصادرة من أئمة الجوامع في تلك المدنيتين، مبررا إياه منع اغتصابهن من قبل الجنود الأمريكان إذا دخلوا اليهما. ومن الحماقة أن يفكر المرء بان إدارة بوش أو أية إدارة أمريكية وعلى طول تاريخها تعادي الجماعات الإسلامية. فهي أول دولة اعترفت بحكومة طالبان لكن سرعان ما سحبت اعترافها بعد صيحات القوى والمنظمات الإنسانية والنسوية في العالم. وهي التي صنعت بن لادن وتنظيمه للقتال ضد السوفيت وهي التي دعمت وصول خميني الى السلطة لاحتواء المد اليساري في إيران وضرب ثورة 1779وقتل الآلاف من الشيوعيين واليساريين في إيران.. والآن تدعم الأحزاب الإسلامية الموالية لها وتقتسم ثروات المجتمع معها وتغض النظر عن جرائمها في البصرة والناصرية والنجف وكربلاء.. وتحاول نفس هذه الإدارة الآن بتشكيل حكومة في أفغانستان تستند على الدستور الإسلامي طالما لا تعاديها. إن مشكلة إدارة بوش ليست مع تشكيل حكومة إسلامية وليس لها أية علاقة بنشر الحرية والديمقراطية في العراق التي خرقت على أيدي قواتها أولا، وليس لها علاقة بأن تعاد المرأة الى المنزل كما في عهد حكومة طالبان أو ترمي بالحجارة على غرار الجمهورية الإسلامية في إيران، إن مشكلتها مع من يعترض هيمنتها. وإذا ما عرف بوش أو أية إدارة أمريكية، إن بأمكان تشكيل حكومة إسلامية موالية لها وتحقق النصر السياسي لأمريكا في العراق فلا مانع من دفن الإنسان وحقوقه من قبل تلك الحكومة.

افتتاحية جريدة"الى الامام" العدد 23








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر يلتقي الملك تشارلز


.. خريطة تفاعلية تشرح مراكز الثقل الانتخابي في إيران




.. الدعم السريع يسيطر على منطقة استراتيجية في ولاية سنار جنوب ش


.. عاجل | وزارة الداخلية الإيرانية: فوز مسعود بزشكيان بانتخابات




.. الجيش المكسيكي يوزع طعاماً للمتضررين من إعصار بيريل