الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجهول الهويه

محمد مراجع العزومى

2011 / 5 / 11
الادب والفن


كان يلوح لسـواد الناس و هو محمولاً فوق الأعناق سُلطاناً إلهيــاً فى بعض نواحيــه ، كان لشخصه تلك الروعه السحريه التى كانت تلازم الطبيب و الكاهن فى الزمن القديم ، كان مثل زومبى ، تلك التى تدخل أجســاد الموتى فتحييها دون إستعادة القدرة على الكلام أو حرية الأراده ، كانت لأبتسامته الغامضه تأثيرها فى جمع فلول الناس خلفه



كان مؤمن بأنه عندما يُصبح فقيراً سيُصبح ملكاً ، هكذا عاش و مات ، عاش فقيراً فى بحر الحياة تتقاذفه الأمواج عالياً تاره , و الأخرى يغوص إلى ظُلمة الأعماق مسحوباً بدوامه ، تيقن أنه لن ينــال مالا يشتهيه ، طالما من فوقه لا يشتهوا وجوده أصلاً .





تيقن بأن الخيــال فعالاً و أكثر إثارة من الحقيقه ، و فى بعض الأحيــان كان يتحول الخيــال إلى حقيقه ، لمس الحقيقه فى شعب نال حُرية بنار أشعلها شاب يقارب عمره فى جسده ، و صورها عقله خيــال يطمع بأن يكون حقيقه ، فكــان لا يرى أى حُرمانية بأن يترك نفسه ينساق لمُتعة التحرر و إنتهاك العُرف ، كان مؤمن بأنه يجب أن تُطلق عقول عامة الناس ، يُسمح لهم بأن يُفكروا من تلقاء أنفسهم ، كان يطمح للتخلص من حُكم الأهواء .





الخطأ دائمـاً خطأ الشيطان ، فلن يهاب الموت خشية الحساب و العقاب ، لأنه لن يُحاسب على خطأ إقترفه غيره ، و إن إقترف ذنبــاً لا دخل للشيطان به ، فقد نال جزائه فى الدنيــا فقر و جوع و سقيع ، فهل سيُعاقب مرتين على ما فعله ، فلا يلومه أحد على ما فعله ، فهو غريق فى الأثم لكن ذاهب إلى الجنه .





طالما آمن بأن سُخرية المقموع أعتى و أقوى من سخط القامع ، و جُنده و حرسه ، فنزل مع من نزل ، للتخلص من حُكم الأهواء ، و نيل الحُرية المدنيه ، أراد أن يتســاوى الكل رجالاً و نساءً فى حظهم من نِعم الحياة ، أراد أن يرفع المظالم عن الشعب بقوة الشعب نفسه و التحرر من الفكرة العاطفيه التى ترمى إلى وجود مجتمع لم يُخلق بعد ، طمع فى أن يُحطم نظام ثابت كثبوت أفلاك الكواكب و مســارات النجوم .





من أصعب الأشيــاء بطبيعة الحال أن يعيش الناس مع بعضهم البعض إذا سار كل منهم و فقاً لهواه ، و منهم كثيرون لا يعرفون لأنفسهم هوى ، إلا داخل ذاك الميدان ، تجرد الكُل من الهوى الذى أعمى أعينهم عما يرغبوا و عن السبيل لتحقيقه ، فتوحدت الأهداف و المطالب ، و أعينٌٍ تترقب فى صمت ، مُنتظره الغد بما يحمله لهم من مجهول .





خرجت شمس ذلك اليوم و كأنه أول خروج لهــا ، مصبوغ لونــها بلون الدم ، تُشبه ملك الموت فى بعض صفاته ، و كأنها أقسمت على أن تبذل كُل حرارتها لبقاء هذا النظام ، فتُسقط شُعاعها على من تُريده ، ليقتنصه أو يفترسه الزبانيــه فسقط من سقط و مات من مات ، و أطفئ لهيب هذه الشمس عرق و دماء الثوار ، التى إنطفئت لتأخذ معها شرائع الطواغيت .





تنافرت الفلول ، و بقى هو ممداً على ظهره وحيداً فوق أرض الميدان ، تخطوا فوقه المارة ذهــاباً و أياباً ، ينظرون إليه ، يبتسمون لأبتسامته الصادقه ، مُعتقدين بأنه يستريح من عنــاء يوم شاق ، إلا أنــه قرر أن يستريح من عنــاء دُنيه دنيه ، أغلب ما فيهــا مسرحيون ، يُجيدون التمثيل و الكذب ، يتركهم مع أحلامهم تتساقط و أحزانهم تتقدم ، أما هو فيستمتع بنغمات الساعات المُستريخه بإبتسامته بعد أن قلب بآخر ملعقة تلك الليالى المنكوبه ليُخبر الجميـــع عن مضمون حياته الجديده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية


.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان




.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي