الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محبط من المجلس العسكري

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2011 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بصراحة انا محبط من المجلس العسكري ، على الرغم من تأييدي له في كثير من المسائل ورفضي لفكرة مجلس رئاسي مدني والتي كنت عبرت عنها في أحد مقالاتي السياسية ، ولكني محبط فعلآ من المجلس العسكري أنه يرفض نقل مبارك لطره مما دفعجريدة الشروق الكويتية الى القول بأن مبارك أكد أنه لا توجد قوة على الأرض قادره على محاكمته ونقله الى طره ، في قمة الاستخفاف المعهود بالشعب المصري وكرامته .

وستستمر أحداث الفتن الطائفية والاضطرابات من حين لآخر في محاولة من فلول الوطني للتشويش على محاكمة مبارك ورموزه والهاء الناس عنها ، ولكن هيهات أن يحدث ذلك بل ان ذلك يدفعنا الى مزيد من الاصرار عل ى محاكمة هؤلاء وكل أتباعهم وأعوانهم من السلفيين والوهابيين ، لابد لقرار باتر وحاسم من المحلس العسكري بنقل مبارك فورآ لا الى مستشفى بل الى سجن طره ، ان كنا فعلآ نحب هذه البلد ونخاف عليها ، ولابد ثانيآ من الضرب بيد من فولاذ ونار على ايدي السلفيين والوهابيين والتخلص منهم لأنهم فعلآ يدمرون البلاد لصالح أطراف خارجية لا تستطيع أن تقبل رؤية مصر في المكانة اللائقة بها وما يسببه ذلك من هبوب رياح التغيير على عروشهم وكشف تاريخهم الأسود في قمع شعوبهم أو أن يصل هؤلاء السلفيون الى الحكم فتتحول مصر الى تابعة وهابية لأسياد الوهابية ، والقاعدة تقول أن التابع لا يؤثر في المتبوع فيأمنوا رياح الديموقراطية والتغيير ، فالظلام دومآ كاره للنور .

ومن ناحية أخرى فان قرار رئيس الوزراء المصري بإعداد مشروع قانون يجرّم كل أنواع التمييز بين كافة المواطنين المصريين، عملاً بنصوص المواد الواردة فى الإعلان الدستورى، وذلك لضمانه حقوق وحريات الجميع، وتكليف هذه اللجنة بدراسة مشروع القانون الموحد لبناء دور العبادة، على أن يتم إنجازهما خلال ثلاثين يوماً ، فان هذا القرار يعد في حالة تنفيذه بقوة وتوفي آليات تطبيقه بقوة وحزم دون اخلال بحقوق الانسان والحريات ، فهدفنا في النهاية هو القضاء على جماعات الظلام دون أن نعيش نحن في الظلام .

أما بالنسبة لتوصية لجنة الحوار الوطني بتأجيل الانتخابات البرلمانية فهي توصية مرفوضة تمامآ فنحن وان كنا متخوفين فعليآ من سيطرة الاسلاميين على الحكم ، الا اننا لا نقبل الاستمرار في حال الضبابية السياسية لمدة طويلة وما قد ينجم عنها من ارتفاع وتيرة الاضطرابات الأمنية والسياسية ، ففي حالة التأكيد على ميعاد محدد للانتخابات البرلمانية في شهر سبتمبر المقبل فانه لابد من بذل مزيد من المجهودات للقضاء على حالة الانفلات الأمني ومعاقبة المتسببين والمقصرين من رجال الشرطة مع تعيين أعداد جديدة من حملة ليسانس الحقوق مع توفير التدريب اللازم لهم ، مع اعادة تأهيل الجميع على احترام حقوق الانسان ، وأن ينسوا تمامآ زمن البطش والعنف في التعامل مع المواطنين حتى لا نعاود الكرة مرة أخرى .

مصر اليوم تدلف الى عصر النهضة ، وفي بدايات هذا العصر تنتشر بعض أعمال الفوضى والاضطراب كمثير وعرض جانبي لا أساسي وليس مستهدفآ الا من خلال أتباع وأزلام النظام السابق الذين يسيؤهم حال البلد ان اتحهت نحو التطور والتقدم ، فالنظام السابق الفاسد كان ولي نعمتهم ومن الطبيعي أن يرفضوا مماته ويسعوا الى احيائه ، اضافة الى تدخلات نظم الحكم الخارجية التي ترفض الديموقراطية والعدالة ووالحرية مخافة انتقالها الى شعوبهم ودولهم ، وهنا لابد من العمل سوية على المواجهة النزيهة والواعية والباترة لهذه الفلول ولأتباع وعملاء الدول الخارجية والتي يتمسح الكثيرون جدآ منهم بعباءة الدين .

ان نجاح مصر في امتحانها اليوم يعني الانتصار لقيم العدل والحرية والمساواة وهي قيم نورية نورانية ترفضها نظم الحكم الظلامية الاظلامية ، وهو ما يتطلب منا مزيدآ من الحذر والعمل الجماعي الواعي والتخلص الكلي من أتباع النظام السابق وعملاء الأسر الحاكمة ونظم الحكم القبلية المتطرفة ، والاسراع في محاكمة مبارك وأسرته وأعوانه ونقله الى السجن ليكون بذلك أعظم اثبات للتاريخ أن لا أحد مهما كان ومهما بلغ به الزمان في الحكم أن يكون يومآ فوق القانون ، ان نقل مبارك الى السجن لفيه من الدلالة الرمزية الشئ العظيم في نفوس البسطاء ولمؤثر هائل في عقول النخب وأصحاب الجاه لا في مصر لوحدها بل في العالم كله ، حتى نستطيع أن نقدم لأنفسنا ولبناتنا وأولادنا مجتمعآ يفخرون به ويفخرون بنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟