الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد المجلس الأعلى للجيش المصري؟

محمود يوسف بكير

2011 / 5 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نعم الشكر واجب لقيادات الجيش لدورهم في إقناع الطاغية بالرحيل المبكر نسبيا ورفض التعليمات التي أصدرها للجيش بقمع الثورة بالنيران كما هو الحال في سوريا ألان ولكن ما يحدث في سوريا من مذابح هو جرائم حرب لن تمر دون عقاب وسوف يحاكم عليها بشار الأسد و قيادات جيشه عاجلا أو أجلا ولذلك فانه لا يصح الاعتداد به كمثل و لا يصح أن يعاير(بضم الواو) الثوار في مصر بما فعله الجيش وأن عليهم أن يحمدوا الله و أن يقبلوا أي قرارات يصدرها المجلس العسكري دون اعتراض و المجلس بذالك يحصن نفسه ضد أي معارضة بل أن الأمر وصل إلى حد تقديم كل من يجرأ على توجيه أي نقد حتى ولو كان بناءا إلى المحاكمة العسكرية بتهمة إهانة الجيش!!

ولو نظرنا إلى كل الدول الديمقراطية لوجدنا أن قيادات جميع مؤسساتها ابتداءا بالرئيس و الوزراء بما فيهم قيادات الجيش يتعرضون للنقد و المساءلة أمام نواب الشعب في البرلمان وفي الصحافة (عمال على بطال كما يقولون) دون أن يقدم أحد لأي محاكمات سواء مدنية أو عسكرية ولعلنا نتذكر الانتقادات المريرة التي تعرض لها وزير دفاع الولايات المتحدة رامسفيلد و قيادات الجيش الأمريكي في الصحافة الأمريكية بعد حرب العراق دون أن نسمع عن أي صحفي تعرض لأي محاكمة بتهمة إهانة الجيش والأمثلة هنا في أوروبا كثيرة.


نعلم أن الجيوش مؤسسات غير ديمقراطية و لذلك تنص دساتير كل الدول على عدم جواز ممارسة المؤسسة العسكرية لعبة السياسة أو اضطلاعها بمهام تنظيم الدولة ولذلك كان من الأجدى و الأفضل لمصر بعد قيام شبابها بواحدة من أعظم الثورات في تاريخ الأمم أن يتولى أمرها في هذه المرحلة الحساسة و الدقيقة مجلس رئاسي موسع يضم خبراء سياسيين واقتصاديين وقانونيين إلى جانب العسكريين لضمان إرساء مبدأ مدنية الدولة ووضعها على بداية طريق الديمقراطية والشفافية و الحرية كما يريدها الثوار وكل مصري شريف.

إن المجلس العسكري ربما بحسن نية يتباطأ في كثير مما ينبغي الإسراع به ويسرع في كثير مما ينبغي التروي فيه مما أدى إلي ضياع الكثير من الفرص و إضعاف زخم الثورة بل وبداية تحولها إلى ما يشبه الفوضى بسبب إحباط الشباب و حيرتهم فيما يتعين عمله في الوقت الذي نلحظ فيه تنامي قدرات القوى المناوئة للثورة.
و حتى تكتمل أبعاد الصورة المحزنة فأن رئيس الحكومة د. شرف يخضع بالكامل للمجلس العسكري و يكتفي بلعب دور الحاضر الغائب و يرأس حكومة ذات أداء متناقض و غير متسق ما عدا –والحق يقال- وزارة العدل و الأجهزة التابعة لها التي تحاول بكل همة وإخلاص ملاحقة اللص غير المبارك وأسرته وزبانيته بالرغم من كل التدخلات ومحاولات الإبطاء.

مرة أخرى نحيي و نقدر الدور الذي لعبه المجلس العسكري ولكن نتمنى عليه أن يفسح صدره لبعض النقد البناء الذي يستهدف مصلحة مصر دون انفعال لا مبرر له. وبغض النظر عن أي شيء و بمجرد نشر هذه المقدمة فإننا سوف نبدأ في توجيه بعض الأسئلة المشروعة و المقترحات إلي المجلس العسكري دون مواربة ودون تملق ودون أدنى خوف من سيف المحكمة العسكرية ما دام الله من وراء القصد، و إنني لادعوا كل الأحرار أن يكتبوا وان يتكلموا دون خوف ما دامت مصلحة مصر وحماية ثورتها والوفاء لشهدائها هي قبلتهم ولنتذكر جميعا المقولة الخالدة:
إذا لم يكن من الموت بد ، فمن العار أن تموت جبانا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب