الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صَومَلِة وحَمسَنِة مصر ...

حسام محمود فهمى

2011 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


حَرقُ كنيستين فى إمبابة، قبلها حَرقُ كنيسةً فى صول، قبلها قطعُ أذنِ قبطى، خُطَبٌ تُسَفِه عقيدةَ الأقباطِ ورُموزَهم؛ فتنةٌ طائفيةٌ مُكتملةٌ، تَمييزٌ دينىٌ أكيدٌ. ليست حكايةُ إمرآةٍ غيرَت دينَها أو مواطنٍ أساءَ السلوكَ فعاقبوه، إنه تطرفٌ دينىٌ لا يُحتَمَلُ ولا يُقبَلُ له أى مسمى آخَر. التناولُ لم يختلفْ، أما المعالجةُ فسطحيةٌ، كالمعتادِ؛ أسلوبُ خداعِ الذاتِ لا العالمِ، لم يَمَلوه، لا يَتَعلمون، فى الحكمِ وفى الإعلامِ، الفتنةُ من فعلِ النظامِ السابقِ والبلطجيةِ، السلفيةُ يتبرؤون من أية تعدياتٍ على الأقباطِ، هكذا ما زالوا يَزعمون!! مصر، أمةٌ فى خطرٍ يُهددُ باجتثاثِ وجودِها، لا تَسمعُ وتَرى إلا ترديداً بغبغائياً لقوالبِ كلامٍ وصورِ عناقٍ وابتساماتٍ جوفاءٍ!!

الوحشُ بيننا وفى داخلنا، بشياطينِه، هو الذى يَحرق ويُخرب، لا يكترثُ بوحدةِ وطنٍ ولا سلامتِه، ليس من فلولِ النظامِ ولا هو من الخارجِ، التهربُ من مواجهتِه زادَه طمعاً على طمعٍ وتوحشاً فوق تَوَحُشِه. له منطِقُه، لم يتغيرْ أبداً، السيطرةُ والحكمُ، ولو على الأنقاضِ والخراباتِ، فَعلَها فى الصومال وفى غزة، فى لبنان وأفغانستان، لا يعترفُ إلا بالعنفِ، به يستمرُ وبه أيضاً يَندحرُ، يَكمُنُ دائماً حتى تَحينُ اللحظة، يََتلَون. العبرةُ عنده بِمَتى يَستولى على السلطةِ، دوماً يبدأُ بالسيطرةِ على حاراتٍ وأحياءٍ وزوايا، منها يَتسربُ ويَتوسعُ، لا يَتنازُل عن ما يستولي عليه، إلا قَسراً، ما أورَثَ إلا الخرابَ فى أى مكانٍ أو زمانٍ، لم ينتصرْ أبداً، خَلَفَ قتلى وتقسيماً وتَفتيتاً، أضاعَ أوطاناً، إلى غيرِ رجعةٍ. من شياطينِه من يُدافعون عنه، يُبرؤونه، يُبررون له، يَنفون عنه، يُظهرونه حَمَلاً وديعاً نَزيهاً عادلاً، مهما قتلَ وغَدَرَ وخانَ.

مصر إلى أين؟ التاريخُ لم ينسْ التطهيرَ العرقى ولم يُسامحه، والحاضرُ واجَهَه بكلِ عنفٍ وقوةٍ، فى البوسنة والهرسك، فى السودان، لا مَنجاةَ ولا مَفرَ لمُرتكبيه، الضحيةُ بلداناً وشعوباً تُقَسَمُ باجماعٍ دولى، هل يتصورُ من يعبثون بأمنِ مصر ووحدةِ أراضيها أنهم سيفلتون باعتداءاتٍ طائفيةٍ أثمةٍ جانيةٍ؟ من المؤكدِ أنهم لا يفهمون إلا ما فى أدمغةِ شيوخِهم، لا يُبالون بتفكيرٍ مخالفٍ، مَنطِقُهم حجرىٌ، لا يقتنعون، فهم وحدُهم الصوابُ والصَلاحُ والتقوى. مصر فى خطرِ تَدَخُلٍ دولىٍ، يُقسمُها ويُمزقُها بدون رَحمةٍ، يُقيمُ مناطقاً أمنةً فى مدنٍ بعينِها، لمن تُنتهكُ حياتُهم وعقيدتُهم. مصيبةٌ لا يفهمُها من يُعميهم الهَوَسُ، على الجيشِ والحكومةِ الفهمُ والحسمُ والتقديرُ، الخطابُ لهم، ليس لغيرِهم، مِمن لم ولن يَعقلون، الصومال شاهدٌ، وغزة ولبنان وأفغانستان،،
مدونتى: ع البحرى
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ حسام هذا ما حدث 1882
محمد حسين يونس ( 2011 / 5 / 12 - 06:08 )
عسكرى مالطي تشاجر مع عربجي حنطور في الاسكندرية علي الاجرة انتهي الموضوع بوفاة المالطي ..انتفضت الامبراطورية البريطانية دفاعا عن الاقليات والاجانب و احتلت مصر لسبعين سنة مولت خلالها اقامة جماعة الاخوان المسلمين و دعمتها لتبقي الفتن و التناحر الديني مبررا لاستمرارها في حكم شعب يحتاج الي وصاية ليضمن حياة سالمة للاقليات و لا زال المسلسل مستمرا


2 - أستاذي محمد حسين يونس
محمد بن عبد الله ( 2011 / 5 / 12 - 13:45 )
قبل وصول بونابرت إلى مصر يخبرنا الجبرتي بقيام المسلمين بالقاء تجار الشوام في السجون خشية تعاونهم معه فسياسة تخوين الأقلية كانت ممارسة قبل وصول الاستعمار الأوروبي
أزجال وأشعار ابن إياس عن النصارى كلها حسد وحقد...بل إن كتاب ألف ليلة أفضل مرآة لثقافة الشعب يبدي تعصبا بشعا ضد المسيحيين وكراهية عمياء لهم

وأما عما جاء به مؤرخنا المقريزي من أخبار فحدث ولا حرج حيث نجد المذبحة تلو الأخرى مما دعا أحد كبار مفكرينا الشهيد فرج فودة لأن يكتب إن من يقرأ تاريخ منطقتنا يدرك أن استمرار وجود المسيحية فيها لا يمكن إلا أن يكون بمعجزة!

المشكلة ليست في التدخل الأوروبي بل في العقيدة الصحراوية الاقصائية التي تبرر الكره في الله وتدعو لارهاب ومقاتلة عدوه الذي لا يحرم ما حرم الرسول كما جاء بنص الآية الكريمة


3 - من أروع ما قرأت على صفحات الحوار
محمد بن عبد الله ( 2011 / 5 / 12 - 14:43 )
أدعوكم لمشاركتي متعتي بقراءة هذه الأقصوصة المفيدة :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=258759


شكرا للحوار المتمدن ولكاتبها المتميز !

اخر الافلام

.. بعد رد حماس.. انفراجة في مساعي التهدئة| #غرفة_الأخبار


.. للمرة الأولى من 6 سنوات.. برزاني يجري مباحثات في بغداد| #غرف




.. رويترز عن مسؤول بالبيت الأبيض: مباحثات أمريكية فرنسية لاستعا


.. بريطانيا.. ماذا تعرف عن كير ستارمر؟ وماذا سيفعل حزبه بعد الف




.. نشطاء يرفعون علم فلسطين على جسر فولاهاف لوقف الإبادة