الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وللطبيعة رأي اصدق
ناديه كاظم شبيل
2011 / 5 / 12ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
كانت الطبيعة تصلي وتغرق في خشوع عميق ، السكون يعم المكان الا من صوت خرير مياه الشلالات الآت من بعيد ، الطيور تحلق فوق الاشجار الباسقه تتبارى في شدوها الجميل ، غناء رتيب ، تبدأ الانثى ليجيبها الذكر على الفور ، لا يحتاج المرء ان يكون نبي الله سليمان ليفهم لغة الطيور ، فتراتيل هنا ..... وتسبيح هناك،شجن هنا ، ومواساة هناك ، اتحدت الطيور حتى خيل الي انها جوقة اوركسترا تعزف لحنا خالدا لامهر عازف في الوجود.
وفجأة اطلت هي ، بيضاء كلون الثلج حتى خيل الي انها احدى راقصات باليه رقصة البجع الروسية الشهيرة ، جاءت للاستحمام وقت الظهيره .
نزلت الى الماء عارية تماما ، تتهادى في النهر بكبرياء ودلال ، فللجمال شموخه الفطري ، راقبتها عن كثب ، فلم اشأ ان انغص عليها خلوتها ،فجأة نزل هو الى جانبها ، اتجهت بكلها صوبه بفرح غامر ، قبلة ، اثنان ثلاثة .عشر ، ثم ركضت مبتعدة بدلال وخفة ورشاقة ، ركض خلفها والقلات المتبادله تتوالى بينهما وفجأة حضر العذول ، يبدو انه عاشق اخر ، هبط الى الماء غاضبا ، حاول ان يشاركهما الغرام ، ولت عنه هاربه ، تبعها حبيبها الاول ، اخذ يهأ من روعها ، بدأت تتناغم معه من جديد ، كان عناقا حارا قطعه العذول مرة اخرى ، ابتعدت مذعوره ، لحقها العاشقان معا كل يحاول الفوز بقلبها ، نفرت منهما مفضلة خلوة هادئة في تلك الغابة الساحره ، ولكنهما اصرا على صحبتها ، كل يريد الخلة بها ، لم يكن امامها الا الصراخ ، اخذت تصرخ بكل مااوتيت من قوة ، ونشبت معركة ضارية بين العشيقين ، نظرت اليهما بنفور وفرت هاربة ، واختفت عن الانظار .
تأملت الحادثة العجيبه ، وشعرت باحترام لهذه الفاتنة الابيه ،التي ابت ان ينتهك احدهم قلبها عنوة ، وتركت الامر الفصل لحبيبها الشهم الذي دافع عنها دفاعا مستميتا ، وهي تنتظر عودته سالما لتقر به عينها ن فهنيئا لها عزة نفسها وهنيئا لها حبيبها الوفي .
قارنت بين حال البجعة هذه وبين المرأة العربيه التي تزف عنوة لرجل لم تعرفه ولم تره عينيها ، ليمزق طهارتها في ليلة موحشة تدعى ليلة الدخله ، وربمااصدر حكمه عليها بعد حين فتكون اما ناشزا او طالقا وربما تكون الطلقة رجعية او بائنة ، او يتحفها بهدية ممقوتة اسمها الضرة ، وقد تتعدد الضرات وهي مستسلمة لقدرها وقضاها ، الا مااقساه قدر وما اتعسه قضاء ، لقد زرع الخوف في قلب المرأة الشرقية منذ نعومة اظفارها ، وشب معها خناسا وسواسا ، يهدم خلاياها خلية بعد اخرى ، حتى ينسيها انها بشرا وليست ملاكا فتتمنى ان تكون ولوبجعة في غابة سويديه ، وتترك انسانيتها التي اهدرها الرجل ارضاءا لنزواته ومغامراته التي لا تنتهي ، فكم من طاهرة رجمت حتى الموت لانها احبت او قررت الاختيار ، وكم من صبية قتلت جراء نظرة حب برئ تبادلتها مع ابن الجيران او همسة ظالمة صدرت بحقها من صديقة لا تعرف طعم الوفاء ،الا لعمري سيكون مطلب عادل بحق .
(كلمة الرجل ليست مطلقه فهنالك الرجل المخلص الوفي الذي اعتبره انموذجا وعلى الاخرين الاحقتداء به وهم كثر) .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأمم المتحدة: يوجد القليل من الاهتمام من قبل الأسرة الدولية
.. باحثات وحقوقيات: الأوضاع الاقتصادية تسببت في تراجع حقوق النس
.. منسقة مشروع مناهضة العنف ضد المرأة إيمان محمد
.. عضوة مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة صباح هاشم
.. الصحيفة أمنية مكاوي