الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أجنحة الذاكرة

إيمان البغدادي

2011 / 5 / 12
الادب والفن


مُغمَضَةُ العينين
أَتَقلّبُ في قوقعة الليل

تَزُورُنِي أشياؤنا..
تتَقَاَطرُ كَلِمَاتُه.. كُلَّهَا
ناعمةً نقيةً
كرذاذِ المطر
فأبتسم

أَتَسَلّلُ من تحتِ غِطَاِئنَا السميك
أَشقُّ العُتْمَةَ بنداءِ الحنين
أفتحُ خزانتي
أبحثُ عنه
أَتحسّسُ خدشَهُ الغائر
أتلمّسُ سُرّتَهُ الخجلى
أَدسُ بليله مُفتاحيَ الصغير
وعلى مهل
وعلى مهلٍ شديد
أفتحه..
وأبحثُ عنها..
عن نُقطَةِ التّحول
عن نقطة البداية

غافيةٌ في حُضنِ أشيائِنا البسيطة
أَجِدُها..
أُوقِظُها بدغدغةٍ خفيفة
أتلمّسُ جَسَدَهَا المُصْفَر

أَلتَقِطُهَا بين يدي
أُعَانقُها
أُشمُّها

أتلفّتُ حولي
وأدورُ
كما الأرضُ تفعل
وكُلّهم..
كُلّهم نِيَام
كُرْسِيّهُ..
عُكّازُه…
مِنْشَفَتُهُ معلّقةٌ
على مسمارِ السنين

كُؤوسُنَا ترتاحُ على الطاولة
وهو..
كطفلٍ وديع
يَغُطُّ في إغفاءةٍ شهيّة..

أتأملُ وجهَهُ المُشّعُ كَنيزك
وحبّاتُ عرقٍ
على جبينهِ مُستلقيّة

وشَعْرُهُ القليل
يُعانِقُ المِخَدّة

أَعودُ إليها
أتأملُ انحناءَتِها
وأطرافُها التي بدأ الزمان
يَقضِمُهَا دُونَ استحياء

تستيقظُ بين يدي بغنج
تَفتَحُ أضلاعَهَا الكثيرة الكثيرة
أرقبها..
أَحْفَلُ بخَالِقَها...
أُعانقُ حُبَّنَا... وغاباتِ الأرز

أنتشي...
فَهَاهُنا كَلِمَاتُهُ الأولى
عَنّي..
عن حُبِّنَا

كلماتٌ كانت تُخجِلُنِي
و مازالتْ..

و مازالتْ لحظةً من حياتي
و مازالتْ تَعبثُ بحرارةِ وَجنتيَّ

أقرأ صورنا
أُراجع ضحكاتنا
أفرحْ.. أضحكْ
وأطيرُ كيومِ اسْتَلَمْتُهَا
كما قَبلُ أربعين عاماً مَضَتْ

أقرؤها و أقرؤها
ثمّ أعود و أقرؤها
و أَتنطَّطُ بين كوكبين..
بين كَلمتين
بين "أُحِبّكِ"... وبينَ "أنتِ"
أُداعبُ القُلوبَ الصّغيرةَ
المرسومةَ على حافّاتِها

أتأملُه وهو مازال نائماً
وتجاعيدٌ كثيرةٌ سَكَنَتْ وَجْهَهَ الوديع

أقبّلها.. أُعانقها
لتنام... لترتاح
أُغني لِلمُفتاح
أُغْلِقُ الدُرجَ ذا الخَدشِ العتيقْ

لأنسلَّ قربه
وأنسلَّ فيه
ذاكَ الذي
لم يدرِ شيئاً عن شغبي اللّيلي

أَعودُ إليه
أَلتَحِمُ فِيهْ
أَتشكَّلُ بقُرْبِه كَبَسَمَاتِ العيد
أَتَجَدَّدُ كَصباحٍ هَادئ
أُعَانقُ فَرَحِي
وأَعرف

أَعرفُ أنّي أَحْبَبْتُهُ وتجاوزتُ ذاتي
أَعرفُ أنّهُ جَنَّتي وبقائي

أَبْتَسمْ
أَبْتَسِمُ بِمَكْرٍ أُنثَوي
بمكرِ امرأةٍ
تَعرفُ أنها محبوبتُه منذ الأزل
بِمَكْرٍ محلّى.. بِمَكْرٍ جميل

أُوْدِعُ الذكريات في بَيتها الدافئ
و أُودعُ نَظّارتي المُقبّبة بجانب طَقمِ أَسنَانه
و أَعُودُ إليه..
أَعودُ لِمنْ
نِصفُ قلبي هو..
ونِصفٌ
أُقيمُ به الدُنيا لأجله

إيمان البغدادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كازينو لبنان يفتتح موسم الحفلات الصيفية مع السوبر ستار راغب


.. «بوحه الصباح» رجع تاني.. «إبراهيم» جزار يبهر الزبائن والمارة




.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا


.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي




.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد