الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات سورية غير مشروعة (2)

عادل أسعد

2011 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كنت قد طرحت في الجزء الأول عدد من التساؤلات الموجهة للمتظاهرين في سورية بالدرجة الأولى و للمنظرين و المهللين لهم بالدرجة الثانية ، أما تساؤلات هذا الجزء فهي موجهة بالأخص إلى منظري التظاهرات و منظميها .
التساؤل الأول: يطالب المتظاهرون (حسب التركيبة الاجتماعية لمنطقة التظاهر و عدد مرات الخروج إلى الشارع) بمزيد من الاصلاحات أو بالحرية أو باسقاط النظام كله ، و هذه المطالب يجري التطبيل و التنظير لها ليل نهار على مختلف الفضائيات و من خلال الشبكة العنكبوتية . و عليه ، و مرة أخرى بناء على معرفتي بتركيبة مجتمعي السوري ، يكون التساؤل هو ، ما هو برنامج المتظاهرين و ما هو مشروعهم الواضح و البنيان الاجتماعي السياسي الذي يطمحون له بالتحديد ؟؟!! حسب قناعتي فإن الغالبية العظمى من المتظاهرين يرمون اسقاط النظام كله ، و هذا شيء من الممكن تصوره ، و لكن ما هو بديلهم ؟؟ و ما هي خطتهم الشافية لأجل هذا الوطن ذو التركيبة المتشابكة ؟؟ و ما هي بالتالي خطواتهم لتحقيقها ؟؟ و هل يمكننا اعتبارهم كتلة واحدة متجانسة و متناسقة ؟؟ هل المطلوب منا كسوريين رمي ثوبنا القديم هكذا بكل بساطة قبل التأكد من وجود البديل الذي يستر عوراتنا بشكل أفضل ؟؟ إن اسقاط النظام بشكل طارئ في بلد شديد المركزية مثل سوريا سيؤدي لسقوط آني لعدد من المؤسسات الكبيرة التي عملت على صياغة العقلية السورية الحالية على مدى أربعين عاماً ، و بالتالي حدوث فراغ مرعب في دولة أغلب أبناءها ولدوا و كبروا في ظل حكم هذا النظام ، مما يعني أن العلاج في هذه الحالة أصعب بكثير ، و يعني أيضاً ضرورة توفر خطة مرحلية علمية و دقيقة و خطوات مدروسة بعناية كبيرة و إلا سيؤدي الأمر على الغالب إلى "الفوضى إياها" و عندها.... لا طوبى للحزانى و المساكين .
التساؤل الثاني: يشدد منظرو و قادة المتظاهرين على الطابع اللاطائفي للمظاهرات و يردون على تساؤلات المشككين عن سبب خروج التظاهرات من الجوامع و في أيام الجمعة على الأغلب ، بأن السلطات السورية لا تعطي أي فرصة للتجمع إلا يوم الجمعة للصلاة في الجوامع ، و عليه فنقطة انطلاق المظاهرات من هناك مبررة . برأي هذه حجة منطقية و مبنية على أرضية واقعية لكنها لا تجيب على تساؤل منطقي أيضاً و ملح و هو ، لماذا نسمع من غالبية المتظاهرين و في غالبية مناطق الغليان مصطلحات عفوية مرتبطة بطائفة معينة ؟؟ كما و تزداد هذه المصطلحات الجهادية باطراد مع حالات الهيجان و الاندفاع كما في حالات تشييع القتلى ؟؟ و لماذا نرى أن أئمة الجوامع هم من قاد التحركات فعلياً و ميدانياً بينما اقتصر دور مثقفي المعارضة على وسائل الاعلام ؟؟ لماذا طالعنا أحدهم بخطبة عصماء يسب و يشهر بطائفة كاملة من طوائف الوطن ؟؟ لماذا شاهدنا بعض حالات القتل على الهوية ؟؟ لماذا شاهدنا من يرتدي الكفن الأبيض ليتبوأ بكل اعتزاز الخط الأول في احدى المظاهرات مبشراً بالحصول على الجنة و مثيراً في الوقت نفسه لواحد من أعمق مخاوفنا و أكثر تصوراتنا خشية ؟؟
التساؤل الثالث: تهاجَم السلطات السورية من زاوية لعبها على حبال السلم الأهلي و أمن و استقرار المنطقة و بالأخص اسرائيل كما و يؤخذ عليها براغماتيتها اللامنضبطة بغية تسجيل نقاط لصالحها ضد المظاهرات ، مثل مغازلة اسرائيل بدلاً من تحرير الجولان و افتعال اصطفاف طائفي عن طريق دغدغة عواطف الأقليات في سوريا . مما لا شك فيه أن لكتاب و منظري المعارضة السورية أسبابهم القوية التي تبرر تهجمهم هذا و لكن يبقى هناك تساؤل و هو , لماذا نرى نفس البراغماتية تقريباً من كتاب و منظرين المفروض بهم أنهم محاربين بالكلمة العفوية الصادقة لأجل قضية نبيلة و فطرية كالحرية و الكرامة ؟؟ فهنا من يغازل الأقليات في سوريا مدعياً مراعاة التعددية فيما لو سقط النظام !! و هناك من يراهن و على التدخل الأجنبي و يتوعد بالويل و الثبور عندها !! بل لقد و صل الأمر بواحد من كبار الكتاب المعارضين للنظام السوري إلى مغازلة اسرائيل علانية من خلال جريدة الكترونية معروفة ، مبشراً بالسلام معها فيما لو سقط النظام السوري !!؟؟
إن المدخل الأصدق لقرأة واقعنا كما هو و ليس كما نتمناه أن يكون و بالتالي الامساك بمفاتيح هذا الواقع و صياغته من جديد ، هو معرفة ذواتنا و قرأتها بأمانة و جرأة ، و دعونا لا ننسى قول السيد المسيح "ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك. واما الخشبة التي في عينك فلا تفطن له "
عادل أسعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله