الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أستبداد الحكام

صباح محمد أمين

2011 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


أستبدادالحكام

ان دول الشرق مرورا بالعهد الأموي ليومنا هذا دعائم الأستبداد راسخة فيها تؤيدها ضعف الوعي بين عامة الناس ، فقيام السلطات بين أركانها دوما تقوم على أساس القهر والتسلط والأستغلال ،رغم تملكهم الهوية الدينية التي تدعو الى الرحمة والعدل والمساواة فمهما تظاهر حكامها بالتقوى لكنهم تسبغ عليهم روحية الأتجاه دنيوي فهم قادرين على أيجاد مسوغ شرعي لكل عمل دنيئ بحق العامة وذلك بتزلفهم من رجال الدين وعرض الفقه عليهم متبارين هؤلاء الحكام بأنهم ولي الأمر فواجب الطاعة مشروطة حيث أنهم ظل الله على الأرض له الأمر وعلى العامة الطاعة ،فما ذكره الكاتب علي وردي بكتابه بمثال منطقي يبرر حجة طغيان الحاكم حيث المثل يقول : فأذا أشترى أحد الطغاة جارية بمائة ألف دينار (على سبيل المثال كانت حين زمن الأمويون والعباسين وما قبلهما تشترى الجاريات ) ، على أي حال يستطيع أن يبرهن للناس بأن شراء الجارية صلاحا للمسلمين ذلك لأن الجارية سوف تسعد أميرهم ، وفي سعادة الأمير سعادة للمؤمنيين أنفسهم ، وكفى الله المؤمنيين مطالبا ، وكان الله عزيزا حكيما.
ان هؤلاء الفدوة ( الحكام) بتصرفهم اللأخلاقي بنهب الشعوب وفرض سيطرتهم على رقاب العامة قد خلق زعزعة الوطنية وروح المبادرة في نهضة البلاد بتملكهم اليأس وعدم التفاؤل بالخلاص بحيث أصبحو لقمة زائغةلعبث أشداق المترفين الحاكمين وخلق نوع من الأستهتار بالقيم الأنسانية وأهمال الجد في الحياة اليومية ،
الأمر الذي يثير الأستغراب هو عدم مبالاة الحكام والمسؤلين بمطالب الشعب وتماديهم بل أصرارهم على الأستبداد والسطو على الحقوق تاركين الشعب كالطير المذبوح يرقص من الألم ،مستصطعبين النزول من برجهم العاجية ناظرين الخلق بشحاذين يسهل نهرهم وكفهم بكل أنواع المنع والتصدي من قتل وايداع في السجون وفرض قوانيين تعسفية لتسفيه مطالبهم وكتم أفواهم مقودين أيدهم الى مسلك الأحباط والتذمر تكتسح أمامها كل شي من الأمال،فالأستبداد ظاهرة أزلية على أمتداد تأريخنا الشرقي من عهد الخلافات حيث لقت الرعاية والمثول ، على نقيضها الديمقراطية التي لم تلق العناية ولا البحث الذي تستحقه ، حيث أن الخليفة الذي حكم منذ 1385 سنة لازال باقي حيا في ضميرالأجيال المتعاقبة و أن الأستفراد بالحكم وطغيان المسؤولين لايزال جاثما على صدور الجميع لاتخطئه العين المجردة بحيث ان كافة أشكال المعارضة والتظاهرات تجابه بالعنف وتؤول بمسميات تليق أو تبرر طغيانهم الذي بقى حكرا للسلطات وشرعنتها في كل الأتجاهات ، وطبيعي ان هذا الحكر والمثول لهما أسباب ذاتية وموضوعية يتداخل فيها الطبيعة البشرية الشرقية والتقولب في نموذج مطلق دون أعتبارات لظروف العصر والحداثة ، والأهم من كل ذلك سيطرة وأبراز المتطرفين والمنافقين على الساحة دون التالب والتكاتف على تفكيك الأستبداد وأزالته لا بل طغت عليه صفة الطغيان لعدم وجود العدالة وذلك بسيطرة أفراد معينين على السلطة دون قانون أو قاعدة ، بتملكهم لزمام الأمور المادية والمعنوية وبفرض القوانين العرفية على شعوبهم وغياب العدالة في حكمهم في كل ميادين الحياة الأجتماعية والأقتصادية والسياسية وحتى الدينية من القائد الى أسفلهم في الحكم مرتبة حيث الأسافل منهم لايهمهم كرامة الأنسان وحريته ، أنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لسيدهم (الحاكم ) بأنهم على شاكلته وأنصار حكمه وشرهون لأسقاط البشرية مما يدفع الى أن يأتمن الحاكم لوجودهم ،فالدولة المستبدة يكون فيه أسفلهم طباعا وخصالا أعلاهم وظيفة وقربا ، فالوزير الفاسد والمختلس لابد أن يكون هو الأقرب والأمثل لحاكم المستبد، كما أن أستعانة الحكام والمسؤولين بالصحافة والأعلام والمؤسسة الدينية والأقلام المأجورة لتشويه صورة المتظاهرين ووصفهم بالمخربين والمندسين لا تدل ال على أستهانتهم بأرادة الشعوب في التغيير والحرية والسؤال عن ثرواتهم المسلوبة وألا ما علا صوت الندى بالرحيل والبديل ، كل واحد يتمسك بجدار الصد لوقف ريح الهابة بتغييرهم فعلى سبيل الذكر لقائد العظيم الفذ ولقائد الصحراء والسماء معمر القذافي الذي لا يزال االقادة والملوك أشقاءه يوجهون له دعوات الرسمية لحضور القمة العربية والمهرجانات دون لفت النظر الى مقتل ومذبح الانسانية الذي يقترفه هذا المجنون بحق شعبه بالأضافة اليه منصبه الرفيع في الأتحاد الأفريقي وسذاجة عقول بعض أبناء ليبيا بتباركهم أياه بقراءة كتابه الأخضر بعد كتاب المجيد بدلا من عرضه على فريق صحي من الأطباء لأعتناء به لاستدامة جنونه ومزمنه في كل طبقات الأركيولية في دماغه ، أنه لمن العار على الأشقاء ، الرؤساء العرب لاصطفاف هكذا الشخص ضمن كورسهم النشز يرن منهم كل صوت الطغيان والأستهتار بأرادة الشعوب ،نعم القذافي مثال قادة العرب فها بشار الأسد يقمع شعبه بكل صنوف التعذيب والترويع ، وذاك قبلهما المبارك ما قام بتوجيه البلطجية لدهس مواطنيه وقتلهم دون وازع ضمير.
المخيف والذي يثير الجدل في أستبداد اليوم هو أنه ات بفعل أستفتاء شعبي ( الأنتخابات) بسبب تقسيم المجتمع على نفسه وبصورة أزدواجية بحته فناتجه كسري تلغي دون نصف الشعب وتنفي وجوده لعدم كفايته في العدد الصحيح لأخراجه بشكل يقبل وجوده شأنهم شأن الأطفال والمجانين كونهم غير مؤهلين تحرمهم التمتع بالمواطنة التامة ، وبذلك تبرز كل أنواع الأعتداء والأغتصاب والطغيان بتقويض المساواة التي لا تقوم حياة أجتماعية سياسية سليمة بدونه
فأستبداد حكوماتنا الشرقية والعربية جوهرية سواء كان بالترهيب أو أستخدام السجون والقتل وألغاء الأخر هذا كلها وسائل المستبد لكن غايتهم التفرد بالحكم والسيطرة والغلبة دون أعتبارا للأرادة الشعوب
وأخيرا لابد من القول وذكر الحكمة ( ان لم تستح فأصنع ما شئت) هذه الحكمة تليق بأطلاقها على وجوه كل حكام العرب وغالبية المسؤولين كونهم بدا عليهم بنزع أخر ورق التوت بلا مبالاتهم لنداء الحق وصوت الأنسانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من