الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل بين الوحده والتسامح – مخطط تفتيت الثورة المصريه

مايكل نبيل سند

2011 / 5 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لماذا نجحت الثورة فى اسقاط مبارك ؟ بكل بساطه الجميع اشترك فيها – كان فى التحرير الليبراليون والاسلاميون والشيوعيون والسلفيين والاخوان والرأسماليين وانصار السلام وأعداء الساميه والقوميين ، مسلمون ومسيحيون وبهائيون وملاحدة .... كل هؤلاء عاشوا معا 18 يوم متواصله فى الميدان ، تقبلو بعض ، عاشوا كرجل واحد ولم تحدث بينهم اى صدامات ، كلهم رفعوا علم مصر ولم يرفع احدهم شعارة الدينى او الحزبى او السياسى – هذه الحاله من قبول الاخر والتعايش السلمى بين فئات الشعب المختلفه هى التى جعلت الثورة قويه وصلده وغير قابله للتفتيت او الانشقاق . الامر الذى أدى فى النهايه لأجبار مبارك على الرحيل
بين الوحده والتسامح
قبل ان يبدأ فى عرض وتوضيح السيناريو الذى تم تنفيذه خلال الشهور الثلاثه الماضيه يجب ان يكون لدينا أدراك للفارق الهام بين الوحده والتسامح
-الوحده هى ان نكون نفسى الشئ لا اختلاف بيبنا . نسخ من بعضنا البعض بالظبط مثل السلغ التى تخرج من اى مصنع . كل قطع تشبه القطعه الأخرى بالظبط لا اختلاف فى الطول او العرض او اللون او اى شئ أخر
-التسامح هى ان نكون مختلفين , لكن نستطيع ان نحتوى الاختلاف ونتقبل بعضنا , ونعمل معا مستوعبين الاختلافات التى بيننا .... هنا نحن مختلفين , لكننا نعمل معا بيد واحده , لأننا استطعنا تجاوز الاختلافات التى بيننا
* فكرة الوحدة بين البشر فى جوهرها فكرة مستحيله , لان البشر لم يخرجوا من مصنع واحد او ماكينه واحده – يختلفون فى المعتقدات , فإن اتفقوا فى المعتقد اختلفوا فى المذهب , وأن اتفقوا فى المذهب اختلفوا فى المدرسة الفكريه وان اتفقوا فى المدرسة الفكريه اختلفوا فى المعلم او الفكر الذى يميلون له – وبالتالى امكانيه ان تحصل على كتله بشرية كبيرة تتفق فى كل كبيرة وصغيرة هى فكرة مستحيله ، لهذا السبب فشلت كل مشاريع الوحده فى التاريخ ... فشلت محاولات هتلر فى تنقيه جينات الشعب الالمانى .. وفشلت محاولات الوحدة العربية , لاننا ندرك ان شعوب المنطقه بينهم اختلافات دينيه وعرقيه ولغويه عميقه ,ومن المستحيل تحقيق اى نوع من الوحده بينهم ... ولهذا السبب ايضا تفشل المشروعات القومية , لان البشر تختلف اولوياتهم ومن المستحيل ان توحد جميع الشعب فى مشروع واحد- وربما لهذا السبب تفشل محاولات اندماج الاحزاب , للسبب ذاته لو كانت ثورتنا ثورة ليبراليه لفشلت , لانه كان سيشارك فيها الليبراليين فقط .. ولو كانت ثورتنا اسلاميه لفشلت , لانه كان سيشارك فيها الأسلاميين فقط ... لو كانت الثورة تكن ستجمع افراد كفايه. لهذا السبب فشلت كل محاولات الثورة فى السنوات الماضيه . لام كل مر ة كانت المحاوله يتم تلوينها بلون سياسى معين , فمرة مظاهرة لـ 6 ابريل , ومرة فاعليه للأخوان او مرة ورشه لتيار ليبرالى . ومرة انتفاضه للقضاة * اى فعاليه لتيار بعينه نوع من الوحده لابد ان يكون ضعيفا ولا يتحقق نتائج . وهذا ما أدركته المعارضه المصريه فى شهور العام السابق للثورة فتم بذل الجهود لتكوين الجمعيه الوطنيه للتغير , والتى على الرغم من عيوبها الا ان الجمعيه لم تبحث عن توحيد الافكار والايديولوجيات ( لم تبحث عن الوحده ) ولكن بحثت عن تجاوز الاختلافات بين التيارات السياسيه والتسامح والاشتراك فى عمل جماعى دون الاصطدام بالفروق الفرديه بين الكيانات المكونه للجمعيه نفس الشئ فعلته مجموعه (( كلنا خالد سعيد )) وقبلها (( انا اسمى خالد سعيد )) حينما كانو يتعمدون فى فاعلياتهم ان يرفعوا فقط علم مصر ويخرجون ليطالبوا بنفس المطالب السياسى . دون ان يرفعوا اعلامهم الحزبيه والايديولوجيه – التسامح وتجاوز الاختلافات واشتراك الجميع فى عمل واحد بغض النظر عن الاختلاف الدينى او السياسى .
منظر المسلم يقرأ القرأن بجانب المسيحى يقرأ الانجيل على كورنيش أسكندريه . الاخوان فى يد الليبرالى . والملحد بجانب السلفى – هذه هى الروح التى قادت للثورة
هذه الحاله من التسامح ايضا هى التى أدت لنجاح ثورة 1919 . المسيحيى مع المسلم مع اليهودى , الليبرالى مع الشيوعى , صاحب الاملاك مع العامل . الرجال مع النساء , الشيوخ مع الاطفال – كلما ارتفع معدل التسامح لديك ,وكلما كتر عدد المختلفين مع الذين تستوعبهم , كلما اصبحت أقوى واكتر تاثيرا نفس الشئ فعلته شبكه رصد فى بدايتها لكى تحقق النجاح , فلم تعلن هويتها الايديولوجيه , وعملت بحياديه , واستوعبت الجميع على الرغم من اختلافاتهم , فاصبحت مصدر المعلومات الرئيسى عن الثورة المصريه الا انها لم تستمر على نفس المنهج , وبدأت تنحاز للتيار الذى بينهما وبينه نوع من الوحده فخفت نورها وبدات تفقد قيمتها
ربما لايدرك الكتثيرون الفارق البسيط بين السعى اللى الوحده والسعى الى التسامح ,لكن رأينا الفرق الجوهرى بين الشيئيين وكيف ان الوحده تؤدى الى الفشل وبينما التسامح يكسبك قوه ويدفعك الى النجاح
مخطط تفتيت الثورة المصريه
• المرحله الاول 25 يناير – 11 فبراير
• المرحله الثانيه 11 فبراير - 4 مارس
• المرحله الثالثه 4 مارس – 21 مارس
المرحله الاولى 28 يناير – 11 فبراير
بدأت محاوله تفتيت الثورة مع صعود عمر سليمان ( الرئيس السابق للمخابرات العامه ) لمنصب نائب رئيس الجمهوريه وهو الذى ادار مشروع تفتيت الثورة حتى تنحى الرئيس
- فى هذه المرحله بدا فصل التيار العروبى من جسم الثورة , وظهر هذا بوضوح فى اكتر من سلوك بينهما
- حينما طرح اسم البرادعى للتفاوض باسم الثورة وحدث نوع من التوافق بين الليبراليين واليساريين والاسلاميين على اسمه فظهر حمدين صباحى ليعلن ان البرادعى لا يمثله
- ايضا عمرو موسى شارك فى فصل التيار القومى عن الثورة بنزوله للتحرير ومطالبته للثوار بالرحيل مما اوجد حزازيات بين الثوار ومؤيدى عمرو موسى
- شارك ايضا فى هذا الفصل بعض المتظاهرون الذين تعمدوا رفع شعارات قوميه لتحويل اتجاة الثورة نحو قضايا عروبيه . واستعملوا شعارات نازيه معاديه للسمايه ثم قام الاعلام الاسرائيلى بالتركيز على هذه الشعارات على انها صورة للثورة المصريه مما وضع نشطاء السلام فى مصر فى حرج كبير بسبب كونهم جزء من الثورة
- المرحله الثانيه 11 فبراير – 4 مارس
مخطط تفتيت الثورة المصريه كان يحتاج لفتره كافيه من الوقت واستمرار الثورة بقوتها لم يعطى لأعداء الثورة الوقت الكافى لتحطيمها , فنجحت الثورة فى اول الخطوات وتم اقصاء مبارك وهنا بدأت المرحله الثانيه فى تفتيت الكتله الثوريه وهى فصل اليسار المصرى عن الكتله الثوريه .
- فى الفتره بين 25 يناير و 11 فبراير كانت المطالب الفئويه جزء اصل من الثورة وشارك فى الثورة عمال وفلاحيين ومجموعات عماليه والثورة استوعبتهم بمطالبهم ولم تقصيهم او تطلب منهم ان يتوقفوا عن الممطالبه بمطالبهم
- بعد تنحى مبارك , خرجت اشاعه ( لاتحتاج لذكاء كبير القدر ان مصدرها هو نفس المسئول عن المرحله الاولى ) تقول ان الاضرابات الفئويه جزء من الثورة المضاده تحركها امن الدوله وان الثوار يجب ان يتواحدوا حول المطالب السياسيه ويؤجلوا المطالب الفئويه بالظبط مثلما اتفق الثور الاسود مع الثور الاحمر على تسليم الثور الابيض للمذئب ) وسقط الثوار فى الفخ وبلعوا الطعم وشاركوا فى الدعايه المضاده للمطالب الفئويه ( التى تم تتويجها بقانون منع الاعتصامات ) وهنا وجد اليسار المصرى نفسه محاصرا من اليمين الدينى والعالمانى من ناحيه ( الثوار ) ومن الجيش من ناحيه اخرى ( بأعتبارة السلطه ) وبين الكوادر العماليه من ناحيه اخرى والتى لا يستطيع النشطاء اليساريين التخلى عنهم --- وفى كل مرة كان الثوار ياخذون موقف مناهض للمطالب الفئويه وكلما اذدادت المسافه بين الكتله الثوريه وبين اليسار المصرى --- هكذا فى نهايه هذه المرحله اصبح هناك تياران سياسيان ( اليسار والقوميين ) معزولين عن باقى القطاعات التى شاركت فى الثورة
- المرحله الثالثه 4 مارس -21 مارس
بنهايه المرحله الثانيه لم يتبقى تحالف الا تحالف اليمين المصرى ( بشفه المدنى الممثل فى الليبراليين , وشقه الدين المتمثل فى الاسلاميين )
هذا المخطط ايضا حادثه القبض على . والتى احدثت شقا بين بعض المؤيدين لأرائى المناهضه للعسكريه والداعيه للسلام وبين المختلفيين على فى الرأى او الساعيين للصول لمناصب سياسيه ولا يريدون تعكير علاقتهم بالجيش
فى هذا السياق ايضا ياتى سيناريو تلقى الشرعيه من الجيش فالمجلس العسكرى هو الذى يختار من الذى يجلس مع ومن الذي يحاكم عسكريا وبالتانى هوا الذى يحدد من الذى يصبح ممثلا للثورة امام الاعلام , ومن الذى يبدأ الاعلام الموجه فى نهش جثته والتمثيل بأفكارة ، ايضا فى هذا السياق سيناريو الهاء النشطاء السياسيين بفتح قانون الاحزاب السياسيه الذى طلب عدد مبالغ فيه من مؤسس الحزب (5000 مؤسس ) بالاضافه لمبالغ ماديه مهوله ... والنتيجه الطبيعه ان كل النشطاء انشغلوا بالبيروقراطيه الحزبيه لتاميين الاحزاب الجديدة انشغلوا عن الدور الثورى المطلوب لتكملة باقى مطالب الثورة , وهكذا تم تفتيت الصف الثوري لمجموعه من الكيانات الناشئه والتى تحتاج من القائمين عليها لمجهود ووقت كبير لايسمح لهم باستكمال باقى مراحل الثورة

خاتمه


دائما كنت اؤمن انى كاتب ودورى ان اقدم التحليلات لقراءى والان بعد سجنى اصبحت عاجزا عن أن اشارك بأى دور الا هذا الدور ( رغم التكلفه الباهظه التى أدفعها بسبب هذا الدور )
فالان لا أملك الا ان انصح الثوا ان يعوا بالظبط من الذى يدير الثورة المضاده ومن الذى يحركها ؟ ... ويدركوا ايضا ان الثورة لم تكتمل بعد , وانه لايليق ان نقسم على انفسنا بينما نحن لازلنا فى وسط المعركه – انها دعوه للتسامح وقبول الاختلاف وتجاوز الاختلافات والعمل الجماعى تحت رايه الوطن . حتى نصل للدوله الديموقراطية المدنية , التى من اجلها مات الشهداء واصيب الضحايا , وأختفى المفقودون , وذهب الثوار الى السجون قوتنا فى تماسكنا وتسامحنا وعملنا الجماعى ... والمستقبل سيحيكم هل سننجح هم ستفشل فى استكمال ثورتنا .؟
سجنى المرج العمومى القليوبيه
30/4/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية الى سجين الرأى
موريس رمسيس ( 2011 / 5 / 13 - 10:44 )
أستغرب من الحكم الجائر على حضرتك بخصوص تحليلاتك الذكية السياسة التى بسسبها قدم قام الجيش المصرى باعتقالك و اتمنى خروجك من المعتقل بأسرع وقت ، هذا بالرغم من كونك لم تتطرق اطلاقا فى مقالاتك الى الفساد الذى يتحلى به كل أعضاء مجلس قيادة الجيش و هم الذين قد تم أختيارهم و توسيخهم و توريطهم فى كل انواع الفساد من قبل مبارك بالأضافة الى الفساد المستشرى اصلا فى كل افرع الجيش واتمنى ان يأتى اليوم الذى يتم فيه فتح ملف الفساد فى مصانع الأنتاج الحربى وو باقية افرع الجيش و كيف يتم تخريب اقتصاد مصر منذ 60 عام


2 - السيد مايكل المحترم
بشارة خليل قــ ( 2011 / 5 / 13 - 18:05 )
مع ان ارائك وقناعاتك راديكالية في التوحه التقدمي اليساري وصادمة للغالبية العظمى من الناطقين بالضاض الا اني اجد نفسي متوافق معك في كل كتاباتك تقريبا
ما اعتقالك بسب ارائك الا تأكيد على ما نناضل من اجله : مساواة , عدل و حرية
انا واثق اننا كعرب او ناطقين بالعربية لا يزال ينقصنا الكثير الكثير لنصل الى الحد الادنى من المكتسبات الحضارية واحترام حقوق الانسان في دولة البعبع الصهيوني..انا كمولود في دولة اسرائيل اري واعي كمية الاكاذيب والتشويه الذي يوصف به اليهود بينما لا مجال للمقارنة بين اوضاعنا كاقلية في دولة يهود واوضاع الاقليات من حولنا..اكتب, اكراد , اهوازيين, نوبة,امازيغ بالاضافة للاقليات المسيحية
استغرب من العمى او التعامي عن هذه الحقيقة التي افهم انها مرة,اي المقارنة مع اسرائيل


3 - فساد المجلس العسكرى
على سالم ( 2011 / 5 / 13 - 23:17 )
الاستاذ مايكل ,فى الواقع اننى مندهش لوجودك فى السجن من اجل ابداء رايك فى القياده العسكريه المصريه ,الكل يعلم ان المشير طنطاوى فاسد تماما مثل مبارك واذا كان مبارك فى السجن من اجل سرقاته وفساده ,فاننى على قناعه كامله بان طنطاوى وعصابته لم يكونوا اقل فسادا من مبارك وعائلته المجرمه من اللصوص والفجره ,وسوف اكون صريحا جدا واقول بان طنطاوى وعصابته ماهم الا فلول النظام الفاسد ويريدوا اجهاض الثوره باى مكان,ربما مع التحقيقات والضغط على المجرم مبارك ,ربما يقول الحقيقه ويفضح شريكه فى الاجرام والسرقه الطنطاوى وباقى اللصوص من اللوائات والعمداء والعقداء الحراميه


4 - ضمير وطن حى
محمد على ( 2011 / 5 / 15 - 13:06 )
مقالة تحليلية بارعة للاوضاع والتغييرات فى مصر وانت استاذى ضمير مصر الذى قال الحقيقة وقالها بالم فلا اتوقع ان اى شخص وطنى مثلم لم يشعر بالالم والحزن وهو يكتب مقالته تحت اسم (الجيش والشعب ليس ايد وحدة ) ولكن تحملت الالم والحزن وواجهت الحقيقة المرة لاجل مصر وشعب , واليوم واضح للجميع انه تم استبدال مبارك بطنطاوى وبعد ان كان العسكر يحكمون من خلف الستار اصبحوا يحكمون امام الجميع .
حفظ الله مصر وشعب مصر حرا وابيا من ايدى الديكتاتورية العسكرية

اخر الافلام

.. طهران تزيد قدراتها على تخصيب اليورانيوم وفرنسا وألمانيا وبري


.. معركة رفح.. تقديرات بأن تنتهي العملية العسكرية خلال أسبوعين|




.. مظاهرة في تل أبيب تطالب بوقف إطلاق النار في غزة


.. حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى منى لرمي جمرة العقبة في يوم




.. أهالي قطاع غزة يحيون عيد الأضحى وسط قصف الاحتلال المستمر منذ