الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الاحتجاجية في العراق والمخاطر المحدقة بها

سمير عادل

2011 / 5 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



هناك مستجدات اقليمية وعوامل جديدة تأثر بشكل مباشر على الحركة التي اندلعت في 25 شباط. هذا المستجدات تتلخص بألحاق اضرار - ولا اقول (هزيمة)- قد تكون استراتيجية على المدى البعيد للجمهورية الاسلامية في الخليج بعد انتفاضة البحرين، واندلاع الاحتجاجات التي تتسع مدياتها في سورية. وتحاول الجمهورية الاسلامية ان تنقذ ما يمكن انقاذها في سوريا لان نظامها حليف قوي وجسر عبور الى لبنان حزب الله وفلسطين حماس. فمن جهة ترى الجمهورية الاسلامية نفسها محاصرة في الخليج وسوريا ولبنان وفلسطين ومن جهة ان الحركة الاحتجاجية تدك قلاعها وتطرق ابوابها في كل لحظة. واعتقد أن احد العوامل الرئيسية في عملية المصالحة بين فتح وحماس هي اوضاع سورية والمنطقة. (هناك الكثير من التفاصيل ليس هنا المجال لطرقها).
ولذلك تحاول الجمهورية الاسلامية ان تحافظ على نفوذها في العراق والعمل بشكل مكثف لتقويض الحركة الاحتجاجية في العراق ثم انهائها وخاصة انها تهدد نظام المحاصصة وان لديها طابع علماني وفي الوقت ذاته معادي للجمهورية الاسلامية. فنجد هذا السعى وهذه المحاولات في الخطاب السياسي واللهجة التصاعدية من الاسلام السياسي الشيعي المتمثل بشقه التيار الصدري. وكان اخر هذه التصريحات بفتح ابواب التطوع للاجانب في مليشيا (الجيش المهدي) لمقاتلة الاحتلال في حال عدم الانسحاب نهاية هذا العام. وايضا من الناحية العملية تعد مليشياتها للاستعراض العسكري في 25 من هذا الشهر، ودفع اموالا مهولة الى اعتصامي الموصل والرمادي لترفع شعار خروج القوات الامريكية بعد ان نظم الاعتصامين تحت عنوان (اطلاق سراح المعتقلين) هذا اضافة الى الحملة الاعلامية والسياسية وتنظيم التظاهرات حول مسألة البحرين وتحويل الانظار اليها واعطائها طابع طائفي.
الطرف الاخر هو مكانة الولايات المتحدة الامريكية بعد الانتفاضات الثورية في المنطقة التي ستعيد رسم الخارطة الجيوالسياسية. فالولايات المتحدة التي قررت بالامس الانسحاب من العراق، تحاول اليوم جاهدة ابقاء على الاقل 10000 عسكري. ومن المعروف ان نفوذ الولايات المتحدة مرتبطة دائمة بماكنتها العسكرية. فهي لا تجازف ابدا بعدما تشاهد سقوط حليفاتها في المنطقة واحدة تلو الاخرى وتبقى متفرجة. فهي عازمة على ابقاء جزء من قواتها استعداد لضرب اية حركات معادية لنفوذها او تعمل على تقويض نفوذها.
من هنا ان الحركة الاحتجاجية في العراق بين فكي كماشة فك الجمهورية الاسلامية وفك قوات الاحتلال.
السيناريو المطروح:
ان عامل القمع ليس هو الاستراتيجية الوحيدة والمتبعة لاجهاض الانتفاضة في العراق كما كانت في بقية البلدان الاخرى. ان السيناريو المطروح هو اجهاض الحركة الاحتجاجية من خلال قلب المشهد السياسي الراهن واعادة المشهد الامني والسياسي لعام 2004 وهو نزول المليشيات وقلب الاوضاع برمتها. وان تصاعد حدة الانفلات الامني من خلال تصاعد عمليات الاغتيال لاساتذة الجامعات والاطباء والضباط والموظفين ناهيك عن تفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة يثبت هذه المسألة وهي نفس المشهد عندما كان علاوي يرئس الحكومة المؤقتة. وهنا ليس صحيحا كما تحدث العديد بأن السيناريو الليبي مطروح في العراق. ففي ليبيا هناك دولة مركزية وهناك ثوار والحرب تدور بينهما. اما في العراق هناك امريكا والجمهورية الاسلامية والمليشيات والجماهير.
نقطة القوة ونقطة الضعف:
ان احدى نقاط القوة في هذه الاوضاع هي تغيير مزاج المجتمع، الذي هو مزاج ثوري وان سهولة تنظيم الجماهيراسهل بما لا يقارن مع اوضاع قبل 25 شباط. الا ان نفس هذا المزاج قابل لانكسار ايضا بشكل سريع وسهل اذا تسارعت وتيرة الاحداث التي تخطط لها القوى الطائفية والمدعومة اقليميا.
ان حركتنا استطاعت ان تواكب الاحداث وان عملنا المخطط لها يسير على السكة التي وضعناها. اي بعبارة اخرى ان هذا الجانب هو الاحتجاجات الجماهيرية ومواكبتها والتدخل المباشر فيها ودفعها الى الامام وتسليحها بالشعارات وتوسيع حلقاتها وشبكاتها التنظيمية تسير بشكل منتظم.
لكن الجانب الاخر الذي يحافظ على مكانة وموقعية والزخم الجماهيري لهذه الاحتجاجات والمزاج الثوري للمجتمع مرتبط بنا وبعملنا وخططنا، وهنا اخص اليسار والقوى التحررية والعلمانية والثورية في العراق.
برأي ووفق هذا التصور ان المرحلة القادمة والتي اعتقد محصورة بين هذه الفترة ونهاية هذا العام بأن الحركة الاحتجاجية تدخل مرحلة اخرى من حياتها من الممكن ان تخرج عن اطارها السلمي الى شكل اخر بسبب ظروفها الموضوعية. وهنا يجب الدفاع عن نفسها كي تستطيع ان تستمر، ويجب على القوى المذكورة ان تلعب الدور المسؤول والتاريخي لحماية الحركة الاحتجاجية:
• توضيح افاق هذه الحركة الاحتجاجية وتسليحها بالمخاطر التي تحدق بها وخاصة في صفوف الناشطين والفعالين والقادة.
• التعبئة السياسية الواسعة لجميع قوى التحررية والثورية حول المخاطر التي تحدق بالحركة.
• التعبئة التنظيمية على صعيد الحركة بشكل واسع ووضع خطط واضحة لدرء هذه المخاطر او التصدي لها.
• العمل على اصدار وثيقة مشتركة تجمع كل القوى والحركات والشخصيات تناهض سيناريو المرحلة القادمة في الاوضاع السياسية وهي بأعتقادي مرحلة ثانية من السيناريو الاسود.
• توفير الاستعدادات على جميع الاصعدة لمواجهة الاوضاع القادمة. على القوى الثورية والتحررية في العراق ان تعلب هذه المره برسم الملامح السياسية في العراق.
*رئيس مؤتمر حرية العراق
www.ifcongress.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجواب
صبحي مريسم البدري ( 2011 / 5 / 14 - 05:41 )
تحية عمالية أن هذا الكلام أستراتيجية واقعية ولكن أين هذا من العمل في العراق وأين مؤتمر حرية العراق في المظاهرات فلم أجد واحد منكم في ساحة التحرير نحن نريد عمل وليس كلامونشكركم


2 - من هم لجنة اعضاء لجنة الاحتجاجات الجماهيرية
ياسمين مجد ( 2011 / 5 / 14 - 08:33 )
الاستاذ صبحي البدري
تحية شيوعية
من الذي شكل لجنة الاحتجاجات الجماهيرية في العراق؟ اليس مؤتمر حرية العراق اسسها، الم ترى بأم عينيك توزع نشرة (يوميات الانتفاضة) توزع في ساحة التحرير وتوزع كل يوم 1000 نسخة باليد وعبر شبكات لجنة الاحتجاجات. من الذي اسس (تجمع القضاء على البطالة) وهيئة اطلاق سراح المعتقلين؟ اليس مؤتمر حرية العراق ورائهما. كيف قامت القوات الامنية بمداهمة مقر مرتمر حرية العراق ودمرت كل محتوياته اليس هو الانزعاج من نشاطات وفعاليات المؤتمر؟ لماذا قاموا بأعتقال جبار الاسدي في بغداد عضو المكتب التنفذي للمؤتمر ومحمود خالص عضو قيادة المؤتمر في صلاح الدين؟ اليس لانهم قاموا بتوزيع بيانات المؤتمر....انك تبحث عن لافة المؤتمر في ساحة التحرير ولكن لا المؤتمر ولا اي حزب اخر لديه لافة يا استاذ صبحي

ياسمين مجد عضو لجنة الاحتجاجات


3 - الجواب
صبحي مريسم البدري ( 2011 / 5 / 15 - 10:54 )
تحية لكم جميعا أذاكانت هناك لجنة تحضيرية كما قلتي قأين هي وكذالك مؤتمر لمجالس بقيادته تدعي أنها مؤسسين للمظاهرات ساحة التحرير ولماذا لم يكن لكم ناطق رسمي بذلك لماذا توزع عبر أحزاب معروفة ونشكركم


4 - عاشت لجنة الإحتجاجات الجماهيرية
قاسم هادي ( 2011 / 5 / 17 - 03:22 )
ذكرت في -معضلتان في أحداث العراق- وفي -المجالس العمالية..مصير لايمكن تفاديه- بعض شوائب المناخ الثوري في العراق في الأحداث الحالية لكن تغير إتجاه الحركة الإحتجاجية واقترابها اكثر من اليسار ومصالح الجماهير وتقاطعها بالكامل مع المناخ الطائفي الذي حاولت فرضه السلطات المتعاقبة بالعراق وبمساهمة ودعم امريكي –ايراني واضح، والمستجدات الإقليمية استطاع هذا البحث ان يضع اليد عليها ويشخصها.
ملاحظة للسيد صبحي البدري: ان الإستراتيجية الواقعية كما اشرت اليها لاتفرض بالضرورة وجود ممثل لها في ساحة التحرير او ساحة السباع، من الواضح جدا ان التحامل الشخصي لن يعطي البحث ضعفا او لونا آخر، ووجودك في ساحة التحرير لايعني ايضا بالضرورة اسهامك المباشر في تغيير مجرى الأوضاع لصالح الجماهير، لأن هذا الوجود الفيزيائي يشترط تسلحه بالأفق الواضح ايضا لقيادة الإحتجاجات. كما اني اعرف مسبقا ماسيكون عليه ردك لهذه الملاحظة مع التحية.

اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم