الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلالات الدعوة للانضمام للمجلس التعاون الخليجي

كوسلا ابشن

2011 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


دعى المجلس التعاون الخليجي الدولة المروكية للانضمام الى عضوية المجلس , من دون تبرير لهذا الموقف المخترق لبنود العضوية , والذي اتخذ بعجالة بدون اية دراسات مسبقة . من المعروف ان الانضمام الى اي تحالف سياسي او تجمع اقتصادي او اتحاد قومي , يتم عبر ميكانيزمات ومقومات الوحدة او التحالف وشروط متفق عليها من جميع الاعضاء المؤسسين والملتحقين , اذا فعلى اي اساس دعي المروك الى الانضمام للتعاون الحليجي؟ .
المجلس كما تشير بنوده فهو خليجي اقليمي , يجمع السلطنات العشائرية الرجعية , ذوي الانظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتشابهة وذوي مصالح مشتركة مرتبطة بالقوى الامبريالية العالمية وعلى رأسها امريكا , حامية عروش شيوخ هذه العشائر .
الدعوى للانضمام ليس كما يدعي البعض , تقديم مساعدات اقتصادية و البحث عن خزان بشري يقدم الايدي العاملة الرخيصة والكتائب المسلحة القمعية لحماية السلطنات الخليجية , فهذه المشايخ تملك جيش من العبيد وليس مجرد عمالة رخيصة كما انها تعاني من البطالة وتعيش ازمة اقتصادية ولا تستحمل تقديم مساعدات ولا استقدام ايدي عاملة مهاجرة جديدة , اما الجيش الدفاعي فتحت امرتها ما يسمى بدرع الجزيرة ( اخماد انتفاضة البحرين ) ووراءها اقوى دولة امبريالية تدافع عن مصالحها في المنطقة ( الحروب الخليجية ودور امريكا فيها ) .
الدعوى للانضمام راجع الى فكرة طارئة لكنها مرتبطة بلحظة تاريخية , من جهة فشل الانظمة الفاشستية القومجية في توحيد مستعمراتها المعربة , ونهجها لسياسة عنصرية استبدادية انتجت اليوم ثورات شبابية اطاحت برؤوس الهياكل المقدسة وانهارت معها مشاريعها الشوفينية , ومن جهة ثانية تنامي المد الثوري الامازيغي في شمال افريقيا وخصوصا في غرب تامازغا (المروك ) ومطالبتها بالاعتراف بالهوية الامازيغية للبلاد , ولقطع الطريق على الحركة الامازيغية ونضالها الشرعي من اجل الانتماء المحلي , استعجل المجلس العشائري لدعوى النظام الرجعي الاستطاني للانضمام للوحدة ّ العروبية ّ من باب التكتل الاقتصادي بزعامة مشايخ العشائر الرجعية الديكتاتورية .
انشاء مجلس التعاون الخليجي في حد ذاته كان بديل لمساعي ومشاريع التي سعت اليها القوى القومجية لتوحيد اقوام ما يسمى بالوطن العربي والتي فشلت فشلا ذريعا لا لسبب كون المشاريع كانت فوقية فحسب وانما كان فشلها شعبيا , بعتبارها لم تراعي المقومات الحقيقية لاية وحدة بين الشعوب .
رغبة مجلس المشايخ لتوحيد الانظمة الارستوقراطية التيوقراطية الاستبدادية لخنق نضالات الجماهير الشعبية التواقة للحرية والكرامة والمساوات والعدالة , ومنع الشعب الامازيغي من تحقيق اماله في تقرير مصيره بنفسه فوق ارضه الامازيغية عبر خطة دنيئة تتستر بالعامل الاقتصادي لتمرير مشروعها التاريخي الذي لم يستطيع ابادة الهوية الامازيغة طيلة 14 قرن , بواسطة الايديولوجية الاستلابية العروبية - الاسلاموية التي ركزت على العامل الديني للتاْثير على العقل الايماني الضعيف , انتج فكرة الوحدة بين مكونات متعارضة .
ما تمر منها خصوصا شمال افريقيا من ازمات هيكلية بسبب السياسة الكولونيالية والبحبحة المفترضة بعد الوحدة لا يعجل بالانضمام ولايلقي ترحيبا في صفوف الشعب الامازيغي , فالقراءة الخليجية للحظة التاريخية خاطئة والاعتقاد باعادة التاريخ , اعادة عصر الاستقطابات بعد رحيل الاوروبيين , من معبر العامل الاقتصادي ( ضم الصومال وجيبوتي و ... الى منطقة العروبة ) قد ولى و من دون رجعة . التجمعات الاقتصادية مبنية على المشتركات سسيو-اقتصادية وسياسية بدون ممارسة الاحتواء ولا ممارسة الاستلاب الثقافي , مبنية على الحرية والديموقراطية , و الوحدة القومية ( حلم اطراف العروبة الاستعمارية ) فهي مبنية كذلك على مشتركات تكونت عبر التطور التاريخي مستقلة عن ارادات الافراد والزعماء , فالمشترك الجغرافي والتاريخي والحضاري والثقافي واللغوي والنفسي , مشتراكات محددة للوحدة القومية , فعلى اي اساس سينضم الشعب الامازيغي لوحدة الخليج فلا تجمعه مع اهل الخليج افرادا وجماعات لا الارض ولا الحضارة ولا التاريخ ولا الثقافة ولا اللغة ولا قتصاد , فالمشترك الوحيد هو الدين ( مشترك بين جميع الشعوب المتمسلمة ) والدين هو لله والاوطان لشعوبها الحقيقيين .
الطموح للوحدة مع السلطنات الخليجية والحاق ايمازيغن بالعروبة , عبر عنه وزير الخارجية للسلطة الكولونيالية واكده الحاج ّ الشيوعي ّ المتكلم باسم السلطة الاستبدادية خالد الناصري , طموح جوهره الابادة الجماعية للشعب الامازيغي من دون اراقة الدماء ليس بتدويل الرأس مال لكن بالمسخ الهوياتي , المشروع الاستعماري سيفشل كما فشل من قبل لانه لم يدرك المقومات الحقيقية للوحدة واغفل صوت الجماهير الشعبية الامازيغية وحركتها المناضلة والمناهضة للكولونيالية والمسخ الهوياتي ولا ترضى الجماهير الواعية بوحدة وهمية تجمع السيد والعبد ولا وحدة بين المستعمر (كسر الميم ) والمستعمر ( فتح الميم ) , الامازيغ بالمرصادة للقوى المعادية للطبيعة والسيرورة التاريخية .
كوسلا ابشن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألأنظمام يعني سقوط النظام
ميس امازيغ ( 2011 / 5 / 14 - 18:26 )
تقبل تحياتي ايها الحر/انها النيرات التي الفت مخابرات الأنظمة الديكتاتورية اشعالها لألهاء الشعوب عن الأهتمام بالأولويات سيما في الظروف الحالية التي تعرف انفجار براكين غضب الشعوب من حكامها ,من الفساد ومن سرقة ثروات البر والبحر ان الديكتاتوريات العربية ارعبتها ثورات الشباب من اجل الكرامة والحرية لذا فهي تعمل ما في وسعها تحويل اتجاه تفكير الشباب لربح الوقت كما ان نجاح الفكرة اي انظمام المغرب هو في صالح العربان ولن يجني منه المغرب غير الذل حيث ان العربان سوف يستعينون باليد الحديدية للنظام المغربي في قمع الثورات كما انهم سيعملون على استكمال سياستهم الأستعمارية للشعب الأمازيغي وسلب هويته.لكن ايها الرجل الحر لا تنسى ان مجرد التصريح بانظمام المغرب سوف يكون الرصاصة الأولى الموجهة من قبل الشعب للنظام ولن يقبل بعد ذلك باي حوار فسقوط النظام سوف يكون المطلب الرئيس .
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. عاجل | طائرة مساعدات إماراتية ثالثة تصل إلى مطار رفيق الحرير


.. حزب الله يقصف قاعدة رامات ديفيد بصواريخ -فادي 1-




.. طواقم إسرائيلية تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد


.. مظاهرة ألمانية في برلين مناهضة للحروب في الشرق الأوسط




.. بلا قيود يستضيف أسعد درغام النائب في مجلس النواب اللبناني عن