الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن يصلح الصالحي ما أفسده المالكي

حيدر نواف المسعودي

2011 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لن يصلح الصالحي ما أفسده المالكي
حيدر نواف المسعودي
تبدو زيارة وزير الخارجية الإيراني صالحي الى العراق في هذا الوقت بالذات كزيارة الطبيب لمريض يحتضر لغرض إجراء جراحة ما له أو إعطائه دواء ما في الوقت الضائع .
فالمالكي وحكومته وائتلافه وحزبه يعيشون لحظات حرجة وخطيرة وحاسمة وهم على مفترق طرق مصيري وشفا هاوية خطرة.
ولاسيما مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأمريكية الغير مؤكد والذي مدد بموافقة المالكي الى شهر شباط من 2011 بحجة منح الوقت الكافي لقوات الاحتلال لنقل معداتها ، غير أن رئيس أركان الجيش بابكر زيباري كان قد صرح قبل أيام من هذا التمديد بان القوات العراقية غير قادرة على حماية سماء وحدود العراق في إشارة غير مباشرة لرغبته ورغبة حكومة سيده المالكي ببقاء الأمريكان لأطول وقت ممكن لتوفي الأمن والحماية لحكام المنطقة الخضراء .
وفي مقابل ذلك هناك رغبة إيرانية كبيرة وشرهة لاحتلال العراق بعد الانسحاب الأمريكي وهو ماعبر عنه النظام الإيراني ورموزه في أكثر من مرة ومناسبة بان إيران على استعداد لملء الفراغ بعد الانسحاب الأمريكي !!!
ثم تأتي زيارة صالحي في الوقت الذي تشارف فيه مهلة المائة يوم التي منحها المالكي لنفسه لإجراء الإصلاح والتغييرات التي لم تبن حتى الآن أي من بوادرها بل هناك انحدار وتدني وتراجع على كافة المستويات .
وهناك أيضا جريمة قتل سكان معسكر اشرف على يد قوات المالكي القمعية وبطلب وتدخل إيراني مباشر
وهناك أيضا فضائح الفساد الأمني والسياسي والمالي والسرقات التي تعصف بالمالكي وحكومته وأخرها استيلاء القيادي في الدعوة حسين الشامي على بناية جامعة البكر عن طريق القوة والرشاوي وتحت ستار المرجعية ، وفضيحة حادثة سجن مكافحة الإرهاب في منطقة الرصافة والتي أسفرت عن استشهاد ستة من منتسبي الأجهزة الأمنية بينهم مدير مكتب مكافحة الإرهاب في الكرادة العميد مؤيد الصالح، و11 من المتهمين.
وفضيحة تغطية المالكي ومدير مكتبه (أبو علي البصري) على تهريب أخطر السفاحين والقتلة من سجن البصرة إلى إيران لقاء 12 مليون دولار.!؟ والعلاقة بين الحادثتين .
كل ذلك الى جانب ما يعانيه المالكي من عزلة داخل حزبه وائتلافه وحكومته ومع القوى السياسية بسبب سياساته الخطرة واللامحسوبة ومحاولاته للانفراد بالسلطة والحكم وتجيير الحزب لخدمة مصالحه وتطلعاته وهو ما أشار إليه قياديين من حزب المالكي نفسه والذين أكدوا أن المالكي يحول استنساخ تجربة صدام مع حزب البعث وتجيير حزب الدعوة ليصبح حزب المالكي ، وكذلك انعدام ثقة القوى السياسية بالمالكي ولاسيما بعد تنصله من اتفاقاته مع شركائه السياسيين ولاسيما اتفاقه مع إياد علاوي حول مايسمى بمجلس السياسات الإستراتيجية والذي أجهض بسبب التدخلات والضغوط الإيرانية لإنهائه .
كل هذه الأسباب الواقعية والمعلنة وأخرى غيرها كثيرة لم تعلن بعد هي التي أتت بوزير الخارجية الإيراني صالحي لزيارة العراق وحكومة المالكي من اجل الأهداف التالية:
1. العمل والتنسيق من اجل رسم أشكال وأبعاد الدور ( الاحتلال ) الإيراني في العراق الانسحاب الأمريكي.
2. إيجاد السبل والوسائل وإعطاء الخطط والتوجيهات للمالكي للخروج من الأزمة الخانقة التي يمر بها بعد اقتراب نهاية مهلة المائة يوم ، وتوقعات قيام انتفاضة عراقية عارمة يوم 10 حزيران من المحتمل أن تؤدي بإسقاط حكومة المالكي وتداعيات ذلك على الدور الإيراني في العراق .
3. محاولات إيران لراب الصدع بين المالكي وقوى التحالف الوطني الأخرى والتي تقاطع وترفض حكم المالكي وسياساته وانحرافاته ولاسيما المجلس الأعلى والصدريين الذين هددوا بإعادة النظر في تحالفهم مع المالي فيما لو مدد بقاء قوات الاحتلال بعد موعد انسحابها .
4. الضغط على حكومة المالكي لإنهاء ملف معسكر اشرف للمعارضة الإيرانية وضرورة إخراجهم من العراق بأسرع وقت ممكن لما يشكلوه مت تهديدات خطيرة على نظام الحكم الإيراني بحكم قربهم من الحدود الإيرانية ولاسيما أن هناك تململ شعبي وسخط كبير يعم الشعب الإيراني وهناك ثورة تشتعل وللدور الذي يلعبه مجاهدو خلق في تأجيج وقيادة هذه الثورة المرتقبة.
5. محاولة إيران لمساعدة المالكي وإيجاد الوسائل والسبل للتستر على فضائح المالكي وحكومته المستمرة ولاسيما الأخيرة منها لخطورتها والتي فضحت عن تعاون من قبل المالكي وإيران والقاعدة.
6. توجيه النصائح والإرشادات والخطط الأمنية والاستخباراتية والعملية للمالكي في مواجهة وقمع المعارضين له والثائرين عليه من قوى سياسية وشعبية , ولاسيما الانتفاضة المرتقبة .
ولكن هل يستطيع الصالحي إصلاح كل هذا الخراب والانحراف والفساد والدمار الذي سببه المالكي للعراق أرضا ووطنا وشعبا ودولة غير قائمة حتى الآن .
ولعل الصالحي عمي أو تعامى عن رؤية ما يحدث في البلدان العربية من ثورات هزت وأسقطت أقوى عروش الطغاة ممن هم أقوى وأطول عمرا من المالكي وممن وقفت ورائهم قوى ودول عظمى وقدمت لهم كل الدعم والعون ولكنها فشلت في إبقائهم على عروشهم أكثر من ذلك أمام إرادة وثورة وغضبة الشعوب الثائرة والساخطة والغاضبة ، وصالحي يعلم أكثر من غيره أن نظامه وحكومته تقف هي الأخرى فوق بركان ملتهب ثائر من السخط والغضب الشعبي الذي سينفجر يوما ما ويسقط عرش النظام الإيراني الفاسد , الذي عم شره ووباله المنطقة كلها في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا وأفغانستان والبحرين وأخرها فضيحة شبكة الجواسيس الإيرانيين في الكويت ، ومن كان بيته من زجاج لايرمي بيوت الآخرين بحجر أيها ( اللاصالحي ).
[email protected]
http://www.facebook.com/profile.php?id=100000880466623








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام