الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى حزب التحرير: نعم كانت دولة الخلافة في بغداد ولكن ليست إرهابية

كهلان القيسي

2004 / 10 / 31
الارهاب, الحرب والسلام


بالرغم من إننا ضد القمع والإرهاب ومصادرة الحريات, إلا إننا قد نعطي الحق للنظام ألصدامي الذي حرم الأحزاب المتدينة بقصد أو بغير قصد, ولكن كانت لها فوائد جمة على المجتمع العراقي عموما(( الرجاء من بعض حديثي الثقافة عدم نعتنا بالصدامي-لأننا نحل واقع سياسيا مهما)) لأنها تبنت نظرية علمانية لأتفرق بين المذاهب إلا في مدى الانتماء والولاء لنظرية الحزب الواحد.
لقد قرأت في الأيام القليلة الماضية عن انتشار حزب التحرير الإسلامي المتطرف في العراق, الذي يريد عودة دولة الخلافة ألان في هذه القرون الحديثة, والذي حسب نظريته يتبنى مفهوم الدعوة ولكن الدعوة القسرية حسب نظرنا. ونقول إلى مؤسسي هذا الحزب ومنظريه ان العراق الكبير والعريق ليس المكان الذي تريدون, لان العراق بلد لم ولن ينشأ كدولة دينية سواء لكم أو لغيركم, وسوف لن يكون دولة قومية أبدا لان العراق مزيج وخليط متجانس منذ أقدم العصور منذ حمورابي إلى حتى دولة الخلافة التي تنشدون. وحتى زمن دولة الخلافة كان العراق ظاهريا مسلما ولكن في داخلة المسيحيون واليهود والصابئة تعايشوا مع المسلمين. حيث حفظت لهم حريتهم الدينية والدنيوية.
أما الإرهاب فيمكن تصنيفه بعدة وسائل وطرق وأصناف, وليس حسب المفهوم الأمريكي أما أنت معي او انك إرهابي. فالإرهاب يبدأ من ابسط المصطلحات, ومنها أن تفرض رأيك على شخص فهذا إرهاب, أو أن تظلم فهذا إرهاب, حتى وان كنت شيخا دينيا ورعا وأنا تابع لك وترهبني بعذاب اليم في الآخرة هذا أيضا إرهاب.وان تزور حقيقة تاريخية أو شخصية لمطمع ما هذا أيضا إرهاب.هذا إذا كان الإرهاب على المستويات البسيطة أما الإرهاب الأعظم فهو إرهاب الدول والأديان والمتسلطين. وهو أشدها وأكثرها إيلاما.
العراق دولة قامت على أساس علماني منذ أقدم العصور منذ زمن حمورابي الذي أنهى نظام الدولة الدينية التي كانت تسير البشر باسم الدين, ولكن المشرع حمورابي وقومه أوجدوا دولة تقوم على سيادة القانون الذي يضمن حق المسكين( المشكينو) من المتسلط الجبار. أما في تاريخها الحديث كدولة سياسية لم يكن العراق دولة ذات طابع ديني, لان الدين والسياسة نقيضان إذا اجتمعا فرقا الشعوب.
نحن نعرف بعد أن جاء البعث إلى السلطة بالرغم من إن كان من اكبر قيادية من الشيعة, إلا انه تبنى نظرية الولاء للحزب. وحاولت الأحزاب الشيعية استغلال الطائفة لغرض محاربة النظام وهذا هو نوع من الخلط السياسي الذي يقع به معظم الشرقيين وهو استغلال كل ما هو ممكن حتى وان أدى إلى الهلاك إلى الوصول إلى الأهداف. وعندما كنت في مرحلة الدراسة الإعدادية اختفى 5 من زملائي الطلبة ( وبالمناسبة هم من طوائف وأعراق مختلفة) وبعد سنة أفرج عنهم وتبين إنهم ينضمون إلى حزب سياسي سني كان ضد النظام ألصدامي. وهذا يعني على الأقل دعم لما نتقول في إن النظام السابق كانت نظرية قائمة على كل من يريد السلطة فهو ضدي وكل من يريد الحياة الدنيا فهو حل مني. فكان من الشباب من يؤدي صلاته دون وازع وكان الباقي يمارس حيته الدنيوية حسب أهوائه.
ومن هذا المنطلق نجد إن العراقي في الثلاثين سنة الماضية عرف طريق واحد وهو أما أن تكون إنسان ليس لك علاقة بالسياسة أو التدين السياسي فأنت حل من الظلم أما إذا كنت عكس ذلك فالويل لك. فتعاون من تعاون وعارض من عارض والنتائج كانت معروفة للجميع.
أما وضع العراق الحالي فهو أسوء من وضع صدام ونظامه . نحن نعرف إن النظام كان أحادي الجانب في كل شيء. ولكن ما نحن فيه ألان هو تعدد الو لاءات, من ولاء طائفي إلى ولاء مذهبي على ولا ء مصلحي إلى ولاء ثأري.
وضع العراق ألان أصبح وكأنه أخر قطعة خبر في عالم الجياع, والجياع هم دول وطوائف وأشخاص. فالكل يريد تبليل وتغميس خبزه حسب ما يشاء,
الدول معروف مطامحها ويمكن التعامل مهما لان همها ثروة البلد أما الطوائف تريد سيادة طائفتها على حساب الأخرى وهذا تخريب للنسيج الاجتماعي و والوطني والأشخاص الأذكياء هم من يحاولون استغلال المغفلين لتنفيذ ما يريدون.
إن وجه العراق الحضاري والمتمدن ليس كل من ترك شعر ذقنه ينمو ووضع خرقة على رأسه ووجه العراق ليس لص أراد جني الأرباح من الحوا سم ووجه العراق ليس من كره نظام أمريكا ويريد محاربتها بدم العراقيين.
إن وجه العراق الحضري هو دولة واحدة لشعب واحد الدين فيه لربهم والوطن للجميع من أراد الدين فله ومن أراد الدنيا فله لا تكفرني ولا أكفرك
دولة قانون حمورابي الذي ضمن حتى حق العبد في الحرية .
يا حزب التحرير وأنصار الإسلام الذين ابتليتم السنة بتسميتكم الجدية صفوا حساباتكم مع جلال ومسعود والأمريكان بعيدا عن بغداد, وجهاد وتوحيد مكانكم ليس في العراق لأننا موحدون, ويا قاعدة الأمريكان ابتعدوا عن أهل العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و