الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه الثاني لكارثة أبوقرقاص؟

سعد هجرس

2011 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لولا أن الذي يتحدث معي رئيس محكمة لما صدقت حرفا واحدا مما قال.
وما قاله المستشار شريف رشدي بالغ المرارة، وبالغ الخطورة، وينسف كل ما تردد من قبل، وتناقلته وسائل الإعلام حول حادث أبوقرقاص الأخير.
وللتذكرة فقط.. فإن القصة المتداولة بهذا الصدد تؤكد تورط علاء رشدي المحامي ـ والشقيق الأكبر للمستشار شريف ـ في هذا الحادث الذي تم إسباغ صبغة طائفية عليه.
لكن علي النقيض من هذا التبرير الطائفي لما وقع في أبوقرقاص، قدم رئيس المحكمة وجها آخر لنفس الحادث، لا علاقة له بالدين، وإنما هو وثيق الصلة بالسياسة وتحديدا بسياسة الحزب الوطني المنحل.
كيف؟!
تبدأ الحكاية في انتخابات مجلس الشعب قبل الأخيرة، أي انتخابات 2005، التي رشح علاء رشدي نفسه فيها أمام منافس من قيادات الحزب الوطني يحتل مقعد الدائرة في المجلس لمدة ثلاثين عاما متصلة، أي بطول مدة وجود الرئيس السابق حسني مبارك في الحكم.
وحصل علاء رشدي في الجولة الأولي علي 18 ألف صوت، نصفها علي الأقل لناخبين مسلمين، وتم إسقاطه بالتزوير في جولة الإعادة كالعادة. وتكرر نفس السيناريو في انتخابات 2010 .
وبعد ثورة 25 يناير وما ترافق معها من تطورات سياسية أصبح »طبخ« نتائج الانتخابات مستبعدًا بشدة ومن هنا بدأ القلق يساور فلول الحزب الوطني ونائبها الدائم في المجلس وبدأت هذه الفلول في تدبير المكائد لعلها تنجح في إزاحة المنافس غير المرغوب فيه وتخلو الساحة أمام النائب »الوطني« إياه، حتي لو كان ثمن هذه المكائد إشعال النار في نسيج الوحدة الوطنية.
أحد الاتهامات التي تم توجيهها للمحامي علاء رشدي أنه ضرب أحد المواطنين وجذب زوجته من النقاب محاولا نزعه عن وجهها.. فما كان من اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا إلا أن رد علي هذا الاتهام بقوله إن المعلومات المؤكدة لديه أن »علاء« كان بالقاهرة في ذلك الوقت ولا يمكن بالتالي محاسبته علي واقعة لم يكن مشاركا فيها.
في اليوم التالي نشب خلاف بين أسرتين مسلمتين، قتل فيه اثنان من المواطنين المسلمين ورغم أن المسيحيين لا علاقة لهم بالحادث فإن نفس الفلول قامت بإثارة المئات من المواطنين وقادوهم إلي إحراق 36 بيتا من بيوت المسيحيين بعد نهبها فضلا عن تحطيم محلات وسيارات.
وإمعاناً في إثارة الفتنة قام عدد من البلطجية بالاستيلاء علي »كوفي شوب« يملكه علاء رشدي وفرشوه بالحصير ورفعوا عليه لافتة مكتوبًا عليها: »مسجد الشهداء« وظل هذا الوضع إلي أن جاءت القوات المسلحة وأزالت التعدي عن المقهي. وفي تلك الأثناء كان عدد من وسائل الإعلام يردد أن »علاء« مقبوض عليه، وهو ما لم يكن قد حدث بعد!
في اليوم التالي جاءت قوات من الجيش والبوليس علي رأسها الحاكم العسكري لمحافظة المنيا عز الدين الحسيني.. دخل إلي منزل علاء وحدثه قائلاً: أنا حضرت لأشرب عندكم شاي وبعد محادثة ودية قال لعلاء: تعالي معي يا علاء بك إلي مكتب المحافظ الجديد لتهدئة الجو بين المسلمين والمسيحيين، وقد كان.. حيث ذهب مع الحاكم العسكري إلي النيابة العسكرية بالحي العاشر بالقاهرة، حيث تم حبسه بالسجن الحربي بالهايكستب علي ذمة التحقيقات.
وقد طلب النائب العام ملف القضية في الوقت الذي استلم فيه الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء تقريراً من محافظ المنيا يؤكد أن علاء شخص حسن السمعة، وأنه ينتمي إلي أسرة محترمة، أبوه نقيب المحامين بالمنيا سابقا وشقيقه رئيس محكمة وشقيقه الثاني مدير مكتب مساعد أول وزير الداخلية لشئون الأمن المركزي بالإسكندرية، وشقيقه الثالث مدير شركة أجنبية، ويحظي بشعبية في أبوقرقاص بين المسلمين قبل المسيحيين.
واختصر المستشار شريف رشدي روايته للأحداث في عبارة موجزة نصها: »القصة وراءها بلطجية الحزب الوطني والسلفيون ليس لهم علاقة بالموضوع أو بالاستيلاء علي المقهي وتحويله إلي مسجد.. فالمسلمون المعتدلون قالوا علنا: الصلاة حرام علي أرض مغتصبة«.
الوقائع مذهلة.. ولولا أن من رواها لي مباشرة مستشار ورئيس محكمة يعرف قيمة ومعني شرف الكلمة.. لما صدقتها.. فهل وصل الإجرام بفلول الحزب الوطني أن يستغلوا الدين بهذا الشكل البشع من أجل صراعهم السياسي واستماتتهم في التسلل إلي مجلس الشعب حتي لو كان ثمن ذلك إحراق الوطن؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و