الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة العراقية وبرلمانها يطلقان النار على المرجعيات الدينية

حامد كعيد الجبوري

2011 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الكل يتذكر انتخابات البرلمان العراقي الدورة الأولى عام 2006 م التي حشدت لها الأحزاب الدينية سنية وشيعية واعتبرتها معركة وجود ، وحينها بدأت التصريحات من مراجع الدين شيعة وسنة ، كل ينتصر لطائفته تثقيفيا ليحصد من الأصوات ما يؤهله للفوز على الجانب الآخر ، ومؤكد أن تلك الانتخابات هي التي كرست الطائفية السياسية في العراق المبتلى وبدأت عمليات الذبح على الهوية من كلا الجانبان ، وهذه الانتخابات أوصلت الكثير من القتلة والذباحين للبرلمان العراقي ، ونتذكر كيف تحركت الأحزاب الدينية لتستخدم الدين وسيلة لمبتغاها وكان لها ما أرادت ، ولا أريد التحدث تفصيلا بذلك وكيف أستغل البرلمانيون المقدسات الدينية وعلماء الدين ، وفتاوى التحريم من أن تنتخب غير أبناء طائفتك وملتك ، ثم بعد ذلك بدأ هؤلاء البرلمانيون والسياسيون يحطون رحالهم لدى مراجع الدين لأخذ النصح والبركات منهم ، حتى خيل للكثير من السذج بأن هؤلاء – المراجع سنة وشيعة - هم من يقود البلاد بفتاواهم وتوجيهاتهم ، وحين عرف مراجع الدين بأن هؤلاء لا يمثلون إلا أحزابهم الدينية لذا بدئوا يسحبون ثقتهم من هؤلاء السياسيين والبرلمانيين شيئا فشيئا ، وحين انتخابات عام 2010 م بدأت التصريحات من المراجع بأنهم يدعون الشعب العراقي لأن ينتخب الأصلح ، ومع ذلك وردت من هنا وهناك أكثر من تلميح لكي ينتخب الناس نفس القوائم التي سبقت ، وجرى ما جرى ووصل الى البرلمان العراقي قوائم يعرفها الجميع ويعرف تاريخها وعدم تقديمها شئ يذكر لصالح المواطن والوطن ، وبدأت عملية تقسيم الغنيمة بين الفرق المؤتلفة سرا ، والمختلفة علنا ، ووصلت المحاصصة المنفعية الى درجات المدراء ونزولا لأقل المستويات ناهيك عن الوكلاء للوزارات ، والوزراء أنفسهم ، وبدأت عمليات السطو والاستحواذ على المال العام علانية وبلا رقيب ، ولم تكتفي هذه الأحزاب بما قسمه لها السيد المحتل بل لجأت لتأسيس الشركات النفطية وشركات النقل وشركات الحمايات الأمنية ، وأصبح من كان عالةً على الدولة الفلانية ودخل الى العراق مع المحتل ( حافي ) كما يقال يملك ما يسمى ب ( سعفة ) قياسا الى المال الذي قدمه – المسروق طبعا – الى الشركات المختصة في الأمارات العربية المتحدة ليعطى ( سعفة أو اثنتين ) في نخلة الاقتصاد الإماراتي ، ولأن النظام الديمقراطي نظام فضائحي كما يقال لذا فقد عرف العراقيون بأسماء تجار السياسة الجدد ، ولأن هؤلاء بدأت سيوف أحزابهم تصل لرقاب الكثير من العراقيين ، ولاستئثارهم بالمال العام والوظائف لهم ولأبنائهم وأقربائهم لحد الدرجة العاشرة ، بدأ الضجر يدب لجسد المجتمع العراقي ، وبدأت انتقاداتهم تصل الى أذن المراجع الدينية ، ولخوف هذه المراجع من فقدان الهيمنة على الناس ، ووصول أحاديث الناس لهؤلاء المراجع الذي بدئوا سحب البساط من تحت أقدام هؤلاء الساسة المنتفعون ، تحركت الحمية العقائدية لدى المراجع وبدئوا بإطلاق تصريحات من هنا وهناك وعلى لسان ما يسمى وكلاء المراجع منددة بسوء أداء الحكومة العراقية وبرلمانها العتيد ، وبدأنا نسمع بما يسمى خطب الجمعة وهي تتحدث بألم المراجع لما وصل إليه حال العراقيون ، وآخر تلك المفارقات التي تحدث عنها المراجع هي ألفاء نواب رئيس الجمهورية لأنه منصب تشريفي ليس إلا ، وتقليل رواتب الرئاسات الثلاث ، وبعد أخذ ورد ، ونفي وتأكيد ، ورفض وقبول ، لم يستطع البرلمان العراقي من تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث ، وأزاد الطين ( بلة ) بعد أن تم أنتحاب نائب ثالث لرئيس فخري تشريفي ، والمجيء بنائب ثالث مرفوض من الجميع إلا من قائمة التحالف الوطني ومن سار بركبها ، بمعنى أدق ان الحكومة العراقية وبرلمانها رأت اليوم أن لا حاجة لهيمنة ما يسمى بمراجع الدين على العملية السياسية ، ومن الأفضل لها – الحكومة والبرلمان – إنهاء هذه الهيمنة بعد أن وصل الجميع من الساسة والبرلمان من الاكتفاء الذاتي ، لا وبل أصبح لهذه الأحزاب مراجع – وعاظ سلاطين – جديدة يقتدون بها ، وهنا أذكر طرفة أجدها مناسبة جدا لمثل هذا الموضوع ، يقال أن رجلا فقيرا وبسيطا جدا له زوجة خارقة في الجمال ، وقع بصر أحد ( الموامنه مفردها مومن ) عليها فتعشقها بسره وقرر ان يطلقها من زوجها ويتزوج بها ، وبدأ يتربص بالزوج المسكين ، أحد الأيام وجد ( المومن ) ذلك الزوج يقضي حاجته ، فصاح بأعلى صوته ماذا تفعل أنك تقضي حاجتك وجسمك مستقبل للقبلة الشريفة ، فزع الرجل – الزوج – وقال ( مولانه والله ما أدري ) ، أجابه أتدري أن زوجتك لا تحل لك بعد الآن ما لم تتزوج بغيرك وإلا فأن غضب الرب سيطالك وتدخل بسببه النار ، قال الزوج المغفل وما ذا أفعل مولاي ، قال لا عليك طلقها وبعد العدة سأتزوجها حفظا لها عندي ومن ثم أعيدها لك ، تم الطلاق وحققت غاية ( المومن ) ورفض تطليقها بعد أن ذاق عسيلتها ، في أحد أيام أداء المراسيم الدينية وجد الزوج المطلق الزوج الجديد ( المومن ) وهو يقضي حاجته مستقبلا القبلة ، فرح الأبله بذلك وقال مخاطبا ( المومن ) ، ( شيخنا طلكها المرتي حتى أردها ألي ) ، أجابه ( المومن ) لماذا ، أجابه لأنك تقضي حاجتك وأنت متجه لقبلة الله ، أجابه ( المومن ) هازئا ( لا عمي أني داير راسه ) . للإضاءة فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الارهاب على اشكاله يقع
عباس فاضل ( 2011 / 5 / 13 - 21:59 )
الان وقد ثبت ان من يهرب القاعدة هو المالكي وحزبه , وايران تستقبلهم كما انها هي التي ادخلت انصار الاسلام (قاعدة) الى العراق عام 1991 وحاربوا الى جانب الميليشيات الشيعية والكردية , فهل من دليل اقوى ان الارهاب واحد وان تبدل لون العمامة


2 - الارهاب على اشكاله يقع
حامد كعيد الجبوري ( 2011 / 5 / 14 - 03:21 )
لا يا اخي لا اعتقد ان حزب المالكي يهرب رجالات تنظيم القاعدة وأن ما ذكر ليس إلا حربا مصلحية بين أحزاب السلطة ليس إلا شكرا لقرائتك موضوعتي


3 - وجهان لعملة واحدة
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 5 / 19 - 21:38 )
الاستاذ حامد كعيد
ان الاثنان السلفية والاصولية وجهان لعملة واحدة وهدفهما المشترك هو انهاء الروح الوطنية لدى العراقيين واحياء النعرات القبلية والطائفية وتمزيق الوحدة الوطنيه لان هذه الفايروسات لا تنمو الا في العفونة والنتانة

اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر