الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاهي الشاعر وريح النوافذ (عن الشاعر عبدالكريم كاصد)

خليل مزهر الغالبي

2011 / 5 / 14
الادب والفن



خليل مزهر الغالبي
بالأمس القريب صرح الشاعر -عبد الكريم كاصد- عن نوافذه وانصتنا اليها، وهو تصريح شعري اشبعنا بجميل القول والكيفية الشعرية الحاضنة لحنين الشاعر وعتبه واشياءه المتعلقة الأخري ،بغيابها الذي ألغي معظمها التاريخي الجميل، لمرور قساة الحياة عليها كثيراً، لذا هو تصريح حمل كثير الشاعر الحزين والمحتج لتغيبه، لما فيها من منع قد عملوه أولائك الطغاة لمراد لمه الشاعر والانسان،الذي لمنا نحن كذلك لعندية الشاعر الجمعية،أي لكونية الشاعر المفتوحة دائماً مع الاخرين وعلي كل ضرفيتها الزمنية والمكانية التي نقشها وضمها مخيال الشاعر،لذا وقفنا سويتا ًمع الشاعر الوطني ببصريته العراقية وفتحنا تلك النوافذ رغم ما شابه وشابنا نحن منها من حزن وبعض نكوس رشها عليها الزمن الصعب، لمنع الطغاة لفتح فرحها المنتظر.
،لذا رحنا الان نعدوا باحثين لنجلس في مقاهيه العريقة ببصريتها العراقية الجميلة،و التي فتحها هذهِ المرة في قصيده الشعري وعلي طول عراقيته،هذه العراقية التي لفها هي الأخري بتساؤلاته الحزينة لحنينه الطافح لها، كما اراد منا أن نجلس علي تخوت هذه المقاهي لنملؤها وتملؤنا اسقاطات ذكري لذيذة عليه بتاريخ المكان والاصدقاء كزمن حصل وحمل الينا احلام قد طاردنا الطغاة في حملها.
هذه المقاهي التي قال عنها بعنونتة لنا - مقاهٍ لم يرها أحد - لكنا رأيناها وعرفناها كثيرها في اول رؤية واول تلقي لقصيده هذا، وذلك لعراقيتها العزيزة التي اطلقها النص من وجوديته الشعرية الجميلة، لذا رحنا نتنفس رائحة المقاه ٍ وهي رائحة اختها - نوافذ - الأمس التي التقينا بها وفتحناها وقد البس الشاعر - عبد الكريم كاصد - قصيدتيه سويتاً لباس شيد الحنو واللهف كما في قوله...
اَواه
يا لذاك المقهي
كم يبدو بعيداً...!!!
كيف تري
اجتاز إليه سنواتي
لأ لامس سدرته الواقفة ابدا ً
عند الباب
هذا ما حمله الشاعر من مقاهيه في جلباب ذاكرته ولهافها...خاصة في لقاءه معها عند زمن العودة من منفاه،لذا راح يصرخ لماذويته السائلة عن رحيل اشياءها التي يريد،هذه الاشياء المحتشدة عند ذاكرته الطويلة والواسعة، لابتعاده الذي غلفته القوي القاتلة للأنسان والطاردة لحلمه اللذيذ، وهذا واضح حين اسمعنا قوله الصائح المحتج...
المقهي لم يعد في مكانه
الشارع لم يعد في مكانه
الناس لم يعودوا في أماكنهم
حتي الموتي غادروا الي قبور اُخري
عما تري تبحث
ايها العائد
وقد اكد الشاعر عودته ولقاءه الحزين عند مدلولية قوله - أيها العائد- وأيقنا به، لقد نجح الشاعر في إيجازة اللغوي من تلميح واشارات وايمائات انتشرت بجمالية ايصاليتها الشعرية والتي تماهت مع ثيمة القصيدة أي لطبيعة ثيمته العاصية عن الصمت، بل ألهَجها الشاعر بطلباته لطول فراقه وبعده عنها، حيث منفاه القصي والذي ملؤوه رجال الشرطة بالمفازات المستهترة في قسوتها، ومن ذلك احسسنا بنوعية اللغة والمفردة التي حملت اعباء تصريحية النص الشعرية وهي نوعية مقاربة لنواح وبكاء لفراق اشياءة الغالية علية،فها هو في تسائله عن كييفة مقهاه التي فارقها لكنه لم يفارق حنينه اليها لما لها وما عليها من ذات الشاعر التاريخية...
مقهي
تقابله دكة
ونهر
عند الدكة ثمة من يجلس ُيرتشف الشاي
ويحدق في مرأة المقهي
حيث تمر الحوريات
في الشارع ام في النهر؟
المقهي ما عاد هناك
ومن بقايا محنة الشاعرة الشجاعة بحنوها الحاضر بتلابيب ذاكرته، وفيها التصريح المحتج عن رجالات القتل،ومن خلال إحضاره لمشهد الموتي المشنوقين امام اهالي المدينة والتي صورها الشاعر بمداها المستهتر لكيفية تنفيذهم للقتل امام الناس لاخافتهم لاي تصدي لهم من هنا اوهناك...وكما اوصلتها شاعرية - عبد الكريم كاصد - لنا في خلقه لمناخاتها المنفذة للقتل والذي تماهت بها مخيلة الشاعر في ذكره المقهي العزيزة عليه...
لا أدري مالذي يسر في هذا المشهد
ثلاثة مشنوقين تتدلي ارجلهم في الهواء
وشجرة وحيدة
وناسٌ يحتشدون
وقد يفضل الجلوس بعضّهم هناك
في المقهي الذي يقابل الشجرة
محدقاً
في الأرجل التي تتدلي في الهواء
الأرجل التي تهبط بعد قليل
لتغادر المكان الي الأبد
ومما ذكره الشاعر من جميل مقهاه هذا الجمال الذي فارقة ولم يجده ولم يجد مجالسية، وقد بان وسع حزن تساؤلاته الكثيرة عنها وعنهم،هذه التساؤلات التي رأينا كثير اَهاتها المتطايرة منها وكما هو واضح في تصريحيته الشعرية هذهِ...
ذلك المقهي الموشك علي الطيران
كمركبة فضائية
لمْ أرهُ حين عدتُ إليه
ولم اري روّاده...أصدقائي
أين هم الان ؟
في أي كوكب يا تُري؟
لذا ظل الشاعر- عبد الكريم كاصد - مصرح جمعي لخصوصيته الانسانية والوطنية والخاصة لاناسة الفقراء الطيبين.
وهنا يمكن ان نقول -لو امتلك الانسان - عبد الكريم كاصد - مال وسلطة وما طاب له،فانه لا يعتزل عن قول الشعر بل يحتج كما قال - خذوا مالدي ودعوني لاتنفس شعري-... ان كتابته للشعر هو تعمق للسهل الممتنع بل فيه المتداول الغير متداول شعريا في معظمه المستخدم فمقاهيه هذه هي مجموعة علاقاته التأريخية لذاته مع الاخرين الطيبين والرافضين،ان سمعنا هنا او هناك اسم طاغية قد خرب هذه المقاهي او اغلقها او اخر قد كتب تقاريره السرية للدوائر امن السلطة علي نزلائها، فهو يقولها من اجل تمتين هذه العلاقه البشرية مع الاصدقاء والرفاق واهل الحي والبعيدين... اطفال كانو او عجائز، مقاهي او قصائد حب ٌكان ام موقف صعب رشه السلطان الغاشم علي أيامه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رمزعراقي اصيل
رحيم الغالبي ( 2011 / 5 / 13 - 23:24 )
رائع ماكتبه عن المبدع العراقي الرمز النبيل

اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس