الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمة الديمقراطية هوية إنسانية جديدة (حول التطور اللادولتي) 2-2

دانا جلال

2011 / 5 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


( إننا لا نحد أو نحصر مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية بذاتنا فقط، ولا نعتمدها من أجل الأثنية الكردية فقط، فربما الأكراد يقودون هذا الأمر في يومنا ولكن مفهوم الإدارة الذاتية الديمقراطية مشروع يشمل تركيا بكاملها. .. بل هو مشروع يمكن تطبيقه وتطويره من أجل العراق والشرق الأوسط أيضاً.) ( اوجلان)

البعد الثلاثي للفضاء وأحادية الخطاب السياسي :- تَجدُ الأمم المقهورة في "عالمٌ ديمقراطي " وقوانين عابرة للقارات ملاذها الآمن ومنطلقها صوب الحرية . العالم الأفضل و الذي يتشكل لمواجهة العولمة الرأسمالية هي "القرية الكونية الديمقراطية " ، قرية تختفي فيها الهويات المُتعارضة والمُهيمِنة ، تتطابق مصالح شعوبها وتُبعثُ الأمم التي حُرِمَت من إنشاء دولتها القومية، ومنهم ( " الكورد"الفلسطينيين" الامازيغ ") وهم الأكثر تفاعلا مع العولمة الديمقراطية، لان نضالهم يمتزج فيه "القومي "مع "العولمي" ، حيث ثنائية المسار " النضال من اجل ممارسة حقهم المشروع بتقرير المصير والنضال من اجل الانتماء للقرية الديمقراطية دون المرور بالدولة القومية" . ويمكن اعتبار الطرح الاوجلاني لمفهومي الأمة الديمقراطية والكونفيدرالية الديمقراطية بين الشعوب خطوة مهمة على صعيد إنشاء القرية الكونية الديمقراطية التي تمتلك خصوصياتها، ومنها خصوصية الانتماء بطرق مختلفة، يمكن تسميتها ، بالمشاركة"اللا دولتيه "، أي الانتماء للعالم الجديد دون المرور بالدولة القومية، وهذا الأسلوب يمكن أن تطرحها تلك الأمم تزامنا مع إنهاء الآخرين لدولهم القومية. وفي هذا المجال كان بإمكان كورد الجنوب وهم على مشارف دولتهم القومية أن يلعبوا دورا مهما على صعيد النضال ضمن المسارين ( حق تقرير المصير و مشروع الكونفيدرالية الديمقراطية )، فمؤسساتهم وهم في وضع شبيه الدولة تمثل بنى تحتية لهكذا مشروع. النجاح في جنوب كوردستان كان بحاجة إلى دمقرطة الخطاب القومي والتعامل مع ما طرحه اوجلان في مفهومه عن الأمة الديمقراطية والكونفيدرالية الديمقراطية بشكل جاد من خلال موقعهم الاستراتيجي لا على صعيده الجغرافي بل على صعيد جغرافية "تجاورهم" و"تداخلهم " بين الشعوب حيث يمثل الكورد حلقة الوصل بين الشعوب العربية والتركية والفارسية .
هل نجح كورد الجنوب وبشكل أدق أحزابهم بالعمل ضمن حزمة ديمقراطية متكاملة ضمن فضاء متعدد ؟ لمعرفة هامش نجاحهم ونص هزيمتهم يجب تناول الموضوع من خلال الفضاء الثلاثي الأبعاد الذي فرضه واقع التجزئة الكوردية والتي كانت نقطة ضعف على مدار تاريخهم ويمكن جعلها نقطة قوة من خلال مشروع الأمة الديمقراطية وكونفيدراليتها ، لان إنهاء الدولة القومية وإلغاء حدودها يجعل من الخصوصية الكوردية قوة ، حيث التقسيم على أربعة أي بين أربعة دول يجعلهم حلقة للوصل وجسرا للتواصل بين الشعوب العربية والتركية والفارسية.
1- الفضاء الجزئي:- بعد إنهاء سلطة الجبهة الكوردستانية التي كانت تضم غالبية الأحزاب الكوردية شهد الإقليم ثنائية السلطة بين (البارتي والاتحاد). حزبي السلطة ورغم نجاحهما بتوفير الأمن لمواطني الإقليم في منطقة رخوة على الصعيد الأمني لم ينجحا ببناء النموذج الديمقراطي رغم توفر الظروف الموضوعية والذاتية. غياب الدستور في الإقليم يبقى العنوان الأبرز في المشهد الكوردي إن لم نقل إنها القراءة التي لا تقبل التأويل لحقيقة الوضع و صورته الرمادية التي تكتمل من خلال المعارضة البرلمانية المتمثلة بحركة التغيير التي تمثل الامتداد الإيديولوجي لحزبي السلطة والإسلاميين ومشروعهم بدولة دينية تمثل" الهزل التاريخي الذي يتكرر باختلاف أشكال الجريمة.
2- الفضاء الوطني :- الأحزاب الكوردية لعبوا دورا ايجابي في صياغة الدستور العراقي وتحريره جزئيا من السلطة المطلقة للدين الإسلامي كمصدر وحيد للتشريع ، إضافة إلى نجاحهم في فرض النظام الفيدرالي وان كان المنطلق قوميا فان الفيدرالية هو انتصار للديمقراطية في دولة متعددة القوميات. الفشل تمثل بدخول الكورد من خلال أحزابهم القومية في صراع الهويات كما فعل الإسلام السياسي والأحزاب القومية العربية. رفع شعار وخطاب الهوية من قبل الكورد لم يضعف دورهم الوطني فحسب بل وأبعدهم عن دور الديمقراطي و حلفائهم التاريخيين من الشيوعيين والقوى الديمقراطية العراقية.
الفضاء القومي :- المتمثل بـ الفضاء الكوردستاني في أجزائه الأربعة ، حيث فشلت تجربة الجنوب بان تتحول إلى قاعدة قومية ديمقراطية للشعب الكوردي وحركته التحررية في بقية الأجزاء ناهيك عن الفشل بالتأثير في الامتداد الإقليمي ومراكزه ( أنقرة – طهران – دمشق) . ان عقد مؤتمر قومي كوردستاني يضم الأطراف الرئيسية للحركة التحررية الكوردية ومؤتمر الأمة الديمقراطية الذي يضم القوى الديمقراطية العربية والفارسية والتركية والكوردية كما اقترحه الزعيم الكوردي عبد الله اوجلان في بغداد أو اربيل يمثل بداية الطريق لوضع خارطة طريق قومية ديمقراطية لا للكورد بل وللشعوب العربية والتركية والفارسية اجل البحث عن بديل ديمقراطي يخلق الظروف الموضوعية لولادة الأمة الديمقراطية التي تلغي الدول القومية وحدودها التي كانت وتبقى جرحا تاريخيا ينحر المشترك ولن يكون ذلك إلا من خلال الكونفيدرالية الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات