الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطورات الحديثة في تغذية الدواجن

محمد علي مكي

2011 / 5 / 14
الطب , والعلوم


التطورات الحديثة في تغذية الدواجن
إن التطور الحاصل في تغذية الدواجن جاء نتيجة الحاجة إلى إظهار القدرة الوراثية الكامنة في الطيور المرباة بشكل كامل . خلال الـ (50) عاما المنصرمة تم تطوير أنظمة معقدة من اجل ضمان نوعية و جاهزية العناصر الغذائية في كل من المواد العلفية و العليقة . مما يسمح بتجهيز الطائر بالمستويات على الدقيقة من احتياجاته للعناصر الغذائية من اجل الإنتاج.
ونحن على بعد خطوة واحدة من إعطاء الطائر ما يحتاجه من طاقة غذائية للإنتاج بدقة عالية جدا.
بتطور قدرة الوراثية وخصائص الدواجن ’ تم تطوير خصائص العليقة لملائمة احتياجات السوق ... هذه الاختلاف كانت قليلة عموما بسبب أن احتياجات الإدامة أو الصيانة في العليقة قي تم تثبيتها . وعلى الرغم بعض الاستثناءات الواضحة ’ فان تركيب البيض واللحم من الصعب تغييره بواسطة العليقة.
إن التغييرات الحاصلة في العليقة وتركيبها هي انعكاس إلى التغييرات الحاصلة في المقاييس التي تصف كفاءة الإنتاج ونوعيته. فمثلا الاهتمام حديثا بكتلة البيضة كنظير لوزن البيضة وكذلك احتياج الطير من العناصر الغذائية لغرض الوصول إلى المناعة المثلى للطائر وليس فقط الحصول على الزيادة الوزنية البسيطة أو كفاءة التحويل التقليدية.
كانت الأهداف السابقة في معمل تصنيع العلف تقتصر على ضمان وجود العناصر الغذائية بصورة كافية في العليقة بالإضافة إلى التقليل من محتوى العناصر الغذائية المعادة.
في حين أن التقنيات الحديثة مثل تحليل الأشعة الحمراء القريبة (NIR) يتيح التعرف الفوري على العينات الشاذة لمعقدات العناصر مثل الأحماض الامينية والطاقة. وبواسطة استخدام وتطوير برامج السيطرة النوعية ’ أدى إلى تراكم البيانات لعدة سنوات ’ الأمر الذي ساعد على بناء قاعدة بيانات واسعة تساعد على اتخاذ قرارات مستقبلية أكثر صحة و صدقية.
التأثيرات الخارجية
طورت كل الشركات العالمية المنتجة للدواجن نفسها لتلائم معايير المجتمعات المستهلكة حيث أثرت الحقائق التغذوية لمنتجات الدواجن بشكل كبير على تغذية الدواجن لغرض توجيهها لتحقيق منتجات خاصة ’ في حين أن الحاجة لتجنب العناصر المضادة الغذائية الطبيعية أو الاصطناعية التي تؤثر على الطير والإنسان معا قد شغل حيزا كبيرا من تفكير منتجي الأعلاف.يعتبر العامل الأكثر تأثيرا على إنتاج الدواجن وتغذيتها هو الرفع الإلزامي أو الطوعي للمضادات الحيوية من علائق الدواجن التي دفعت إليه التقارير المتواترة من عدة منظمات عالمية مثل منظمة الصحة العالمية
إن الافتقار إلى الحكم العلمي الواضح أدى إلى اتساع استعمال المضادات الحيوية في العلائق وتلك المذابة بالماء بشكل واسع ما جعل منتجات الدواجن بجرعات عالية من المضادات الحيوية الأمر الذي قلل الإقبال على هذه المنتجات بسبب المخاطر الحقيقية الناتجة عن هذه المنتجات التي تواجهها صحة الإنسان.
لكن تقبل المستهلكين لهذه الجرعات المقبولة من المضادات الحيوية يعود إلى الاهتمام بصحة ورفاهية الطيور من جانب ’ والى الاهتمام الشديد بمنع انتشار مرض انفلونزا الطيور التي قد تصيب الدجاج ذو الرعي الحر free range من جانب آخر مما يجعلها من أوليات المستهلك.
كما تأثرت تغذية الدواجن بالحركة الواسعة نحو أغناء منتجات الدواجن بنوع معين من العناصر الغذائية. وبصفه عامة فآن محتوى الأحماض الدهنية للحم والبيض يعكس محتوى هذه الأحماض في العليقة مما يجعل أغناء هذه المنتجات بأحماض دهنية معينة ’ يتطلب أغناء العليقة بهذه الأحماض . واغلب هذه الحوامض هي حوامض دهنية غير مشبعة مما يضيف تحدى آخر لمنتجي العلائق في منع تأكسدها في جسم الطير وفي منتجاته ( اللحم والبيض) .ومؤخرا تم التركيز على زيوت بذور الكتان والسمك كمكونات رئيسية في تصميم علائق الدواجن النموذجية.
لا يمكن إنكار حقيقية ان علائق الدواجن المنتجة اليوم قد أصبحت أكثر تعقيدا فيما يخص اعتماد ومصداقية العلائق ومحتويات مكوناتها. وذلك بسبب اتباع طرق السيطرة النوعية في معامل تصنيع الأعلاف لغرض تنويع محتوى العناصر الغذائية في الأعلاف.
وفي حاله رفع كافة الإضافات الكيمياوية والعقاقير من العليقة فسيتم الانتباه والتركيز على جاهزية العناصر الغذائية وكفايتها في العليقة.
إن أعلى تكلفة لأحدى مكونات العليقة تعود إلى مصادر الطاقة في العليقة ’ حيث أن كميات كبيرة من الذرة الصفراء في الوقت الحاضر تستعمل لإنتاج الكحول الايثانول مما يقلل الكميات المعروضة منها لاستخدامها في الأعلاف ’ وللأسف لا يوجد بديل ناجح 100% لاستخدامه في علائق الدواجن بدلا من الذرة الصفراء.
في حين تشكل التحديات البيئية أمرا محددا لصناعة الدواجن من خلال التشدد في أساليب التخلص من فضلات صناعة الدواجن ’ الأمر الذي قاد إلى زيادة المحددات المفروضة على تركيب العليقة الغذائية في محتواها من النتروجين والفسفور لغرض تقليل المطروح منها في الفضلات’ وكذلك لغرض تقليل انبعاثات الامونيا من مساكن الدواجن والفضلات المخزونة
الهضم ’ المضادات الحيوية وصحة الطيور
إن التهديدات لصحة الإنسان التي تفرضها المضادات الحيوية ومحفزات النمو ومضادات الكوكسيديا خلقت اهتماما كبيرا بفهم فسلجة الهضم ودور الإحياء المجهرية في القناة الهضمية للهضم ضمن المعرفة المتوفرة حول الأحياء المجهرية بالقناة الهضمية نجد أن البكتريا ( وبالأخص الأنواع المرضية) تجد صعوبة بالغة في تكوين مستعمرات لها في القناة الهضمية للطيور الأكبر عمرا والتي سبق وتكونت المستعمرات الخاصة بالأحياء المجهرية فيها بكل كامل . على أساس مفهوم نورمى للوقاية .
ومن جهة نظر تغذوية يمكن اتخاذ عدة خطوات للتأثير مبكرا على تكوين المستعمرات المجهرية بالقناة الهضمية ’ وللأسف فإننا نملك القليل من المعلومات حول كيفية تأثير العناصر الغذائية على تكوين المستعمرات بسبب معرفتنا الضئيلة للاحتياجات الغذائية للأحياء المرضية مقابل احتياجات السمبايوتيك ومقابل احتياجات الأحياء المجهرية الأصلية لمعدة الطير.
كما أن هناك بطئا في التعرف على أنواع البكتريا التي توجد بالقناة الهضمية الأمر الذي يحدد محاولاتنا للسيطرة على المكونات فيها.
و بالافتراض أن إي عنصر غذائي لا يهضمه الطائر سوف يصبح غذاء لكل الأنواع البكتيرية بما فيها المرضية. وكما هو معروف فان نسبة الهضم في الطيور والأفراخ الصغيرة تقل نسبة 20% عن تلك في الطيور الكبيرة. والى حد ما فان هذا ما يحصل تماما عند تغذية علائق البادئ لفروج اللحم ’ مما أدى إلى تقديم علائق ما قبل البادئ ذات معاملات الهضم العالية . فإذا كان تجهيز العنصر الغذائية للبكتريا في منطقة أسفل الأمعاء يؤثر على حجم المستعمرة وعلى وجود أو عدم وجود أنواع معينة فمن الممكن أن نأخذ بنظر الاعتبار وجود العناصر الغذائية المهضومة علاوة على المهضومة في علائق الدواجن وبالأخص للطيور الصغيرة وهو مبدأ نظري مثير لكن له محددات إثناء تكوين العلائق .
يوجد اهتمام حقيقي بالتغذية على الألياف لكافة أصناف الدواجن لتعزيز كل من صحة القناة الهضمية والأحياء المجهرية وبوجود العلائق ذات الكثافة الغذائية العالية بدءا من نهاية السبعينات القرن العشرين ’ فان دور الألياف قد تم تجاهله . والاستثناء الوحيد هو الاهتمام بالتأثير السلبي للسكريات المتعددة غير النشوية(NSPs) في الحبوب ووسائل التغلب على هذه التأثير وما يرتبط به من رفع للزوجة الفضلات من خلال استخراج الإنزيمات المصنعة .
وفي تغذية الإنسان والحيوان على السواء فان عدة أنواع من الألياف قد تم إمعان النظر فيها للاستفادة من تأثيراتها على صحة قناة الهضم وقدرتها على تغيير مايكروفلورا الأمعاء
إن التباين الحقيقي بين الأضرار والنفع لهذه الألياف يعود في الحقيقة إلى نسبة استعمالها ’ فقد توجد فوائد عدة لاستخدام ( NSPs) كوسيلة لتغيير او تحسين ما يكروفلورا الأمعاء خاصة في حالات عدم استعمال المضادات الحيوية كدافعات للنمو.
إن تخمر NSPs إلى أحماض دهنية طيارة VFAS Fatty Acids Volatile مثل البيوتريت قد تكون احد الأساليب الممكنة للسيطرة على الإحياء المجهرية الممرضة وتحسين صحة الحيوان . البيوتريت الناتج عن التحلل البكتيري لمكونات الألياف ليكون مهم جدا للنمو الطبيعي للخلايا الطلائية . وارتبط وجوده في أمعاء الإنسان بتحسين صحتها والتقليل من حدوث سرطان القولون .
أظهرت الأبحاث الأخيرة تحسنا في أداء فروج اللحم المغذى على البيوتريت تراي كلسرايد في طيور تحدي الكوكسيويا . ان المعرفة حول دور الالياف في تغذية الحيوانات وحيدة المعدة تعوقها المعلومات البدائية التي تصف أنواع الألياف المختلفة وذوبانها والتغيرات التي تحصل خلال تنقلها داخل القناة الهضمية .
تكلفة الطاقة واستجابة الطيور لها
تعد تكلفة الطاقة مرتفعة بسبب الطلب الكبير على الذرة الصفراء وحقيقة عدم وجود بديل جاهز للتطبيق حول العالم.علاوة على استخدام الذرة الصفراء في العديد من الصناعات الخاصة بالايثانول والزيوت وأغذية الأطفال إن السؤال الذي يطرح دائما هو : ما هو البديل الناجح الحقيقي للذرة الصفراء في علائق الدواجن؟
والجواب معروف سلفا حيث أن لدينا فكرة عن محتوى العناصر الغذائية لكافة البدائل العلفية المطروحة ’ إذ أن محدودية بعض العناصر هي العامل المحدد لاستخدامها.
وفي ظل ارتفاع أسعار الطاقة يبرز سؤال حول أمكانية استخدام علائق منخفضة الطاقة وتقليديا فان هذه الافتراض غير صحيح ’ فبسبب أسعار الأعلاف المرتفعة فمن الاقتصادي استخدام علائق اقتصادية تقترب من كفاءة العلائق القياسية مما يستدعي كثافة غذائية عالية. ناتجة عن زيادة استخدام المركزات الأمر الذي يجعلها ممارسة غير عملية مما يجعل العلائق الفقيرة بالطاقة هي الحل الوحيد.
يأكل فروج اللحم والدجاج البياض بصورة دقيقة حسب احتياجهما ’ ففي حالة خفض طاقة العليقة فقط’ يقل استهلال الطيور من الطاقة . ولكن كلا نوعي الطيور يظهر قدرة كبيرة على الحفاظ على مستوى الطاقة المستهلكة عندما يواجهان انخفاض في محتوى طاقة العليقة.
إن انخفاض العناصر الغذائية بالعليقة بنسبة 10- 15% هو أمر عملي بسبب قدرة الطيور
على التكيف مع هذا التغيير والأداء بشكل جيد مما يرفع الربح الاقتصادي.
تقدر اقتصاديات استخدام العلائق المنخفضة العناصر الغذائية على أساس سعر وحدة الطاقة في الذرة الصفراء أو الحنطة مقابل سعر وحدة الطاقة للبديل منخفض الطاقة.
وتعتمد البدائل العلفية المستخدمة على العوامل الزراعية المحلية وكميات المعروض منه .فنواتج تخمر الذرة الصفراء هو بديل جيد في بعض البلدان كما انه قد تم توثيق قيمته الغذائية.
كما تم طرح الغلسرول كبديل متوفر بكميات متزايدة إذ انه يعتبر كناتج عرضي لصناعة الوقود الحيوي. وقد بلغ حجم إنتاجه في الولايات المتحدة وأوربا حوالي مليون طن سنويا ’ وهذا الرقم مرشح للتضاعف كلما ازداد استخدام الوقود الحيوي بدلا من الديزل والمعروض منه عالميا يفوق الطلب عليه في الوقت الحاضر مما يجعله مصدرا مغريا للطاقة في صناعة الأعلاف . حيث تبلغ طاقته 4300 كيلو كالوري /كغم مما يجعله مصدرا غنيا بالطاقة
الاستنتاج
إن التقدم الوراثي الحالي سوف يستمر بدون توقف في المستقبل المنظور لذا يجب اتخاذ قرارات حاسمة حول استغلال هذه القدرة الوراثية من خلال إجادة تركيب العلائق. إن المحددات الحيوية للقدرة الوراثية قد تكون الكالسيوم وبناء العظام ’ التي قد تؤثر على بناء الهيكل العظمي وتطوره في الطيور اليافعة.
حيث أن التكلس غير الصحيح وغير الملائم سوف يؤثر على رفاهية وصحة الطيور وقدرتها على الحركة . في حين سوف يظهر النقص سريعا في الدجاج البياض من خلال الانخفاض السريع في نسبة إنتاج البيض وكذلك تدهور نوعية القشرة الكلية.
وبما إن السلالات الحديثة للدجاج البياض تفوق نسبة إنتاجها من البيض الـ 90% بعد الأسبوع 52 فمن المحتمل وجود تحديد بقدرة هذه الطيور على استبقاء سلامة الهيكل العظمى بشكل كامل وصحيح مما يرضى جميع إطراف المجتمع.
في ذات الوقت تستمر النقاشات حول استخدام مشتقات وبقايا تصنيع الذرة الصفراء والحنطة والدهون وتأثيرها على جاهزية العناصر الغذائية وأسعار العلائق واقتصادياتها. إن التقدم الاقتصادي سوف يكون العامل الطويل الأمد المؤثر على أسعار الغذاء عالميا وكذلك على القرارات المتخذة حول خصائص العليقة وتكوينها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طريقة حضارية
المهندس الزراعي ياسر ( 2012 / 3 / 30 - 00:57 )
السلام عليكم
بارك الله فيك على هذا الموضوع الشيق والرائع وارجو منك اذا كان لديك اي بحوث اومعلومات عن موضوع(تاثير استخدام مستويات مختلفة من سحوق النعناع في علائق فروج اللحم) او عنوان اي موقع او مصدر فيه معلومات عن هذا البحث مع جزيل الشكر والتقدير

اخر الافلام

.. عروض شهر مايو | ناشونال جيوغرافيك أبوظبي


.. المهندس محمد جمال: البنية التكنولوجية المنفذة بتمنع دخول أي




.. صباح العربية | بديل لبعض الجراحات.. حقائق قد تغير نظرتك عن ا


.. الرئيس السيسي: 95% من مصر صحراء فاضية




.. ترقبوا حلقة جديدة من #عشرين_30 تحت عنوان -السرطان- غدًا الاث