الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية في مصر هي لصالح أهالي غزة

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 5 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


منذ القطيعة السياسية التي حدثت منذ سنوات بين قطاع غزة ، و الضفة الغربية ، لم يمر وقت على الغزاويين أفضل من الوقت الحالي ، فهناك إحتمال قائم لإنتخابات رئاسية ، و برلمانية ، و الأهم هو قرار المجلس العسكري الحاكم فتح الحدود مع قطاع غزة ، و هو قرار من القرارات النادرة التي صدرت عن المجلس العسكري الحاكم و التي تستحق الإشادة ، لأن مصر لا يجب أن تكون شريكة في جريمة ضد الإنسانية ، كتلك الجريمة التي كانت تُرتكب بحق الغزاويين في عهد مبارك ، و على يد عمر سليمان .
إذاً عندما تكون الظروف كلها تسير في صالح تخفيف معاناة أهالي غزة ، و في صالح إعادة الحيوية للحياة السياسية الفلسطينية ، بما يعطي الأمل في أن تزهر الديمقراطية في فلسطين ، كما أزهرت في تونس ، فإنني لا أرى الآن أي داعي لتلك المسيرات التي يراد بها إظهار الدعم لقطاع غزة ، خاصة في وقت إسترجع أعداء الثورة - و على رأسهم جهاز الشرطة ، و بخاصة بقايا مباحث أمن النظام - قوتهم ، و أصبحت عملية القضاء على القليل الذي حققته الثورة ، تسير بخطى متسارعة .
في الوقت الراهن أي تظاهرة تذهب لغير الدفاع عن مكتسبات الثورة ، و إستكمال بقية المطالب ، تعد عبث محض ، و أهدار للجهود ، بل و مشاركة في جريمة القضاء على القليل الذي أنجزته الثورة ، و سحق لكل أمل في حياة ديمقراطية سليمة .
لنسأل هؤلاء المنقادين لمخطط جهاز الشرطة ، و تحالف الإستخبارات السليمانية مع الإخوان الإنتهازيين ، الأسئلة التالية :
هل تمت كتابة دستور جديد ، دستور 2012 ، يكون أساس لحقبة جديدة ، و هو مطلب قديم ذكرته في مقالات عدة منها مقال : دستور جديد ، دستور 2012 ، هذا هو المطلب ، و الذي نشر في العاشر من مارس 2011 ؟؟؟
هل تم إصلاح النظام الإنتخابي البرلماني المصري ، و أصبح نصف أعضاء مجلس الشعب بالقائمة ، و النصف الأخر بالفردي ، كما في مقال : نصف بالقائمة ، و نصف بالفردي ، و الذي نشر في السابع عشر من مارس 2011 ؟؟؟
هل تمت الإستجابة لمطلبنا بشأن إنتخاب قيادات الحكم المحلي ، من عمدة القرية ، إلى محافظ المحافظة ، مروراً برئيس الحي ، و رئيس المدينة ، و هو كذلك مطلب قديم ؟؟؟
هل تم إنجاز مهمة تحرير الإعلام ، و تم فعلاًً إطلاق حرية إصدار الصحف ، و المجلات ، المطبوعة ، و تحرير إنشاء محطات للإذاعة المسموعة ، خاصة على موجات الإفم إم ، و تحرير عملية إنشاء محطات الإذاعة المرئية ، الفضائية ، و الأرضية ، كما ذكر في مقال : لكن النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف ، و الذي نشر الحادي و العشرين من مارس 2011 ؟؟؟
هل تم تحرير الإعلام الرسمي ، و إيجاد هيئة محايدة تقوم بإدارة التلفزيون المصري الرسمي ، و محطات الإذاعة المسموعة الرسمية ، تجعل الإعلام الرسمي بعيد عن سيطرة النظام الحاكم ، فيصبح في خدمة الشعب المصري ، و ليس النظام الحاكم المصري أياً كان إسمه ، أو إنتمائه ؟؟؟
هل تم تحرير الجامعات المصرية المملوكة للدولة من قبضة السلطة ، كما ذكر في مقال : لكن النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف ؟؟؟
هل تم تيسير إنشاء الأحزاب ، أم إن تحالف السلطة مع الإخوان ، قام بزيادة الأعداد المطلوبة لتأسيس الأحزاب ؟؟؟
هل تم تطيهر وزارة الخارجية ، و أصبحت أي هيئة دبلوماسية مصرية بالخارج حصن لكل مواطن مصري بصرف النظر عن إتجاهاته السياسية ، أم إنها لازالت مأوى لأجهزة القمع ، مثل المخابرات السليمانية ، و مباحث أمن النظام ؟؟؟
و هل توقفت الأجهزة الأمنية القمعية المصرية بالإسم عن التعاون مع الأجهزة الأمنية الأجنبية الفاسدة ضد الناشطين السياسيين المصريين بالخارج ؟؟؟
أعتقد أن تجربتي التي ذكرتها في مقال : التهديدات مستمرة ، و التمثيلية لازالت تعرض ، و الذي نشر في الثاني و العشرين من إبريل 2011 ، مثال جيد لسيطرة الأمن على الدبلوماسية المصرية .
هل تم ضمان سلامة ، و حرية ، كافة المعارضين للسلطة ، سواء من يقيمون بالمنافي ، أو بداخل مصر ، و هل تم تحرير كافة السجناء السياسيين ، القابعين خلف جدارن المعتقلات بلا أحكام قضائية مدنية نزيهة ، أم أن ضمان السلامة ، و تحرير المعتقلين ، تم فقط لصالح من تحالف مع السلطة الحالية ؟؟؟
هل تمت عملية تنقية كافة القوانين المصرية من شوائب الإستبداد ، و القمع ؟؟؟
الأسئلة ستطول ، لأن ما أنجز قليل للغاية ، و هذه هي الحقيقة المؤلمة .
إذاً عندما نترك كل هذه المطالب غير منجزة ، و غيرها من المطالب ، و نسير خلف جهاز الشرطة ، و تحالف الإخوان مع المخابرات السليمانية ، لنهتف لغزة ، في وقت أخذت فيه الأحوال في غزة في التحسن ، فإننا نخون شهداء الثورة ، الذين هتفوا من أجل سقوط النظام ، و ليس فقط من أجل سقوط أسرة مبارك .
شهداء ثورة 2011 لم يقدموا نفوسهم الغالية من أجل إنسحاب عمر سليمان لخلف الستار ، و من أجل حل جهاز مباحث أمن النظام إسمياًَ ، و من أجل زيادة عدد مقاعد الإخوان الإنتهازيين في مجلس الشعب ، و إنما من أجل ديمقراطية حقيقية كاملة تستمر .
كما أن علينا أن نتذكر بأن كل الإيجابيات التي تحققت على يد مصر لصالح أهالي غزة ، إنما تمت بعد أن خطونا خطوة ، و لو واحدة ، نحو الديمقراطية .
لم يكن من الممكن الحلم بفتح الحدود مع غزة قبل سقوط مبارك .
إذاً الديمقراطية في مصر هي لصالح أهالي غزة .
إذاً نضالنا السلمي من أجل إستكمال الديمقراطية المصرية ، هو بشكل غير مباشر ناضل من أجل حياة إنسانية كريمة لأهالي القطاع ، تحررهم من قبضة المعاناة المادية أولاً ، و الإستبداد السياسي فيما بعد .
إذاً لنعود لساحة النضال المصري السلمي من أجل ديمقراطية مصرية حقيقية ، و ليكن هتافنا من أجل مطالبنا الديمقراطية الطبيعية التي لم يتحقق منها شيء .

من خلف أسوار رومانيا

14-05-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل