الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النكبة

جورج حزبون

2011 / 5 / 14
القضية الفلسطينية


النكبة

ارتبط النضال الوطني والتحرري العربي ، بالقضية الفلسطينية ، باعتبار أنها نشئت نتاج احتلال استعماري ، في الحرب الكونية الأولى ، وإحلال كيان استيطاني في المنطقة ، ورغم جلاء القوات الاستعمارية عن مختلف البلدان العربية بعد إن تم تقسيمها الى بلدان وتنصيب أنطمة لها ، فأن هذه البلدان اعتبرت يوم الجلاء ، يوما للاستقلال ، وكذلك فعلت اسرائيل ، والتي تحتفل هذه الأيام بذلك ، وباعتبار ان فلسطين ذلك الجزء العربي الذي تم احتلاله من قبل بريطانيا بسبب تلك الحرب ، بقي مستعمراً ، وانه استبدل شكل الاستعمار فيه الى استيطان لشعب أخر تم تجميعه من إنحاء أوروبا وغيرها ، وظل الشعب الفلسطيني المقتلع ، والذي تم إحلال بدائل عنه ، يعيش حالة غير مسبوقة من التشرد والظلم والعدوان ، دون أي سبب الا كونه مقيم في موقع جغرافي أراده الاستعمار وطنا لآخرين ، واعتبر الفلسطينيون بحق ذلك اليوم على خلاف من كافة إنحاء البلدان الأخرى وهو يوم ( نكبتهم ) وانهم ابرز ضحايا الحرب العالمية الأولى التي لا زالت نتائجها ماثلة وتنحرهم يومياً ولقد أدرك الفلسطينيون ان للزمن حقائق على الأرض يفرضها ، وانه أصبح هناك شعب تكون على أرضه أكثر من 70% منهم لا يعرف غير هذه البلاد وطن لهم ، فانطلق يطرح حلولا ديمقراطية وواقعية لهذا الأمر من دولة علمانية ديمقراطية واحدة ، الى دولتين لشعبين ، ولكن هذا الإدراك الواعي ، لم يقابله الا مزيداً من العدوانية بالتحالف مع دول الاستعمار البائد ووريثتهم الإمبراطورية الأمريكية ، مما يؤكد ان عملية التقسيم للبلدان العربية لم تكن عملية اقتسام بين منتصرين ، بل انها خطة واعية ومدروسة تهدف الى عزل فلسطين بالاستيطان ليتم فضل العالم العربي الى قسمين اساسين ، ثم تكوين انقسامات أخرى .
لقد هدف الغزاة عبر التاريخ لاستخدام نهج التشتت لمناطق احتلالهم ،ليسهل عليهم نهبها واستغلال شعوبها ، والمنطقة العربية بعد اكتشاف النفط فيها ، عززت هذا الإدراك، بل لقد بدء التفكير بإعادة رسم شرق أوسط جديد ، ليتلاءم مع خطط النهب الجديد ، وعنوانه الشركات الفوق قومية ، تلك الشركات التي أصبحت تمثل الوجه الاستعماري الاحتكاري الجديد ، بدل الحكومات والجيوش المباشرة ، وتحولت الأمم المتحدة لأخد دور المكتب السياسي لتلك الحكومات وشكل الهيمنة الجديدة على العالم بمظاهر متلائمة .
مثل البنك الدولي ، ومنظمة التجارة ، وأخيرا جيوش حلف الأطلسي خاصة بعد خروج الاتحاد الاتحاد السوفيتي من المواجهة .
في هذا المتكون الجديد إقليميا وعالمياً ، يجاهد الشعب الفلسطيني من اجل حقه في الاستقلال وإقامة الدولة ، يسانده في ذلك كافة قوى التحرر والديمقراطية في العالم ، فإسرائيل تعتبر ما يعادل النكبة لدى الفلسطينيين هو ما تسميه ( النهضة ) بالنسبة لهم ، وفي هذا ما يؤشر الى ثقافة عدوانية اقتلاعية ، فالفلسطينيون لم يحتلوا فلسطين حتى تجيء نهضة يهود العالم متحالفة مع قوى الاستعمار لنكبتهم في وطنهم ومالهم وأهلهم وتشردهم في الآفاق .
وليس صحيحاً ان استمرار قمع الشعب الفلسطيني يكون ضمان لامن إسرائيل ، ولن يستطيع شعب إسرائيل ان يعيش تحت حد السيف ، تتوسع دائرة عداءاته لكامل الشرق الأوسط والعالم ، فلم يعد مثقف واحد يتضامن مع إسرائيل ، فقد أصبحت تحتل في وعي الشعوب ، مكان جنوب أفريقيا إبان حكم البيض ، فليس مجتمعا ديمقراطياً ذلك المحكوم بالجيوش والعساكر ويتباهى بمخابراته ومعداته فتلك حقيقة الخائف المدرك بوعيه انه مذنب ، وكما قال ماركس يوما : ان شعب يضطهد شعباً اخر ليس حراً .
أن عبودية إسرائيل للقوة ، حالة مرضية مزمنة لن تستطيع ان تضمن قبول مجتمعها بتلك الصيغة ، وتاكيداً على ذبك فان هجرة العقول في إسرائيل أصبحت حالة تتدارسها حكومتها بقلق ، والذي يسهل أمر تلك الهجرات أن معظم سكان أسرائيل مزدوجي الجنسية ، بالإضافة الى تلك الهجرة المضادة الى روسيا بعد ان أصبحت بلداً مستقراً ويمتلك افاقاً اقتصادية جيدة .
كل هذا وغيره كثير يؤشر الى ان الحل الوحيد المنطقي لازمة اسرائيل هو ( بحل الدولتين ) وان الأركان الى سياسية القوة تزيد عزلتها وتأزم مجتمعها وتهددها اقتصادياً ، فلقد مضى ذلك الزمن الذي كانت تعربد به اسرائيل دون ان تلام على الأقل ، وألان هي تدان وتعزل في العالم ، فكان الاجدر ان تحتفل هذا العام بعودة العقل وبناء السلام لشعبها وتحقق أمنها واستقرارها وليس التمادي في تعميق نكبة الشعب الفلسطيني وكراهية العالم لها .
ان امن إسرائيل لن يتحقق بالاعتراف بيهوديتها ، بل ان تعترف هي بحق الشعب الفلسطيني في وطنه ، والهروب الى الإمام باستمرار على طريقة نتنياهو مضيعة للوقت النافذ إمام إسرائيل ، فالربيع العربي عند استقراره سيجد إمامه مهمة إستراتيجية تتحقق في بناء حالة عربية موحدة بالاقتصاد والموقف السياسي يعيقه فيها الموقف الإسرائيلي المهدد لأمنه القومي واستقلاله وحقه في التقدم والازدهار ، وستجد اسرائيل نفسها مضطرة لفك عزلتها وأزمتها ووقف هجرة شبابها الى ان تتخذ موقفا ليسه اقله كما فعل ( ديك ليرك ) في جنوب افريقيا ، وستجد ان سياسة العسكرة والترسانة النووية والتحالف الأميركي أمورا لم تعد تصلح لزمن تغير وفرض واقعا أخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |