الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة المدنية هي الحل الوحيد للفتنة الطائفية في مصر ..

عمرو اسماعيل

2011 / 5 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


هي دعوة الي الدولة المدنية ..أطلقها بمناسبة احداث الفتنة الطائفية المقيته في امبابة .. الخاصة بعبير وقبلها كاميليا التي هب من أجلها رجال السلفية الاشاوس الذين لم يهبوا ولم يتحركوا من أجل أي قضية تهم مصر من فساد و ظلم وضياع حقوق الغلابة من رجال ونساء المسلمين قبل المسيحيين .. هبوا هبة رجل واحد من أجل امرأة لم تقر في بيتها وتمردت علي زوجها حتي لو كان مسيحيا .. هل هي موافقة علي تمرد المرأة علي زوجها .. أم هي سياسة الكيل بمكيالين التي هي سمة اساسية لهم .. ان كان زوجك ايتها المرأة مسيحيا فلتتمردي عليه وتهربي منه .. أما ان كان مسلما فليس لك الا ان تخنعي وتحتملي ولو تزوج عليك مثني وثلاث ورباع ..
أي كيل بمكيالين يا رجال مصر الأشاوس .. لم نري منكم شجاعا يخرج في مظاهرة يهتف ضد الحكومة كما رأيناكم تهتفون بعلو صوتكم كاميليا كاميليا ،، 
...

دعني أسألكم جميعا ايها السلفيون وغيركم ممن يريدونها دولة اسلامية لا مدنية:

*هل المطالبة بالحرية والعدالة و احترام حقوق المواطنة وحقوق الإنسان ، مطالب ينبغي القضاء عليها ؟
*هل المطالبة بإقامة المؤسسات الدستورية في مصر أو غيرها والفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ، وتمكين الشعب من المشاركة السياسية في إتخاذ القرار ، وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني المعبرة عن تطلعات كافة شرائح المجتمع هو عمل ضد الاسلام يثير الفتنة ويهدد الوحدة الوطنية ويبث الخلاف بين أبناء الشعب الواحد ؟ .

*هل المطالبة بإزالة المظالم الاجتماعية والسياسية والدينية بكافة أشكالهاالطائفية ، وتطبيق مبدأ التوزيع العادل للثروة ، وتمكين جميع المذاهب والأديان دون تمييز من ممارسة حقها الطبيعي في اتباع قواعد مذاهبها وإقامة دور عبادتها، سوف يعمل على إثارة الفتنة الطائفية ؟ أم سيعمل علي وأد مثل هذه الفتنة ؟ .

*هل يجب أن تبنى الدولة مشروعيتها على العدل واحترام حقوق المواطنة أم على حرمان الإنسان من حقوقه في التعبير السلمي عن الرأي ، وحقه السلمي في عبادة الله كما يؤمن به وبناء دور العبادة علي أساس قانون موحد لكل المواطنين بصرف النظر عن دينهم .. أم تبني الدولة مشروعيتها عبر التمييز بين فئات المجتمع علي أساس الدين والجنس و أحيانا اللون أو حتي اسم العائلة .. أي مشروعية هي الافضل وأيهما هي التي تحمي الوطن والدولة من مخاطر الفتنة الطائفية ؟..

الدولة المدنية يفرضها العصر الذى نعيش فيه، والذى يلزم الدول باحترام حقوق مواطنيها وعدم التمييز بينهم. وهذه الحقوق ليست أجندات أجنبية كما تحاول النظم المستبدة دائماً أن تصور الأمر، ولكنها حقوق مشروعة يخرج الناس فى كل المجتمعات ومن كل الثقافات للمطالبة بها ويضحون فى سبيل ذلك بأرواحهم وبدمائهم. ولهذا لم يكن مصادفة أن يكون أول شعارات ثوار مصر وأهمها هو "الدولة المدنية"، والذى خطّوه فى لافتة عملاقة تنير ميدان التحرير طيلة أيام الثورة، ولكن هذا الشعار تحديداً هو الذى يواجه مئات الخطط التى تهدف لعرقلة تحقيقه.

لماذا لا يعبد كل منا الله كما يؤمن ويطبق قانون الاحوال الشخصية المناسب لعقيدته ومذهبه .. وفي نفس الوقت يتعاون الجميع ويكون لأي مواطن نفس الحقوق ونفس الواجبات بصرف النظر عن الدين والمذهب والقبيلة أو الأصل العرقي أو إسم العائلة .. 
لا أدري ماهي الصعوبة في فهم ذلك واستيعابه .. الفهم الذي كان سيوفر دماءا وارواحا أهدرت بلا أي معني ولا أي طائل ..

 الحقيقة ان من يطالب بالأسس العادلة التي قامت عليها نظرية الدولة المدنية الحديثة هو الأكثر انتماءًا وولاءًا للوطن ،وهو الأشد حرصاً على أمن هذا الوطن ورخاءه واستمراريته ..
وهو الأشد إيمانا بالله الذي كفل حرية العقيدة وحرية العبادة في القرآن والاسلام كما هو الحال في كل الأديان و النصوص الدالة علي ذلك كثيرة ولا داعي لتكرارها ولكننا من نتعامي عنها عمدا أو قصدا و نلوي أعناقها لنبرر ما نمارسه من تمييز ديني وطائفي وعرقي وجنسي لا نريد أن نعترف يه ... ولا نستطيع أن ندرك بعقولنا القاصرة أن مواثيق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان يعطي الحق للمجتمع الدولي أن يتدخل لحماية أي فئة تتعرض للتمييز والاضطهاد والقهر أغلبية كانت أو أقليه ..


العدل والمساواة هو حق المواطن في اي دولة يحمل جنسيتها وليس منة أو إحسانا من أغلبية أو أقلية .. سواء كانت دينية أو عرقية ..
هو حق دافع عنه مارتن لوثر كينج سلميا في أمريكا ودفع حياته ثمنا لذلك .. ولكن حلمه أصبح حقيقة قانونية ودستورية في أمريكا.. وسيصبح حقيقة قانونية ودستورية في مصر رغم انف السلفيين..

أنا لا أقبل العدل إحسانا من غير مسلم او مخالف لي في الملة .. ومن حقه أيضا نفس الشيء ..هذا الوطن هو ملكه تماما مثلما هو ملكي حتي لو كان إلهنا مختلفا ..

العدل هو طريق ذو اتجاهين وهو حق وليس منة أو إحسان .. هو حق إنساني وليس ديني ..
الديمقراطية والدولة المدنية تعني أحزابا متنافسة تحاول أن تثبت ان برامجها هي الافضل .. هذه هي الديمقراطية.. وليست كما تعتقد الجماعت الاسلامية بجميع فروعها .
لسنا ضد الاسلام ولكننا ضد استغلاله سياسيا ووضعه في مواجهة أفكار سياسية وضعيه وتعريضه للإنتقاد .. إنهم أكثر من يسيئون للأسلام بفعلهم هذا لو كانوا يعلمون ..
الاسلام السياسي لم يكن ابدا حلا .. بل كان المشكلة طوال تاريخنا الممتد اربعة عشر قرنا واللعب به كورقة سياسية كان السبب في اراقة دماء الملايين ولا يزال .. 

الديمقراطية تعني الدولة المدنية وألياتها من فصل الدين عن الدولة وحقوق المواطنة للجميع بصرف النظر عن الدين او الجنس او اللون والتداول السلمي والدوري للسلطة وحكم القانون المستمد من قيم العدل والمساواة بين البشر .. واحترام حقوق الانسان وأولها وأهمها حرية العقيدة والدين وحرية التعبير وعدم التحريض علي العنف وليس فقط ممارسته ..
الدولة المدنية هي الحل الحقيقي للفتنة الطائفية .. واي حل آخر هو حل وقتي لا ينزع فتيل الفتنة ..

 فهل هنلك أمل في دولة مدنية حقيقية في مصر
لن افقد الأمل ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رؤس الفتنة
أحمد الجاويش ( 2011 / 5 / 15 - 10:34 )
بالطبع الدولة المدنية دولة القانون هي سبيل مصر للتقدم ... لكن الخلاص من الوقيعة بين المسلمين والمسيحين نعم أسميها الوقيعة فالمسلم المصري لا يكره أخوه المسيحي المصري والعكس وكل ما يحدث هو وقيعة من جهات تريد لمصر الضعف والتبعية والخضوع تماما كما كانت في عهد النظام البائد المخلوع والسلفية وغيرها من أصحاب الفكر المتجمد ما هم إلا أدوات وتفاصيل ستزول بمجرد إدراكنا لعدونا الحقيقي ومواجهته ومنع تحركه ووصول دعمه وسمومه للوطن فمن صاحب المصلحة لجعل مصر دولة ضعيفة مهانة تابعة ؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نتوقف عنده ونبحث عن إجابته ونستعد لمواجهة نتائجه ،
نحن أمام ثلاث جهات لها المصلحة في تخريب البلد وهم واضحين لكن للأسف أغلب مثقفى المساحيق ينظرون للقشرة فقط الجهات الثلاثة هي الإدارة الأمريكية التى تخطط وتآمر وذراعها التى يمد يد العون للتخريب والمتمثل في أل سعود ورجلها التى تتحرك بها والمتمثلة في الكيان الصهيوني الذي يريد السيطرة على منطقتنا وتفتيتها لصالح ضمان بقائه بدون منافس .


2 - حتى تعم الفائدة ارجو النشر
ليلى ابراهيم ( 2011 / 5 / 15 - 13:19 )
شكرا على كلماتك الرصينة وافكارك المنيرة . ولى سؤال لماذا لا يتم نشر مقال رائع كهذا فى اى جريدة يومية ؟ نحتاج الى النور كى ينقشع ظلام الاعلام فى هذه الفترة الحرجة ولاسيما الرسمى منه. شكرا مرة أخرى


3 - حقوق الإنسان لم ولن تحترمها كل الأديان
عدلي جندي ( 2011 / 5 / 15 - 14:19 )
هل تراجعت يا دوك عن فكرة حتي لو حكمنا مش فاكر إسمه إيه ..؟ من جماعات المتاجرة بالدين في أنه لا يمكنه اللعب علي الغلابة في تطبيق كل ما هو إجرامي وبأسم الدين؟


4 - انا ايضا د.عمرو اسماعيل
مرثا فرنسيس ( 2011 / 5 / 15 - 14:43 )
سلام ونعمة
انا ايضا لن افقد الأمل استاذ، انا اؤمن ان مصر قوية وستظل شامخة وستنجو

الدولة المدنية وسيادة القانون على الكبير والصغير هو حق لكل مواطن يعيش على ارض مصر، الحق ليس منة او احسان، هذا حق
عدم الفهم اي الجهل تسبب في اراقة دماء وارواح بلا معنى، نعم ولكن كيف يمكن السيطرة على هذه التيارات الدينية العنيفة التي لا تعرف روح واخلاقيات الدين؟
شكرا على مقالك الرائع
تقديري


5 - الدولة المدنية
حسن أحمد عمر ( 2011 / 5 / 15 - 15:21 )
سوف تنتصر الثورات العربية وتنهزم الأنظمة الديكتاتورية الظالمة المجرمة ولن تحل محلها أنظمة دينية فاشية مهما كلف ذلك الشعوب العربية من تضحيات

* الدولة المدنية هى الحلم الطبيعى لكل المصلحين وهى الطريق الأمثل لبناء وطن حر قوى يحافظ على حرية الإنسان وكرامته وقيمته

* الشىء الطبيعى الذى أفهمه أن الدين ( أى دين) لله رب العالمين يعلمه فى قلوب عباده، أما الوطن فللجميع شركاء فيه يدافعون عنه ويعملون لرخائه

* لن ترتقى مصر إلا بإخلاص أبنائها جميعاً وبالتخلص من عادة التفتيش فى القلوب عن المعتقدات الدينية

* فرق شاسع بين كلام الله ( المقدس الثابت) وتفسيرات البشر لهذا الكلام فكل إنسان يفسر كلام الله على هواه وتبعاً لثقافته وبيئته وتعليمه وأهوائه

* إقامة الدولة المدنية فى مصر هى الضمانة الوحيدة لإقامة حياة ديمقراطية حقيقية سليمة تتمتع بالعدل والحرية والمساواة وحقوق الإنسان االطبيعية


6 - المشكلة هي كيف؟
عمرو اسماعيل ( 2011 / 5 / 15 - 16:57 )
المشكلة يا اصدقائي جميعا .. ونحن نتفق علي ان الدولة المدنية هي الحل .. هي كيف نضمن ان تكون مصر دولة مدنية فعلا بعد المرحلة الانتقالية .. لأنني لا أخفيكم سرا انني لا أثق في من يقود المرحلة الانتقالية .. بل واحس بالتراخي في مواجهة ما يطلق عليه البعض ثورة مضادة يقودها في رأيي النظام الحاكم في السعودية و عملائه من السلفيين في مصر ..
تفاؤلي سببه فقط أنني أومن ان الشعب المصري هو مدني بطبعه وتدينه بمسلميه ومسيحييه هو اقرب الي الصوفية والروحانية
وللسيدة الفاضلة ليلي ابراهيم .. صدقيني .. منذ اكثر من سبع سنوات وانا احاول نشر رأيي هذا في اي مكان استطيع ان أصل به .. مما سبب لي بعض المشاكل..كل ما احلم به ان اري مصر حرة فعلا .. فهل يتحقق هذا الحلم قبل فوات الاوان ..فانا في خريف العمر

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامرَ إجلاءٍ من رفح ويقصف شمال القطا


.. قصف متبادل بين مليشيات موالية لإيران وقوات سوريا الديمقراطية




.. إسرائيل و-حزب الله- يستعدان للحرب| #الظهيرة


.. فلسطين وعضوية أممية كاملة!.. ماذا يعني ذلك؟| #الظهيرة




.. بعد الهجوم الروسي.. المئات يفرّون من القتال في منطقة خاركيف|