الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فراقُ شقيقْ

حميد ابو عيسى

2011 / 5 / 15
الادب والفن


أوّاهُ يا زمنَ التيمُّـنِ بالأفاعي
أوّاهُ يا ثقلَ المسافةِ في ذراعي
أوّاهُ يا أملي المشتتَ في البقاع ِ
أوّاهُ من بحـري وأناتِ الشـراع ِ!
أسفاً تمرُّ بنا السنونُ صدىً، محطاتٍ يغادرها القطارُ بلا وداعِ!

ماذا جنيتُ لكي ينازلني الفراقُ ؟
ماذا جرى للحبِّ يُدمى يا عراقُ ؟
هـلْ ماتـتِ الأحـضانُ والـتـحـدتْ ؟ وهـلْ شُـلَّ الـتـودّدُ والعـناقُ؟

ولـدي ، شـقيقي،
يا جراحي الآتياتِ
الحـزنُ حقلٌ كالليالي
يـرتـدي لـونَ الســـوادِ
الحـزنُ شــلالُ الســهـادِ!


الليلُ والظلماءُ صومعتي
أسوارُها أرقُ
ودفءُ شـهـيـقـها زَهْــقُ
وأنينها شنْقُ ..
كـمْ غصَّةٍ عَـبـثتْ بأفـئدةٍ
وكأنـَّـها عَلـَـقُ
وغـصَّـتي لـهـبٌ بـلا نـارٍ
ضاقَ بهِ الأفقُ!

يا ليتني قـمـرٌ يشدُّ لياليَ الصـمـتِ الدفـيـن ْ
يا ليتني نايٌ حـزينْ، جـرسٌ يغـازلُ بالرنين ْ
تلكَ المرايا المعـتماتِ الباكياتِ صدى السنينْ!
يا لـيـتَ كـلَّ مـزارعي قـمـرٌ وأنـهارٌ وطـيـنْ

تَبَّـاً لأيامٍ خلـتْ ، ضحكـتْ لأتـفهِ بسـمةٍ
كانـت بلادةْ!
تَبـَّاً لأحلامٍ مضتْ، خـفـقـتْ بأرذلِ رعشةٍ
حُسِـبَتْ ولادةْ
ما الفرقُ بين العيشِ في لحدٍ والموتِ على
جنحِ السعادةْ؟!

أسفاً نموتُ حياتَنا قِرَداً، ضياعا
ونعـيشُ كلَّ مماتِـنا نـفـراً رعاعا!

يا دجـلةَ الأبـدِ الـمـنادى قـولي لكلِّ
محد ِّقٍ ومُشاهدٍ ومُسامعٍ ومُلامسٍ
إنَّ الشـواطيءَ قـدْ تـزفُّ لـنا الخـبـرْ!
قولي لهمْ مهما تلبَّدتِ السماءُ وزمجرَ الرعدُ- الصقرْ زَخُرَ المطرْ
وازدانَ فـي عـلـيـائـهِ هــامُ الشـجـرْ!

قـولي لهم هي "مزنة ٌ" وستنتهي كلُّ الصعابِ
أمـلي كـبيرٌ ، كـبرَالحـياةْ
أملي سنا الزيتونِ في حضنِ المرابعِ والهضابِ
أملي بهيٌّ وقويٌّ كالشبابِ

قولي لهم إن العراقَ سيرتوي حدَّ الغرقْ
وسـيرتدي الـقـدّاحُ والـريحانُ قـبَّعـةَ العـبَـقْ!
قـولي لهم إن السماءَ لـنْ تُـمـهلَ الشـبحَ القـلـقْ!
تـبّـاً لـثـقـلـكَ ، أيـُّها الـلـيلُ الـمـسـربـلُ بـالأرقْ
تبّاً لكلِّ مُعـكِّـرٍ لونَ المياهِ ، مهما تمشدقَ أو حـذقْ
بغداد في 12 – 11 – 1994








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت