الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرارة التي بدأت الثورة ستحرقها

سرمد السرمدي

2011 / 5 / 15
الادب والفن


شرارة الثورة بدأت في الانترنيت, والفرق بين التجربة الافتراضية والتجربة الواقعية يكمن في سرعة الانجاز, وهذا ما يجعل التجربة الافتراضية أسرع تقدما باتجاه النهاية, ويجعل التجربة الواقعية متأخرة عنها دائما, مما يؤدي إلى كارثة حقيقية تكمن في فشل التجربتين معا بالنسبة لمن قاموا بالثورة, فستنعدم الثقة بالثورة نفسها, وبالتجربة الافتراضية لدرجة أن يتم تقييمها وفق نظرية المؤامرة الغربية التقليدية, وتنعدم الثقة بالتجربة الواقعية فيتم تقييمها وفق بطئ الانجاز والذي هو بدوره عامل طبيعي جدا نظرا لعدم توفر الإمكانيات التي تستطيع أن تواكب ما تم الوصول إليه من نتائج متطورة في التجربة الافتراضية للثورة.

إن المثال الأقرب على ما تقدم, هو التفاعلية التي تتميز بها التجربة الافتراضية والتي لا تتوفر في التجربة الواقعية على صعيد الحوار حول الثورة, إن هذا الحوار يجري في التجربة الافتراضية دون أي خسائر تذكر, بينما يؤدي في التجربة الواقعية إلى خسائر في الأرواح دوما, من كل الأطراف التي لها علاقة مهما كان وصفها بالثورة, مع أو ضد أو حتى الذين التزموا الحياد.

الحل الأمثل هو ما يقترحه كتاب (معادلة الفن الثامن) الذي نشر لأول مرة عام 2003م, أي الوصول إلى نقطة التلاقي الأفتراقية المفترضة بين التجربتين, الافتراض والواقع, فكل ما قبل هذه النقطة هو ما قبل الثورة, وكل ما بعد هذه النقطة يقع تحت وصف ما بعد الثورة, وبما إن ما قبل الثورة ليس مجهولا, فيتوجب أن يحدد ما بعدها قبل الحوار على صعيد التجربة الافتراضية ثم الواقعية لأن هذا ما سيؤدي للوصول إلى نقطة التلاقي الأفتراقية ويضمن افتراق ما قبل الثورة عن ما بعدها تماما.

ان نقطة التلاقي الأفتراقية ستحدد الانطلاقة الحقيقية للثورة من خلال توحيد وجهات النظر كافة وتضمن انتقال الثورة إلى حيز الوجود الفعلي لا الافتراضي, ان هذا الحل سينقل الثورة التي أنجزت في تجربة الافتراض الى تجربة الواقع, أي الى ساحة المعركة والانجاز الحقيقي بعد ان اكتملت الخطة.

إذا لم تصل الثورة إلى نقطة التلاقي الافتراقية المفترضة بين تجربة الافتراض وتجربة الواقع, ستحترق بنفس الشعلة التي انطلقت منها, ستحترق بالشعلة التي كان يفترض أن تنير طريقها إلى الواقع, وسيتوقف من قاموا بالثورة عند هذا الحد, والخسارة ستكون مزدوجة حينها, فسيفقدون الثقة بتجربة الافتراض وبتجربة الواقع معا.

ثورة بلا قائد واحد وثائرون بلا هدف موحد وصناديق اقتراع تنتظر أن يتم تقدير دورها الحاسم في التغيير للأفضل, إذا كان الهدف واضحا على صعيد الافتراض فسيستجيب الواقع, لابد من حسم حقيقي لصيرورة الدولة التي تضمن صورة المجتمع المدني الذي يسعى إليه الثائرون, ليس هنالك أي تبرير افتراضي يصمد أمام الفشل في الواقع, وليس سرا أن الديمقراطية لن تمنع شر وصول دكتاتورية أخرى تدعي العلمانية.

الكاتب
سرمد السرمدي
العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي