الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احترامي للمحافظ..!

جاسم المطير

2011 / 5 / 15
كتابات ساخرة


مسامير جاسم المطير 1890
احترامي للمحافظ..!
سألتني صديقة هولندية مختصة في العمل الإداري:
- قل لي من فضلك ما هي وظيفة المحافظ في المحافظات العراقية..؟
أجبتها:
- لا اعرف..
كنت صادقا في جوابي فأنا مثل ملايين غيري من العراقيين البالغين سن الرشد لا نعرف واجبات ومهمات المحافظ العراقي غير (السفر) إلى الدول الأجنبية و(التوقيع) على العقود المبرمة مع الشركات الكبرى والصغرى ..!
نسمع أخبار السفر والتوقيع من الصحافة والتلفزيون، لكن ليس مثلما نسمع ونقرأ عن زواج ممثلة وعما إذا كانت أنجبت أو لم تنجب. بل أننا في العادة نعرف أيضا كل واجبات وأفعال وانجازات أي ممثلة أمريكية وما تقوم به داخل بيتها وخارجه حتى خصوصيات ما تفعله في استوديوهات هوليوود يعرفه كل القراء . . لا يوجد شيء مستور ومخبوء في عصر الشفافية والنور الديمقراطي.
لكننا في عصر الديمقراطية العراقية لا نعرف أفعال وواجبات وانجازات محافظ البصرة مثلا، ولا نعرف دور أقربائه وأعضاء حزبه المتسلطين في ديوان المحافظة إلا إذا تباهى هو نفسه بشيء من خبطة دماغه في مشروع أو مقاولة يرسلها متعجبا أو مثيرا للعجب لكنه سرعان ما يتعجب هو نفسه إذ يسمع حينئذ أن (رئيس) مجلس المحافظة امسك بيده اليمنى قلماً وبيده اليسرى حبراً ليكتب إيضاحاً بأن أفعال وواجبات وانجازات (طيبة) جرت في البصرة هي من صلب أعماله هو وليس من أعمال المحافظ . حينئذ يقوم الخلاف والصراع لتتوقف بعدها الأعمال الخيرة .
في بعض الأحيان نسمع (لفة) من الأخبار الفاسدة عن محافظ عراقي من ويكيليكس أو من الانتروبول مثلما سمعنا يوم أمس عن أمر صادر بإلقاء القبض على شقيق محافظ النجف الذي استغل مركز شقيقه ليشد حبال الفساد المالي والإداري والأخلاقي بعربة المحافظة ليسلط البلايا والرزايا على مدينة النجف التي ينتظر سكانها شكلا من أشكال الفرفشة حين تعمل شرطة الانتروبول إجراءً خارقا بجلب المدعو عماد الزرفي مخفورا وهو المعروف في الأوساط النجفية عموما بترؤسه وتنظيمه لمافيا واسعة النطاق قامت بعمليات ابتزاز واغتصاب وقتل واختلاس وإرهاب للناس والمسئولين في الدولة العراقية واشرف على العديد من عمليات الاغتيال لضباط من القوى الأمنية ولمقاولين نجفيين وعراقيين عاملين في النجف وذلك خلال حقبة إدارة أخيه (عدنان عبد خضير الزرفي) للحكومة المحلية في المحافظة عام 2004 .
في مظاهرات الجماهير غنى المغنون في الشوارع (الشعب يريد إسقاط المحافظ) .. سقط المحافظ السابق في البصرة - مثلا - لأنه تأخر عن أطعام خيول العربات التي تنقل الزبالة من الشوارع وحل محله محافظ جديد فازدادت الزبالة تلالا كثيرة وازدادت خيول العربات جوعا ..! لا المحافظ الأول قضى على مظالم الناس ولا المحافظ الثاني لأنهما لم يعرفا حتى الآن ولن يعرفا ، لا هما ولا جميع المحافظين العراقيين، ما هو اللقب الذي يحمله المحافظ سوى أنه سني أو شيعي .
هل أن لقب المحافظ (معالي) أم (سعادة) أم (دولة) أم (فخامة) ..؟ لا تقلقوا أنفسكم فالسيد المحافظ مسرور لأنه يحمل الألقاب جميعها والصلاحيات جميعها .
بالحق والعدل أقول أن وظيفة السيد رئيس مجلس المحافظة معروفة فهو ( رئيس) إذن فهو يحمل لقب ( فخامة ) ولا شأن له بقضايا التنمية الاقتصادية في محافظته..‍
لا يوجد محافظ في العراق الجديد يعرف التركيبة الديموغرافية في محافظته ولا يعرف ما هو الإنتاج الصناعي الأول فيها ولا يعرف أسباب التخلف الزراعي ولا يعرف أسباب الأزمة الكهربائية ولا يعرف عناصر الميليشيا المتخفية داخل مبنى المحافظة وخارجها ولا يعرف الآثمين المحيطين به من أقاربه وانسبائه من المهتمين بصيد (الأرانب)..
المصيبة العراقية المنتشرة في كل المحافظات هي أن (المحافظ) يعتبر وظيفته الأولى والأخيرة هي أن يكون (عميداً) في (محافظته) ، عميدا للتجار والمقاولين ورجال الدين والعشائر وملاكي الأطيان والعمارات وأصحاب الفنادق الحزبية والدكاكين الشللية. هدفه الأول والأخير أن يحمي نفسه من انتقادات الصحافة ومن جرأة أهل التلفزيون الذين يكشفون ، بالصوت والصورة، كل وساخات الطرق المؤدية إلى تنمية الفساد بين أهل العباد.. يريد أن ينجيه الله من تهم الفساد ومن أفعاله المجربة في تبذير أموال خزينة الدولة حبا بالفخفخة، التي كان وما زال يتحسر عليها كلما تذكر أن حقيبته السمسونايت لم تمتلئ بحزم الدولار وان معدته لم تمتلئ بالكفتة.
وظيفة المحافظ صارت في العهد الجديد أن ينال مالاً أكثر من كل ما يناسب رتبة أصحاب المعالي والفخامة والسعادة ، ولا شأن له بأرزاق الكادحين وبتحسين حياة الناس الحالمين بمستقبل أفضل.
وضعت الصديقة الهولندية يديها على رأسها الأشيب بعد أن امتقع وجهها وانكمش من استماعها لحديثي ، ثم قالت:
- احترامي للمحافظ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام:
• نصف مصائب المحافظات العراقية يأتي من غباء المحافظ .. والنصف الآخر يأتي من ذكاء زوجته..ا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احتلامي للمحافظ
نبيل عبد الأمير الربيعي ( 2011 / 5 / 15 - 20:52 )
تحية لابن البصرة الاستاذ جاسم المطير
سيدي انت تعرف ان المحافظين الجدد اغلبهم لا يحملون شهادات دراسية ولكن سنوات الجهاد في ايران في بيع الفلافل والعمبة والتمن والقيمة والتعازي الحسينية وماجستير في الخرطات التسع ودكتورا في حب الحسين وعظلات العباس هي تكفي لتوليهم مناصب جديدة للمحافظين .


2 - المحافظ والمحافض
د.عا صم ( 2011 / 5 / 16 - 04:20 )
او العكس مع تقديرى لحاملى اللقبين


3 - ظ ام ض
د.عا صم ( 2011 / 5 / 16 - 04:31 )
اظن و اضن كما استعملتها معضله-معظله


4 - اتمنى
فراس فاضل ( 2011 / 5 / 16 - 09:07 )
اشكد اتمنى اصير محافظ شهر واحد فقط --حتى اصير غنى وحالى حال الربع --زرفى --مالكى --شنو تردون من عشيره اقبل بيها حتى لو اصير كاولى -- مو متت من الجوع والمرض وقله الكهرباء والخوف فى بلاد الاسلام واللطميه --تحياتى لك استاذ جاسم

اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم