الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوءم الثاني في طريقه ‬للحاق بأخيه صدام حسين

بهاءالدين نوري

2011 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كان الدكتاتور التكريتي صدام حسين واثقا من انه بات حاكما للعراق طيلة العمر وأن اولاده واحفاده يرثون عرشه، الذي تربع عليه ٣٥ سنة بالضد من ارادة الشعب العراقي واشاع في ربوع بلده وفي ايران والكويت وغيرهما الموت والدمار الواسع والفساد والانحطاط الخلقي… ‬الخ. وكشر هذا الوحش عن انيابه بعد ان صفى زملاءه في حزب البعث من امثال عبد الخالق السامرائي. وعمل الضابط العلوي السوري الدكتاتور حافظ الاسد الشئ نفسه بعد ان نفذ في عام ١٩٧٥ انقلابا عسكريا على زملائه البعثيين الذين أتوا الى الحكم اصلا- عام ١٩٦٣- عن طريق الانقلاب. وها قد انقضى ست وثلاثون عاما على أل الاسد أشاعوا خلالها الارهاب الدموي والفساد الاداري والقمع الوحشي في ربوع سوريا وفي ربوع الجارة لبنان وحيثما وصلت ايديهم.
مااشبه اليوم بالبارحة! ان الدكتاتور الابن، الذي تسلم الحكم - شأن ابيه - بالضد من ارادة الشعب السوري، قد بات، في مجرى العاصفة الثوريه التي اجتاحت العالم العربي مؤخرا، في وضع لايحسد عليه. واكدت وقائع الاسابيع المنصرمه بأن اساليب القمع، المقرونة بمحاولات الخداع والتضليل، لم تعد تكفي لضمان بقائه على كرسي الحكم المهزوز. ولم يكن قادر على اتخاذ القرار الصحيح البسيط لحل المشكلة بالاستجابة لمطالب الشعب، وهو تسليم السلطه الى هيأة موقتة تقوم بتشريع ديمقراطي معاصر لانتخاب پرلمان تحت اشراف الامم المتحدة والمراقبين الدوليين، والرحيل الى حيث يشاء، بل قلد سائر الحكام المستبدين المتخلفين في ممارسة الارهاب الدموي المقرون بالوعود الكاذبة بالاصلاح. فألغى بعد اسابيع قانون الطوارئ، الذي فرض منذ نصف قرن، ولكنه شدد من الارهاب والتقتيل ولم يكتف بزج جهاز المخابرات في اعمال القتل والاعتقال والملاحقات بل زج بدباباته ووحدات جيشه ايضا واستباح المحرمات بزعم ان هناك "عصابات مسلحة". وبأمل اخفاء جرائمه الدموية، وخلافا لما جرى ويجري في بلدان اخرى غير فاشية، منع رجال الصحافة والاعلام، من العرب والاجانب، من التواجد في الشوارع لتغطية أخبار المظاهرات والاعمال القمعية لأزلام المخابرات وكتائب الدبابات. ويتساءل المرء هنا ماذا يسمى النظام الذي يزج بجيشه، بل بسلاح الدبابات والمدرعات، لقتل أبناء شعبه لا لسبب سوى أنهم يشاركون في مظاهرات سلمية؟ هل من نظام يقدم على مثل هذه الجريمة سوى النظام الارهابي الفاشي؟
تكررت تصريحات بشار الاسد مرارا مدعيا بأنه قرر الاصلاحات واطلاق الحريات الديمقراطيه، فيما كانت ازلامه وجنوده في نفس اليوم أو في اليوم التالي، يقتلون المتظاهرين بالعشرات في شتى المدن والقصبات السورية. وهذا ما يؤكد بشكل واضح ان النظام البعثي ليس بصدد اي اصلاح جدي لانه يدرك جيدا أن الاصلاح والديمقراطية يؤدي الى سقوطه، بل يحاول الخداع وكسب الوقت. ان السجل الدموي القذر لنظام البعث الاسدي الطائفي - الارهابي يكشف بما لايدع مجالا للشك عن حقيقة أن حزب البعث قد اسس منذ عام ١٩٤٧ على الطريقة التي تميز بها الحزب النازي - الهتلري، الذي كان ميشيل عفلق احد المعجبين به. ورغم أن سوريا كانت متخلفة من حيث تطورها الاقتصادي عن المانيا فان اسلوب العمل لدى الحزبيين كان على نفس المنوال: احتكار السلطه ورفض تداولها + ممارسة القمع الدموي ضد أي معارض أو مشكوك في ولائه للدكتاتور + تشكيل جهاز بوليسي رهيب سمي في المانيا بالغستاپو وفي سوريا بالمخابرات + الكذب على الطريقة الگوبلزية - اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس… الخ. وتقدم الوقائع في العراق وفي سوريا، في ظل النظام البعثي، الف دليل على هذه الحقيقة. وليس هناك أي احتمال في أن يتغير سلوك الحكام الذين قادوا هذه المسيرة الدموية القذرة وأن يتحولوا الى ديمقراطيين قلبا وقالبا. والحل الامثل للمشكلة هو اسقاط النظام البعثي الفاشي الدموي وحل هذا الحزب القذر الذي اسسه عفلق واجتثاث جذوره الفكرية. وهذا ماسيحدث حتما عاجلا كان ام اجلا. أن تشبث الدكتاتور العلوي بالسلطة وتعنته في رفض مطالب الشعب السوري يؤدي لا الى توطيد نظامه الآيل الى السقوط في نهاية المطاف، بل الى احد أمرين - وكلاهما غير مرغوب - إما نشوب الحرب الاهلية في سوريا أو تدخل المجتمع الدولي على غرار ماحدث في ليبيا.
ومن حق السوريين المناضلين ضد النظام البعثي، ومن حق اشقاء السوريين العرب وأصدقائهم في البلدان العربية وفي كل مكان أن يوجهوا العتاب واللوم الى الانظمة العربية التي بقيت مكتوفة الأيدي وشبه صامتة على مايجري في سوريا من مجازر رهيبة. أن بمستطاع الدول العربية ومن واجبها ان تعمل الكثير، ان هي أرادت، لمناصرة الشعب السوري في محنته. وبقدر مايتعلق الأمر بالنظام العراقي فأنني اطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالوقوف رسميا وصراحة الى جانب الشعب السوري ضد النظام البعثي الدموي، التوئم القذر لنظام صدام البائد. وأرفض تصريحات الرئيس العراقي جلال الطلباني - وأظن أن غالبية العراقيين يؤيدون هذا الرأى - الذي أظهر اكثر من مرة في فترة سابقة تعاطفه وتأييده لكبير ارهابيي سوريا بشار الاسد.
ومما يتنافي مع جميع مبادئ العدل والديمقراطية وحقوق الانسان هو ان الأدارة الامريكيه اتخذت ازاء احداث سوريا الجارية موقفا مغايرا لموقفها في ليبيا، بل موقفا أقرب عمليا الى موقف السلطات الروسية المنحازة الى النظام السوري ضد شعبه. ومن الواضح أن هذآ الموقف الامريكي المخجل ليس الا مسايرة لموقف حكومة نتنياهو التي تريد بقاء النظام البعثي في سوريا لأنه نظام هزيل عاجز عن أي شئ ازاء الدولة العبرية. ومن المؤكد أن امثال نتنياهو ومن يسايرهم في واشنطن مخطئون في موقفهم اذ ان مصلحة اسرائيل تكمن في قيام سوريا ديمقراطية مؤهلة لعقد المصالحة واقرار معاهدة السلم مع اسرائيل. ورغم ان موقف الاتحاد الاوربي افضل من موقف اوباما الا أن هناك قدرا من المسايرة للسياسة الاسرائيلية الامريكية. وهذا مايستحق اللوم والمطالبة بدعم جدي اقوى لنضال الشعب السوري التواق الى الحرية والديمقراطية، المحروم منها في ظل النظام البعثي طوال نصف قرن.
ويتطلع الشعب السوري في محنته الحالية الى مناصري الحرية والديمقراطية في كل مكان من العالم، الى الاحزاب والجاماعات المدافعة عن حقوق الانسان، الى منظمات المجتمع المدني الحريصة على العدل، الى جميع الكتاب والادباء…. ينتظر منهم التأييد بشتى الاشكال الممكنة لكي يكف النظام الدموي عن التقتيل والارهاب، لكي ينال هذا الشعب مايستحقه من الحرية والديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه