الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاموس الرطانة السياسية (4): ايتها الجماهير الـــــــــ..........

خلف علي الخلف

2004 / 11 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


.برزت مفردة " الجماهير" مع بزوغ " حركات " التحرر العربية في العصر الحديث وازداد استخدامها مع بزوغ عصر الخطابة " العربية ايضا " الذي دشنته وبرعت به الاحزاب الشمولية (القومية – الماركسية – تحديدا اذ لا يستخدم صيغة المخاطبة تلك الاحزاب والحركات الشمولية الدينية – الاخوانية – الجهادية – البن لادنية). وقد شهدت عصرها الذهبي مع بزوغ نجم المايكروفون في المنطقة العربية واستلام تلك الاحزاب للسلطة في اغلب البلدان العربية" الا من رحم ربي " بعد انقلابات دموية " اسموها ثورات فيما بعد " وكان يبدأ البيان الاول " للثورة " عادة باسم الشعب ونزولا عند ارادة الجماهير (..........) ورغم ان الجماهير تكون اخر من يعلم فقد كانت تُحشد (وليس تَحتشد على مايقول إعلام الثورات) في الساحات لتسمع الخطاب الثوري للزعيم الذي سيحرر القدس وكل الاراضي المغتصبة " لو لم تكن لنا اراض مغتصبة ماذا كانو سيحررون " واحيانا كانت يكتفي الزعيم بان يقف على الشرفة ويلوح للجماهير التي (حشدت) كي تؤيد مسيرته المضفرة وكلما وهنت عزيمة الجماهير او فترت كان الزعيم يستنهضها بالمفردة الساحرة : ايتها الجماهيــــــر......

ان الاستعمار (...) ان الاعداء ...(ولا ينسى اعوانه طبعا) يتربصون بكم ... بثورتكم ... وتتلفت الجماهير حولها باحثة عن الاعداء والمتربصين فلا تجد سوى الزعيم واعضاء قيادة الثورة (والحزب) (اعوانه طبعا) فيصفقون بحدة. وكانت مهمة الجماهير (ولا زالت في بعض البلدان التي لم تقنط من رحمة الله) هي التصفيق والهتاف بحياة الزعيم والحزب الذي يقودها " طبعا الجماهير لم تكن تعلم اين يقودها !! لكن الزعيم يؤكد ان النصر تصنعه الجماهير فيعلو هتاف الجماهير مهددا الاعداء ".
وكانت (الثورات هذه المرة وليست الجماهير) تقنع الجماهير بعد كل هزيمة ان النصر على الاعداء يتطلب سحق (لاحظوا سحق) اعوانه اولا وهم عادة الرجعية والمتخاذلين والمتآمرين فتتحول الجماهير الى اداة لينة طيعة " مخبرة " بيد هذه الثورات واعضاء قياداتها الثورية والحزبية والامنية لتبطش بـ (اولئك) المتآمرين، وعادة يوصفون باولئك لانهم ليسوا من الجماهير (أي المتخاذلين و ..و). ولما كانت الخطب الثورية طويلة " زمنيا " وتتكرر في كل اعياد الثورة والحزب القائد فان" بلغاء " الثورات اجتهدوا لايجاد مفردات مضافة الى الجماهير اولا لتعطي صدى حماسيا " وتعبئ الجماهير " اكثر وثانيا لتفي بغرض الخطب المطولة اذا ان الكلام له نهاية اذا لم يجدوا مفردات جديدة فولدت تراكيب جديدة لم تكن قبل عصر الثورات الذي بزغ على المنطقة العربية " من موريتانيا للسعودية / لزوم القافية طبعا والا لكانت عمان " لو سمعها المتنبي لحسب ان مايقوله الخطباء اعجميا مثل: الجماهيــر المناضلة – الجماهير الحاشدة – الجماهير المحتشدة _ الجماهير الابية – الجماهير الثورية – الجماهير الكادحة – الجماهير العريضة. واحيانا (لاطالة الخطبة طبعا) يضع الزعيم او من يمثله (حتى لو كان امين الفرقة الحزبية) بين الجماهير (المضاف) والمضاف اليها مفردة شعبنا ويسبقها باداة نداء فتصبح : ياجماهير شعبا الابي ..... الخ

وسألت ذات يوم احد فصحاء اللغة (وللامانة كان من اولئك ولم يكن من الجماهير) : لما دائما يقولون (أي قواد الثورات " جمع قائد وليس قَواد كما قد يظن اولئك " وخطباؤها) الجماهير العريضة ولم اسمع مرة " ثوري " يقول ايتها الجماهير الطويلة مع انها (أي الجماهير) تُقاد وتحشر احيانا في مسيرات تأيدية للثورة في شوارع طويلة وليس في ساحات فرد الخبيث : لان الجماهير مسطحة وبتفرش. والحقيقة لم اقتنع بإجابته لانه كان من (اولئك) وليس من الجماهير

رجعت الى لسان العرب فوجدت: جَمْهَرَ : جَمْهَرَ له الخَبَرَ : أخْبَرَهُ بطرفٍ له على غير وجهة وترك الذي يُريدُ.
اذا فان الخطباء الثوريين كانوا ملتزمين بالجذر الاساسي للمفردة فهم يخبرون هذه الجماهير مايريدون ويتلاعبون بالخبر كأن يحولو الهزيمة الى نكسة او نصر (في احيان كثيرة وليس دائما اذ مرة خرج الزعيم في مرة لم تتكرر وقال سيداتي سادتي انهزمنا " خروجه للجماهير " الا ان الجماهير لم تقبل الهزيمة !!!!).
ويورد لسان العرب عن الكسائي : اذا اخبرتَ الرَّجُلَ بطرفٍ من الخبر وكتمته الذي تُريدُ قُلتَ : جَمْهَرْتُ عليه الخبر.
اذا لقد كان قادة " الثورات " والاحزاب يُجَمْهِرِون على الجماهير على الجماهير عندما كان يخبرونها انهم اسقطوا للعدو (...) طائرة ويكتمون عليها سقوط سيناء والجولان والقدس وغزة -اريحا تاليا
الجُمْهُورُ : الرَّملُ الكثيرُ المتراكم الواسع
الان فهمنا من اين جاؤوا بالعريضة المضافة للجماهير وفهمنا لما عريضة وليست طويلة لقد كان اللعين (صاحبي الذي من اولئك) مطلعا على لسان العرب عندما اجابني رغم انكاره ذلك.
الجُمْهُورُ مِن َالَّرمل : ماتَعقَّـَدَ وانقاد نعم انها صفة مطابقة للجماهير فهي تنقاد بسهولة من " قواد الثورات " (مرة اخرى جمع قائد وليس قواد).

جَمْهُورُ الناس جُلَّهم
وقد وضح لدينا لما يسثني " قواد الثورات واعضاؤها " اولئك (المتآمرين والرجعيين و...و...) لا الجماهير ليست كل الناس بل جلهم والباقي اذا هم شرذمة كما يقول بلغاء وفصحاء " الثورات".

فلانٌ يَتَجَمْهَرُ علينا أي يستطيلُ ويحُحَقِّرُنا
وعلى هذا يصبح مبررا ان تمنع الاحزاب الثورية أي نوع من انواع التجمهر لانها تعرف معناه من لسان العرب وبالتالي من حقها ان تمنع ايًّ كان من تحقير الحزب والقائد او على الحزب وعلى رأسه القائد او الحزب القائد او حتى القائد بدون أي حزب
الا ان لسان العرب لا يكتفي بهذا بل يقول : الجمهوري : شرابٌ مُحْدَث (...) يُسْكِرُ

بلى وايم الله لقد استطاعت الجمهوريات المحدثة ان تُسكر الجماهير منذ عصر الا ستقلال (الاغبر / قياسا على اسبق وليس كما يظن اولئك) ولن تصحو هذه الجماهير الا ببراميل من الماء يسكبها عليها احد ما !!!
الا من يوقظ الجماهير من سكرتها ؟؟ التي تشبه الموت وحتى هذه لم ينسها لسان العرب
جَمْهَرَ القبر: جمع عليه التراب ولم يُطيِّنه.
لكني اعتقد ان الثورات طينتها بستين طينة (اقصد قبور الجماهير) فتحولت السكرة الى موتا ابدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: رفض لنتائج الانتخابات الرئاسية؟ • فرانس 24 / FRAN


.. المحكمة العليا تعيد قضية حصانة ترامب إلى محكمة أدنى في واشنط




.. استعدادات لجولة الحسم للانتخابات الرئاسية الإيرانية وسط مخاو


.. سلاح الحوثيين الجديد ضمن ترسانتهم العسكرية المدعومة من إيران




.. بعد 5 أشهر.. الطفلة زهوة السموني تلتقي بوالدها بعد إفراج الا