الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة عاقلة!!

حسين عبد العزيز

2011 / 5 / 15
الادب والفن


امرأة عاقلة!!
وأنا جالس فى أحد المسايا .. وكنت فى الشرفة .. أشاهد الشمس وهى تغادر المسرح.
سمعت من يقول لى أن البحر هو أحسن دواء فى هذا الحر الذى يشوى القلب.
فاسرعت الى محطة (مصر) وركبت القطار (التربينى) [وهذه أول وآخر مرة] وجلست اقلب فى مجلة كانت معى – وشدنى أحد موضوعاتها .. فلم أهتم بجارى ولم أرى – أهو رجل أم امرأة .. ولما تمكن منى الملل وضعت المجلة بجوارى ثم نظرت الى جارى ولم يزل نظرى مسلطة عليه .. أما جارى فقد انفرجت شفتاه عن ابتسامه اغرقتنى فى بحر الجمال!
- هل هى فتاة ؟! – أم سيدة؟! – لا أدرى شكلها يقول فتاة – لكن النظر فى عينيها – يقول سيدة لأن الحزن موجود بكثافة (!!)
- ترفع هى مجلة لكى تلفت نظرى .. بأن خرج عن الا معقول وبالفعل أعيد نظرى الى موضعه الطبيعى .. وأنا أسأل نفسى – كيف اتحدث معها؟ وكيف أفتح مجالا كى أهبط فيه دون أزعاج – وهنا وجدتها تقول بصوت موسيقى .. يمكن أن أنام عليه
= لو سمحت يا أستاذ – هذه الكلمة ماذا تعنى؟!
- وأعطتنى المجلة .. واشارة على الكلمة .. وهى تشير اقتربت منى وقتربت أنا منها – فكان عطرها شمبانيا (!!!)
- (نئيم العلاجم) قرأت الكلمتان أكثر من مرة – دون الوصول الى معنى – قرأت الموضوع من أوله – على أمل – نظرت إليها فوجدتها تبتسم – ابتسامة تعنى – عدم معرفتى لكنى أعتدلت فى مكانى وبدات فى تقمص دور الاستاذ – من أجل أن اصبح (بواب) قلبها – فقلت (أولاً الموضوع يدور – عن الإنسان والحيوان والعلاقة التى تجمعهما.
- وهذا واضح من العنوان – فلو أنك قرأتى الموضوع من الأول لوجدتى أن معنى (نئيم) هو (صوت) وأن معنى كلمة (العلاجم) هو (الضفادع) وهنا وجدتها تبتسم .. إبتسامه حقيقية – وهى تأخذ منى المجلة – أسالها
= لو سمحتى يا أنسة أنت فى أى كلية!
= مدام لو سمحت .. ثم أنا لست تلميذة
= لكن شكلك يقول إنك أنسه.....
= أنا مدام .. ومطلقة!!
وهنا وجدت نفسى تقول فى دهشة ماذا !! – لما؟؟
= دعنى أتحدث معك دون حواجز ومخاوف.
= تفضلى
= تزوجنا عن حب – وماذا يعنى الحب؟! لا تسألنى.. لأنى لم أعد أعرف .. بعد أن مر أسبوع واحد فقط على زواجنا تبين لى شيئين .. أولا .. أصبح يغار من أى شيء حتى لو كان البواب – لأنه لما أحس وايقن بأنه فاشل فى الدور الأكبر للرجل فى الحياة الزوجية – وبما أنه يعلم أنى جميلة .. بل جميلة جداً – فأحتله الخوف والشك فإذا ضحكت – فأنا أضحك عليه – وإذا كشرت – فأنا العنه .. وإذا خرج يوصى البواب ألا يصعد إلىَّ إذا طلبته من أجل أى شيء – وإذا أتى أحدا لزيارتى فيجب أن يعلمه.
كل هذه أفعال سلبيه – لأنه كان يجب عليه أن يفعل شيئا ايجابيا .. لكنه اكتفى بالجانب السلبى – وتركنى فى سجنه – حيث لا خروج – ولا نظره من الشباك – وتقريبا أنقطع الأهل عن زيارتى – ولم يعرفنى الجيران – كل هذا ومازال رافضا أن شيئا إيجابيا – وهنا وجدت أنى أكثر سلبيه – فطلبت الطلاق مساء أمس .. فنظر إلىَّ وبكى – لكنى لم اهتم – وجهزت حقائبى – وها أنا فى طريقى الى خالتى (ليلى) حيث هى التى بقت لى من الدنيا.
وكادت السيجارة تلسع شفتى لولا أنى أمسكتها بيدى وانا غير مصدق لما اسمع فقلت (أى ليلى).
= ليلى العامرية – وزوجها أنكل قيس.
وهنا وجدتنى اهتف واقفا
= وليلاه – وليلاه.
لكنى وجدتها تشدنى من يدى كى أجلس – فجلست من اثر تلقى مسمات جلد اليدين – قد بان على وجهى هذا الأثر .ز ولهذا وجدتها تقول ....
= إن مشكلة الرجل – أى رجل – مع المرأة – أى امرأة – انه يلغى عقله – ويجعل قلبه هو الذى يحركه – يفكر له – وهنا تحدث المأساة – لان الرجل لا يجب عليه أن يفكر بقلبه أبدا مهما حدث – فلو كان زوجى السابق فكر بعقله لما حدث الطلاق.
ولو أنت فكرت بعقلك لما حدث لك ما يحدث الآن و.................
ولم اسمع باقى ما قالت وتمنيت ان اختفى من أمامها
لكنى اجدها تقول بلغه تلفت مسامعى
= لو انك تريد ان نلتقى .. فغدا سوف أذهب الى شاطئ العجمى – وهذا هو العنوان (........) وذاك رقم تليفونى (........)
ثم تمد يدها وبها ورقة .. فأخذتها منها .. ونظرت فيها.
[كن صديقى
فأنا محتاجة جدا لميناء سلام
وأنا متعبه من قصص العشق , وأخبار الغرام
وأنا متعبه من ذلك العصر الذى
يعتبر المرأة كتمثال رخام
فتكلم حين تلقانى...
لماذا الرجل الشرقى ينسى
حين يلقى امرأة , نصف الكلام؟]
وارفع نظرى إليها فلا أجدها .. وأجد أن القطار فى المحطة الأخير – فأخرج .. وأنا فاشل فى كل معاركى.
- واذهب إليها على البحر .. مع أول محاولة الشمس .. فى القيام من نومها.
ووجدتها جالسه تنظر الى الشمس وتسمح للهواء .. أن يغازل شعرها .. تقدمت منها.
= صباح الخير
أهلا تفضل
وجلست .. وأنظر إليها .. رغم أنى حوالت كثير ان أمنع عينى .. لكنى لم اقدر – تدفع يدها اليسرى واعادت خصله من شعرها الى موضعها الطبيعى .. فزاد جمالها جمال – واخذ كل من يأتى الى البحر يلتفت حولنا .. وبتنا وجلستنا وحديثنا من أشهر معالم المصيف!
وها هى تتحدث بعد رشفت من كوب الشاى
= نقطة ضعف زوجى – التى لم يكتشفها هو بنفسه – هى انه احبنى بعقله وليس بقلبه.
= وهل يوجد فرق.
= بالطبع يوجد أكثر من فرق – الرجل لا يجب أن يحب بعقله .. وإنما يجب أن يحب بقلبه .. عن كان يريد السلامة والنجاة – أما المرأة فيجب أن تحب بعقلها وليس بقلبها .. إن كانت تريد الحياة فى كنف الحب.. والآن أوضح لك الفرق بين القلب والعقل – أنت قرأت رواية جوته (آلم الفتى فرتر)
= نعم!
= هذه الرواية توضح المعنى الذى أريد ان اقوله
= كيف؟!
= فرتر احب شارلوت - وشارلوت أحبت فرتر – لكن الفرق أن شارلوت أحبت بالقلب .. أم المسكين فأحب بعقله .. فأخذ العقل فى النهاية الى الانتحار بمعنى اقرب وأوضح إن احببت بالعقل .. فكيف سوف تعيش؟! وكيف سوف تفكر؟! وكيف تتعامل مع الحياة بكل تقلباتها – وكيف تزن الأمور .. والعقل فى دنيا الحب مشغول – فعقل الرجل ميزان .. فإذا أختل الميزان أختل وضع الحياة أما المرأة – فيجب أن تحب بعقلها لأنها خلقت من الحب – ومن أجل عيون الحب – تعيش به – ومن أجله – فهى ترعى الحب – كما ترعى المولود!! لكن إذا أحبت بقلبها – فسوف تكون النهاية الغير مرجوه.
الله عليك أيتها الجميلة.
= أتغازلنى
= وهل أنا اقدر .. أو احتمل ان انظر الى الشمس – هل تسمحى لى بان أذهب الى الماء كى افوق من سحر وعظمة حكمتك.
= خذنى معك .. فالماء أحس بأنه ينادينى.
وتحركنا فى اتجاه البحر .. والكل ينظر إلينا الرجل يحسدوننى والنساء فى غيره وفرحه .. بأنها ذهبت الماء.
أحس بأن عيون الرجال تصارعنى – سوف أقع .. أنى اهتز .. أنى أميل ..
= ما بك
= لا لت ادرى
واقع على الأرض
فتولولا النساء .. ويضحك الرجال
واكتب أنا هذه الكلمات من المستشفى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة