الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السوبرمان عراقيا

عباس جبر

2011 / 5 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


السوبرمان عراقيا
عباس جبر

إن أسطورة السوبرمان قد شغلت المفكرين منذ القدم حتى الوقت الحالي والسوبر معناها في اللغة الانكليزية الراقي أو المتفوق ويمكن إطلاق صفة الرجل الكامل وفي ميثولوجيا كل الشعوب منذ الأزل هيمنت الفكرة على الإنسان البدائي ووصلت متدحرجة إلى عصر التقدم التكنولوجي ليظهر لنا شكل سوبرمان الجديد الذي ينتقل بين الكواكب ويواجه أعدائه بأسلحة فتاكة وهو لا يتهاون في تاديه واجبه المقدس في الدفاع عن كوكب الأرض وساكنيه والبحث عن العدل والقضاء على الظلم وتكاد المذاهب الدينية قد أخذت بهذا المفهوم وفكرة الرجل المقدس الذي لا تأكله السنين ولا تخيفه قوة السلاح ولديه القرار في السيرة على الأرض بقوة خارقة
، وتسألنا عن زمن الرجل متى وأين وكيف وهل هذا من خيال التعساء الذين يبحثون عن الخلاص ما وراء الخيال
كما يحلم الجائع بطبق من يبتزا في شوارع لندن ، ومع الأيام ودراسة الواقع لمسنا إن العراقي هو ذلك السوبرمان بجدارة ولإثبات النظرية لابد من أسوق مجموعة من الوقائع والأدلة والشواهد فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، سوبرمان العراق واقع وليس خيال كما يظهر في السياقات التالية " على العراقي توفير المعيشة لأولاده وعائلته ابتداء من أطفال الخدج حتى طلبه الجامعات براتب لا يتعدى خمسمائة ألف دينار وما يقابل سعر حذاء ماركة لبرلماني عراقي
وعليه توفير السكن لهذه الأسرة إيجارا أو شراءا وتوفير الطعام لأسعار هندسية الارتفاع بما يتيسر من حليب الطفل وحافظاته إلى قرطاسيه وأقلام ومصروف الجيب لأولاده بإضافة أجور النقل وأجور الروضة وأجور الخطوط ، كما عليه أن لا يلح بالفاكهة لان توفير كيلو برتقال وكيلو تفاح مع قليل من الرقي قد يسبب عطبا في جيبه الأيمن ، كما عليه أن يكون جادا لتوفير كهرباء لمدة 18 ساعة الخط الذهبي بامبيرات المولدة أو مولدة بيتيه مع وقودها الدائم البنزين
وعليه توفير الماء لظمآن تشغيل المبردة والوصول إلى الخزان بمتابعة المحرك المنزلي بالادامه والتبديل أكثر الأحيان ، كما عليه توفير كسوة الشتاء والصيف لكلا الجنسين وعليه أن يتابع مفاجآت البيوت بالضيوف المتواصلين والمناسبات السعيدة والحزينة ويكون كيسه جاهزا لإجراء اللازم وطلبات العشيرة وبلاوي الفصول والديات
سادا ثغرة القانون الواجب توفرها من دوله فقدت وعيها بما يجب أن تعمله واكتفت بمقدار الحصص والغنائم المكتسبة من صناديق اقتراع لا مصداقية فيها إلا ظهور طبقة غنية إلى جماهير جائعة يعيشون على الأحلام
وسادا ثغرة التعليم لأولاده حتى لا يخرجوا عن الطريق ليفيدوا أنفسهم ومجتمعهم
وعليه أن يخصص مبلغ من راتبه القياسي للأطباء والمدرسين الخصوصيين أما حاجيات البيت من وسائل التدفئة والتبريد وما يمكن أن يجعلها أجهزة كهربائية وليست لوكرات لحفظ الملابس القديمة فهذا يناسبه ما تنفقه الحكومة الموقرة من مبلغ منقطع قدره 15 ألف دينار لا غير ، ومن المؤشرات الأخرى على سوبرمانية العراقي اجتياز الشوارع المغلقة تماما بوسائل فنيه لا تليق إلا بمكانه السوبرمان بالارتفاع والانخفاض عن مستوى سطح البحر وعليه مطاردة جليكان النفط في الشتاء بمقدار 100 لتر بعد أن يرى النبي عربيا ويشهد عهد الرسالة والمنجنيق ، وعليه أيضا تحمل الإخبار والبث الإعلامي المكتوب والمقروء والمسموع وان يهضم ما يصيبه بالغثيان عن الفساد والمفسدين والمشاريع الوهمية لمن خصهم الله ببركات الديمقراطية واليوم الموعود ، أنها علامات التفوق لإنسان متفوق لا نأمل ظهوره بل انه معنا في الأرض يأكل ويشرب وينتظر حتفه على يد الأبالسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة