الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى محمد عرب ومهند الدبس في سجنهم

باسل ديوب

2004 / 11 / 1
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


إلى محمد عرب ومهند الدبس في سجنهما

إلى محمد..... نحب الحياة إ ذا ما استطعنا إليها اعتصاماً

عيناك الحادتين، نزقك الو راثي، ولسانك الذي لا يحب العمل على الوضعية دراكاً
وعقلك المتواصل الطنين والحركة كعقارب ساعة جدارية تعلن عن ولادة فكرة كل ربع ساعة
لا أعرف كم يبلغ ارتفاع قامتك اليوم عن سطح السجن، لكني سمعت أنها انخفضت في المد التحقيق الأخير متراً عن سطح الدولاب
هل ستبقى بعثياً عنيداً ؟أذكر جيداً عيناك الحادتين كصقر عربي كيف انكسرتا في ثانية تأخرت عليك ستة أشهر يوم قلت لك أن الأمريكيين سووا قبر ميشيل عفلق بالأرض، لمعت عيناك وسرعان ما تبلور الدمع فيهما ماساً لفظتاه بإباء، لم تصدق،
وقفتُ عارياً تحت شلال حزن بعثه ملمحك الطفو لي المفاجىء، وصوتك المتحشرج، أحسست به صديقاً وبلحظة تقاطرت كل قراءاتي السابقة حوله لتسد مخارج الأفكار في دماغ عطلته براءتك المكتشفة حديثاً، شتمنا أمريكا معاً لكنك أردفت قبل أن أعرّض به على عادتي،
اندهش لكنه مؤسس حزب البعث شئت أم أبيت.
لا أعلم الآن أيهما يثيرني أكثر جرا فات الاحتلال أم عيناك لحظتها؟ ومن يومها ذكرت الحادثة كثيرا.ً
أكتب وقد أسرتني اللحظة المتأخرة شهوراً على ساعة الاحتلال دقائقَ صمتٍ، انهمرت فيها صور لن تنمحي من ذاكرة ساحة الجامعة، الهتاف و الغناء والتلويح بعلمك المفضل سابقاً علم المقاومة التصفيق والتكبير على وقع الأقدام المنهمرة على تنين العلم المشتعل مراراَ وعلى جسدك أخيراً، حرارة جسدك المحتك بزفت الساحة ينضج اعتصاماً وأكثر وأنت تنادي اتركوني يا... أنا البعثي مو انتو
.........لكن لا بعث لمن تنادي
عبثاً نحاول تخليصك وتوقف زمننا في تلك الساعة
مازال زمننا متوقفاً و زمن المحتلين ما شي
لا زلت أرش جدران المنزل بماء الأسبرين، كما كنت أفعل قبيل حضورك وبعيده قبل الاعتقال، لا زلت تصيبها بالصداع كلما ذكر اسمك، ومع ذلك فجلسات حوارنا مؤجلة لأن قاضي الحوار ينتظر الإفراج عنك لتكتمل الخصومة، ولذلك نحلم بأن يراقص الهاتف ذات رنة خبر الإفراج عنكم
هل ستطلب الرحمة عند إغلاق باب المرافعة ؟ أعرفك جيداً تحب الحياة إذا ما استطعت إليها اعتصاما
ولذلك سأطلبها لك على طريقتي ، ولن أعود للمطالبة بإطلاق سراحك
رحمة عليك يوم تُحاكم ويوم تُحْكَمُ ويوم تعودُ إليّ

!!!!!!!!!!!!!فلا تجوز على المعتقل إلا الرحمة


إلى مهند سنسفح أشهى خمور العيد عند أقدامكم
!!!!من قال أن الهدوء والاتزان يحولان دون السجن
الشهور الستة التي مرت كأنها الأمس علينا، لكن آه كيف مرت عليك، أذكر كيف أعجبك مصطلح ( منسلخ ) للتعبير عن كسر القواقع الرجعية،
لكن لم تمض ساعات حتى وجدت نفسك مسلوخاً عن الوطن في تلك الزنزانة، أعرف كيف يمر الزمن عليك الآن ثقيلاً كهزائمنا، بطيئاً كعملية الإصلاح، قاتلاً كعملية استشهادية، استثنائياً كعملية قيصرية، لن تحتاج الهدوء والاتزان والعقلانية الآن، لأنهم رأوا أنك أشبعت بها قضايا الوطن والغلابة من كل الزوايا،
وعليك الآن أن ترى هذا الواقع من زاوية معتمة، لذلك كان لا بد لك من ذلك المكان لترى أفضل،
لا تفكر بنا كثيراً فنحن نهرب من التفكير بك لعجزنا، فكر بمنال وطفلك كيف ستعطيهما مجدداً عندما تخرج ما تقدم من حبك وما تأخر

ملح الحقيقة يملأ جراح بصائرنا ، طرقاتنا ذلك اليوم كانت بلا شاخصات ، رغم أن كل الطرق كانت ستؤدي إلى السجن ،
لكن على هذه الأرض ما يستحق الحياة والعتمة أيضاً
(لذلك ( غسلو إجريكن بأشهى خمور العيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت