الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل المقال فيما بين النظامين السوري واليمني من اتصال

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2011 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


فيما تستمر الثورة السورية الشجاعة والأبية ضد قمع وشبيحة وجيش النظام الحاكم فان أكثر ما يثير انتباه المحللين والمتابعين هو مدى قوة واصرار وعزيمة الشعب السوري على تحدي كل هذه المصاعب وبأيدي خالية من السلاح الا من شعارات الحق والمطالبة بالحرية واسقاط لا النظام بل اسقاط العار ، وبصدور عارية الا من قلوب تنبض بحب سورية وتأمل في غد يقاطع الماضي الأليم ويسعى الى مستقبل مجيد تستحقه سوريا ، بالتخلص من نظام بشار الأسد الذي أثبت انه كان صاحب قرار اطلاق النار على المتظاهرين بعد ان أصدر قراره بعد التعرض للثوار في جمعة الحرائر وتخلى قليلآ عن أكذوبته المفضوحه عن وجود عناصر ارهابية مندسة تطلق النار على المدنيين المتظاهرين المسالمين .

وقد جاءت الثورة السورية لتسقط ورقة التوت التي كان يتستر بها النظام السوري معللآ رفضه للاصلاح والانصلاح والابتعاد عن نظام القمع والاضطهاد مرددآ لأنشودة الشيطان الأزلية ألا وهي أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد اسرائيل لاستعادة الأرض المغتصبة وتحرير فلسطين (أو هكذا كان يتغنى) ، لتأتي الثورة السورية المباركة ليعترف أركان النظام السوري انفسهم وبكل ثقة عبر وسائل الاعلام وعبر مراسلاتهم السرية والعلنية مع الغربيين والشرقيين .

أن استقرار سوريا من استقرار اسرائيل مثلما صرح مؤخرآ رامي مخلوف ابن خالة بشار الأسد لصحيفة نيويورك تايمز ، وهو لم يكذب في ذلك بل تلك هي الحقيقة ، والدليل أن أكثر من أربعين عامآ مضت ولم تتحرر الجولان ولن تتحرر لأنه ليس من مصلحة لصوص سوريا وقامعيها أن تتحرر الحجة التي بها يسوغون ما ترتكبه أياديهم في حق الشعب السوري العظيم ، كذلك فان جيشى يقتل شعبه ويدمر منازلهم لا يمكن توقع الخير فيه أو منه أبدآ ، ذلك لأنه خائن الذي يقتل شعبه ، هذا اذا أضفنا الى ذلك التعامل الفضيحة للنظام السوري مع تدمير الطيران الاسرائيلي للموقع النووي السوري بالقرب من مدينة دير الزور ، وغيره من الاختراقات الاسرائيلية للمجال الجوي السوري بل وفوق دمشق نفسها ، كل ذلك يثبت أن السوريين لو أرادوا تحرير جولاننا لابد أن يحرروا دمشق أولآ .

وفيما تستمر الثورة اليمينة الصامدة ضد جبروت ودهاء النظام اليمني ، تتواصل محاولات علي صالح التملص من كل محاولات الحل فعينه الآن على الرئيس المصري المخلوع مبارك وما حل به وخوفه أن تكون تلك نهايته خاصة وأن الاثنان بينهما الكثير من القواسم المشتركة المدمرة لشعبيهما ، لذلك فان الرئيس اليمني يراوغ من اجل الوصول الى صيغة يوافق عليها جميع اليمنيون بعدم التعرض له ولا لأسرته بعد تركه السلطة وهذا كل ما يسعى اليه ، لكي يتمتع هو وأسرته بالمال الحرام الذي جمعوه طيلة سنين حكمهم الطويلة جدآ كعادة الحكام العرب .

ويحاول الرئيس اليمني في اطار سعيه الى الحصول على دعم خارجي أو على الأقل التقليل من الضغوطات الخارجية المطالبة اياه بالانتقال الفوري للسلطة ، يحاول اللعب بورقة القاعدة وانه الأقدر على التعامل مع خطر القاعدة في اليمن (أو هكذا يوهمهم) ولكن الحقيقة ان هناك مساومات وتفاهمات خفية بين النظام اليمني والقاعده ، فكلاهما يدين بوجوده للآخر ، فالنظام اليمني يجد في تنظيم القاعده الحجة التي يسوقها ليبرر بها اهمية وجوده على قيد الحياة ويبرر بها رفضه احداث اصلاحات جذرية وحقيقية في بنية النظام وأساليب تعاطيه مع المجتمع اليمني .

ومن ناحية اخرى فان تنظيم القاعدة يضمن من خلال عدم التعرض لرموز النظام الفاسد في اليمن وعدم تنفيذ عمليات ذات ثقل نوعي كبير هناك الا من الحين للحين وفقآ لتعليمات النظام اليمني يضمن ان يجد ملاذآ وموطئ قدم بعد أن طرد تقريبآ من أفغانستان وباكستان أو أضعفت شوكته الى حد كبير هناك جراء الضربات الغربية الأمريكية وكذلك الباكستانية خاصة بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن في باكستان ، ويستطيع ان يتخذ من اليمن منطلقآ لعمليات في الدول المجاروة ومعولآ على الحماية القبلية التي توفرها له بعض القبائل المتشددة هناك ومستفيدآ كذلك من الطبيعة الجبلية اليمينة التي توفر ملاذآ ومهربآ جيدآ لفلول القاعدة .

لذلك فلا سبيل امام ثوار اليمن الا الاستمرار في ثورتهم ، وعدم النكوص عنها وفعلآ كما عبر ثوار اليمن بقولهم عن النظام اليمني أن الأزمة بينهم وبين النظام أزمة ثقة وهي نفس تلك الأزمة التي تعاني منها الشعوب العربية جمعاء مع أنظمتها الحاكمة .

لذلك فاننا في النهاية نجد أن كلا النظامين السوري واليمني ما هما الا محض نظامين عميلين اولهما لاسرائيل وثانيهما وليس آخرهما عميل للقاعدة والارهاب ، في النهاية كلهم خونة وهذه هي نهاية المقال وفصل الحال والأحوال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح والعلاقات بين مصر واسرائيل .. بين التوتر والحفاظ على الم


.. الجدل المتفاقم حول -اليوم التالي- للحرب في غزة.. التفاصيل مع




.. حماس ترد على عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-.. فما انعكاس


.. قتلى ومصابون في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #ر




.. جدل مستمر وخلاف إسرائيلي وفلسطيني حول مستقبل حكم غزة | #التا