الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


63 عاماً على النكبة

محمد بهلول

2011 / 5 / 16
القضية الفلسطينية


اشربوا البحر لن ننتظر بَعد ... اشربوا البحر
أن تتحول الاحتفالات بذكرى النكبة إلى محطات نضالية متميزة ومتنوعة يراق بها الدم الفلسطيني ليس بمسألة جديدة أو غريبة على الشعب الفلسطيني، فبالعودة إلى التاريخ يمكننا القول أن أي ذكرى نكبة لم تخلو وتحديداً منذ العام 1974؛ من تقديم الدم الفلسطيني الذكي في إصرار متجدد على حق العودة إلى الوطن، ففي الخامس عشر من أيار 1974 تمكن ثلاثة من مقاتلي القوات المسلحة الثورية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من عبور الوطن إلى قلب قرية ترشيحا ليعلنوا من هناك الإصرار الفلسطيني القومي والوطني والطبقي؛ على أن حق العودة ملازم لحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، لأنه بهذا وبهذا وحده يمكن الحديث عن وحدة بديهية وليس عاطفية للشعب الفلسطيني بطبقاته وفئاته الاجتماعية المختلفة وجغرافياته المتعددة ومصالحه المتنوعة.
بالأمس؛ الخامس عشر من أيار 2011، تحوّلت الاحتفالات بالذكرى الثالثة والستين للنكبة ذات الملامح الانتفاضية الواضحة إلى ما يعيد تأكيد تلك الحقيقة التي عمدتها دماء "لينو، حربي، زياد" أبطال عملية معالوت ـ ترشيحا، وهي إعادة الوعي لتلازم حق العودة إلى الوطن والممتلكات مع حق تقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو.
لقد حاولت إسرائيل منذ بداية تشكلها على رسم سردية مخالفة للتاريخ والوقائع، تقوم على أساس فرضية "أرض بلا شعب"؛ مستندة إلى واقع تاريخي بأن فلسطين لم تكن يوماً دولة مستقلة، وعلى أساس هذه الفرضية لا بد لإسرائيل أن تعترف بأنها دولة استعمارية، شأنها شأن حليفتها وصانعتها دولة الانتداب "بريطانيا".
"إسرائيل" التي تدعي دائماً بأنها دولة ديمقراطية، وذات قيم مشتركة مع تلك القيم الإنسانية التي تتمتع بها شعوب أمريكا وأوروبا، وأنها الواحة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الديكتاتوريات والأنظمة السلطوية، ولطالما استخدمت هذه المعايير لتطوير علاقاتها وبسط نفوذها وتأثيرها في أوساط الرأي العام الغربي، علماً أن علاقاتها مع حكومات الدول الغربية تقوم على أسس أخرى؛ مصلحية أساساً وليست قيمية.
"إسرائيل" التي استطاعت بشبكة علاقاتها مع الدول والحكومات، ودعايتها المضللة في أوساط الرأي العام، والتي مكنتها من تجاوز جرائمها على امتداد ثلاثة وستين عاماً، هل تستطيع اليوم أن تتجاوز جرائمها في 15/5/2011، والتي بُثّت بالصوت والصورة على امتداد وسائل الإعلام. إسرائيل التي قتلت أكثر من عشرين شخصاً مسلحين بالعلم الفلسطيني وبالصوت الهادر، الشعب يريد العودة إلى دياره وممتلكاته وفق الحق الفردي والجماعي المنصوص عليه صراحة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (كانون أول/ ديسمبر 1948)، الشعب الأعزل قوبل بالرصاص المسكوب، هل يمكن لإسرائيل اليوم أن تدعي أنها تختلف عن أنظمة الاستبداد والديكتاتورية في العالم، وهل ما زال هناك عاقلاً مؤمناً بالفلسفة الإنسانية على استعداد لتقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية، وهي التي تعلن بالجوهر أنها دولة استعمارية، ودولة يهودية بالعلن والقوانين، وعلى حساب أكثر من 20% من سكانها العرب، هل ما زال الرأي العام لا الحكومات قادراً على تجاوز الجرائم الإسرائيلية الواضحة المعالم، وما زال مستعداً لعدم وضعها أمام المساءلة والمحاسبة الدولية.
إسرائيل وبقرارها السريع بالإفراج عن أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية لن تقدم رشوة لتجاوز شلال الدم النازف، المعركة مفتوحة وللجاليات الفلسطينية والعربية في الخارج دورها المميز لتحشيد الرأي العام الغربي.
بالأمس؛ بدماء اللاجئين من سوريا ولبنان وعموم الضفة وغزة، أعيد البريق للثوابت الفلسطينية، التمسك بالمشروع الوطني على حساب المشاريع والسياسات الخاصة، توطيد وحدة الشعب على حساب المصالحة الفوقية.
اليوم واليوم فقط؛ تبدأ معركة عزل إسرائيل، فالحقوق الفلسطينية المترابطة من العودة إلى تقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة باتت أقرب، والشعب يقول: "اشربوا البحر لن ننتظر بعد ... اشربوا البحر" ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا